"طوفان عراقي" شعبي وطلابي لدعم فلسطين

"طوفان عراقي" شعبي وطلابي لدعم فلسطين

26 نوفمبر 2023
يستمر الغليان الشعبي العراقي من الأحداث في غزة (حسين فالح/ فرانس برس)
+ الخط -

يصل الطالب العراقي في كلية الإعلام بجامعة بغداد، محمد قاسم، في وقت مبكر صباح كل يوم، قبل موعد حصص التدريس لمناقشة الوضع في غزة مع زملائه الطلاب، ويقول لـ"العربي الجديد": "نتحدث يومياً عن الوضع الإنساني في القطاع، ونتبادل مقاطع فيديو وقصصاً إنسانية تصل إلينا عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
ويتابع قاسم بصوت حزين: "تتعرض غزة إلى أكبر إبادة بشرية أمام مرأى ومسمع العالم الذي انكشفت أكاذيبه وزيف مزاعمه في شأن الاهتمام بالإنسانية، وتؤكد الوقائع الميدانية أن الجميع تخاذل عن دعم غزة، ولم يتحرك أي ضمير إنساني أمام مشاهد الدم وقتل الأطفال. واليوم يواجه العالم اختباراً أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً لوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية من أجل إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة".

وفي وقت يستمر الغليان الشعبي من الأحداث في غزة، يفكر طلاب الجامعات بتنظيم تظاهرة كبيرة ومركزية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد. ويقول الطالب في المرحلة الثانية لكلية العلوم السياسية في جامعة بغداد، سجاد محسن، لـ"العربي الجديد": "واهم من يعتقد بأن التظاهرات لا تنفع على أرض الواقع، إذ لا حصر لأهميتها في الضغط على الحكومات للتحرك من أجل نصرة غزة في كل المجالات".
يضيف: "تعكس التظاهرات مواقف أخلاقية تجعل الضمائر تناصر القضايا الإنسانية، كما أنها محاولة لرفض مشاهد الدم اليومية التي تصل من غزة كي لا تصبح اعتيادية وتمر مرور الكرام من دون أن يعرف الجميع أن ما يحدث في غزة جرائم حرب مع سبق الإصرار والترصد".
ويؤكد أن "الجامعات العراقية تشهد غلياناً كبيراً بسبب ما يحدث في غزة، لذا يخطط الطلاب لاتخاذ خطوات تصعيدية من أجل الضغط لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية".

الصورة
من المساعدات العراقية لغزة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
مساعدات عراقية لغزة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

ويرى عميد كلية "التراث"، هاشم حسن التميمي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "عملية طوفان الأقصى التي أسفرت عن انتصار عسكري لم تحققه الدول العربية مجتمعة، جعلنا نؤجل الحديث عن مشكلاتنا وأزماتنا الداخلية لإجلال أبطال وشهداء فلسطين. وأبسط ما يقدمه الإنسان العادي النزول إلى الشوارع للاحتجاج على العدوان الصهيوني الذي يدمر غزة ويقتل النساء والأطفال والشيوخ بعدما فشل في التصدي لعملية طوفان الأقصى من خلال الاشتباك المباشر".
ويدعو التميمي إلى "مساعدة غزة ليس بالاحتجاجات فقط، بل بالأموال والمساعدات وبالتوجه إلى المحافل الدولية المنحازة للصهاينة، وفتح الساحات لتنظيم مهرجانات حاشدة لنصرة فلسطين. وما يحدث في غزة قد يكون درساً للحكام العرب والعقلاء من أجل تبني نهج ثوري يكسر شوكة الإرهاب والفساد من خلال تضحيات تولّد دولة فلسطين حرة ومستقلة".
وأرسلت الحكومة العراقية دفعتين من المساعدات إلى غزة من طريق معبر رفح في مصر، واقترحت إنشاء صندوق لإعادة إعمار القطاع.
من جهة أخرى شارك عدد كبير من طلاب جامعة "باب الزبير" في محافظة البصرة بوقفة احتجاجية لدعم القضية الفلسطينية، وشمل ذلك جميع الأقسام الكليات، منها الآداب والإدارة والاقتصاد والطب.
وتقول طالبة اللغة الإنكليزية في هذه الجامعة أريج سهيل لـ"العربي الجديد": "استمرت الوقفة نحو ساعة أمام المكتبة المركزية في جامعة باب الزبير، وردد الطلاب شعارات مثل نعم لفلسطين وكلا للكيان، ولا تطبيع وتصالح مع القتلة". أيضاً أطلق الطلاب حملة لترجمة عدد من المنشورات والفيديوهات من اللغة العربية إلى الإنكليزية للمساهمة في توصيل الصوت الفلسطيني الى العالم الغربي، وشاركوا في حملة توعية باللغتين العربية والإنكليزية لمقاطعة بضائع إسرائيلية".
وفي خطوة غير مسبوقة، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق تسمية "طوفان الأقصى" على دورات التخرج الجامعية للعام الدراسي 2022 - 2023.

ويقول المتحدث باسم الوزارة حيدر العبودي لـ"العربي الجديد": "تهدف التسمية إلى توثيق مواقف دولة العراق ومؤسساتها وشعبها التي تدعم الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وحقوقه الشرعية ضد الكيان الصهيوني المجرم. والعراق وشعبه جزء من طوفان دعم فلسطين". 
يضيف: "لم يعد يكفي التعاطف المؤقت مع الضحايا والشهداء الفلسطينيين، وليس مقبولاً أن يتفرج العالم على الهمجية الصهيونية التي تذبح الأطفال وتهدم المنازل والمستشفيات في غزة، وتمنع توفير مقومات الحياة من مياه وغذاء ودواء واتصالات. وهذه المرحلة ذات الخصوصية الاستثنائية تحتم أن يؤازر الجميع وفي مقدمهم المؤسسة الأكاديمية العراقية طوفان التضحيات والبطولات التي يقدمها الفلسطينيون في غزة، وهم يواجهون ماكينة الموت الصهيونية ويرفعون راية الانتصار التاريخي ضد الكيان الغاصب".

المساهمون