طالبو اللجوء في أيرلندا ينتظرون في أكياس نوم وسط تهديدات المتطرّفين

طالبو اللجوء في أيرلندا ينتظرون في أكياس نوم وسط تهديدات المتطرّفين

15 يونيو 2023
+ الخط -

يكشف مخيم أنشأه المكتب الأيرلندي للحماية الدولية، وهو منظمة غير حكومية، وسط العاصمة دبلن في مارس/ آذار الماضي حجم أزمة طالبي اللجوء في أيرلندا التي تترافق مع تصاعد حركات اليمين المتطرف التي تعارض استقبالهم.

ينام الأفغاني سلمان الكحيل (23 عاماً) في إحدى الخيام الخمسين المنصوبة في حي صغير قرب مقر المكتب، وهو مزود كيساً للنوم ووسادة وبطانية رقيقة يفرشها فوق الأرض الصلبة. ويقول: "هذا بيتي بعدما وصلت قبل ستة أيام إلى أيرلندا، بعدما عبرت خلال سنتين فرنسا وبريطانيا. قد يبقى بعض اللاجئين شهرين هنا حيث يواجهون صعوبات في الحصول على طعام وحتى خيام، ومشكلات أخرى كثيرة، بينها أيضاً تهديدات".

وتفيد أرقام نشرها المجلس الأيرلندي للاجئين الاثنين الماضي أن 1393 طالب لجوء تركوا في الشوارع لمدة وصلت إلى عشرة أسابيع أحياناً منذ نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، بينهم نساء حوامل وقاصرون لا يرافقهم أي من ذويهم.

ويقول رئيس المكتب الأيرلندي للحماية الدولية نيك هندرسون: "عملنا مع أشخاص تعرضوا لاعتداءات، وآخرين يعانون من مشكلات صحية،" أحدهم العراقي زاهد مولود (22 عاماً) الذي قدم من أربيل قبل أن يمرض بعدما أمضى شهرين في العراء وسط البرد.

وأكد رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار أن حكومته تبذل كل ما تستطيع لإدارة أزمة اللاجئين الذين خصصت 10 آلاف سرير إضافي لهم، لكنه شدد على أن" هذه الأزمة لم يعرفها البلد في تاريخه". 

ولجأ أكثر من 70 ألف أوكراني إلى أيرلندا عام 2022 ضمن برنامج استقبال وضع بعد الغزو الروسي، كما شهد العام نفسه، تقديم 13.651 طلب لجوء إضافي. وتبدو السلطات غير قادرة على استيعاب هؤلاء اللاجئين في بلد يعاني من أزمة سكن مزمنة، وينقصه 250 ألف منزل. 

وأدى الاستياء العام من وضع الإسكان إلى ردود فعل معادية لليمين المتطرف من اللاجئين، بينها تظاهرات نظِمت ضد خطط إيوائهم شمال دبلن في تشرين الثاني/نوفمبر، واحتجاجات في مناطق ريفية أخرى بينها بلدة مولينغار الصغيرة. 

وفي إنتش (غرب) استخدم متظاهرون في مايو/ أيار الماضي جرارات لمحاصرة فندق استقبل طالبي لجوء، ما أجبر بعضهم على الفرار. 

ومنذ أسابيع أصبح المخيم المؤقت وسط دبلن هدفاً لتظاهرات مناهضة للمهاجرين. وتعرض بعض طالبي اللجوء لاعتداءات وأحرقت خيامهم. وقالت سيدة تقيم في الحي وسط دبلن: "رحب سكان المنطقة بالقادمين في البداية، ثم انتقلوا من حال التفهم إلى الإحباط. والأفضل أن تجد الحكومة سكناً أفضل لهم بدلاً من مجرد تركهم في الشارع".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

أدى استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب شمال غربي سورية إلى تفاقم معاناة قاطني المخيمات، وخاصة العشوائية منها وذات الطرق غير المعبدة والخيام المهترئة.
الصورة
خيام من أكياس الصحين والنايلون في رفح (عبد زقوت/الأناضول)

مجتمع

أصبح توفير خيمة شبه مستحيل في قطاع غزة، خصوصاً في مناطق الجنوب حيث تتفاقم الأزمة بعد موجات نزوح كبيرة من وسط القطاع ومدينة خانيونس إلى أقصى نقطة جنوباً.
الصورة
أزمة القبور باب لاستغلال أوجاع الفلسطينيين في لبنان

تحقيقات

امتلأت 13 مقبرة مخصصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان والذين يعيش 80 % منهم تحت خط الفقر، ما أسفر عن أزمة البحث عن قبر لا يتوفر إلا بالدولار، بينما يتاجر سماسرة الموت بالأماكن الشحيحة المتوفرة وينتهكون حرمة المدافن

المساهمون