سكان مناطق شمال شرقي سورية يتشاركون الأضاحي

سكان مناطق شمال شرقي سورية يتشاركون الأضاحي

29 يونيو 2023
في أحد أسواق الأضاحي شمال شرقي سورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يحافظ سكان مناطق شمال شرقي سورية على طقوس عيد الأضحى، على الرغم من الضغوطات الناجمة عن الظروف المعيشية الصعبة وعن تفرّق العائلات بسبب الهجرة أو البعد الجغرافي في البلد الواحد. ومن بين تلك الطقوس تشارك الأضاحي التي ينال الفقراء منها الحصة الكبرى، وهو ما يُعَدّ فرصة لإحياء شيء من التكافل الاجتماعي بين الأهالي مع حلول العيد.

أحمد عبد السلام، من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، لم يتمكّن من مساعدة عائلة في عيد هذا العام كما كان يفعل، إذ إنّ أحواله المادية لم تعد جيدة كفاية كما في السابق. ويقول لـ"العربي الجديد"، إنّ الأضحية أتت بالتالي كبديل مناسب، مضيفاً أنّ "العائلات الفقيرة محرومة من اللحوم طوال العام، خصوصاً تلك التي يعمل فيها الأطفال لإعالة أفرادها".

ويوضح عبد السلام أنّه "في كلّ عيد، اعتدت تقديم مساعدة مالية لإحدى العائلات بحسب قدرتي، بالإضافة إلى شراء ملابس لأطفال محتاجين. لكنّ ظروفي لم تسمح بذلك في هذا العام، فوجدت في الأضحية الحلّ الأمثل". وتشارك الأضاحي بالنسبة إليه "من شأنه أن يقوّي التكافل بيننا هنا في المدينة، ويعيد ربط الناس بعضهم ببعض"، مشيراً إلى أنّ "شكر الناس لنا عند توزيع حصص اللحم لا يقدّر بثمن".

من جهته، يرى زهر الدين معو، من القامشلي، أنّ "توزيع لحوم الأضاحي على الفقراء ينشر الفرح"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ "ذبح الأضاحي في العيد وتوزيعها على الفقراء في بيوتهم من أفضل ما نقوم به". يضيف: "صحيح أنّ الأسعار مرتفعة لكنّنا تمكنّا من شراء أضحية" وتشاركها.

بدوره، يؤكد فهد حسن أنّ "كثيرين من الأهالي يحرصون على شراء الأضاحي، على الرغم من الظروف المادية الراهنة". ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "اليوم هو ثاني أيام عيد الأضحى، والإقبال على شراء الأضاحي ما زال كبيراً. على الرغم من غلاء الأسعار والظروف المعيشية الصعبة، فإنّ الناس ما زالوا يتمسّكون بطقوس العيد، لا سيّما لجهة الأضاحي". ويشرح حسن أنّ "توزيع لحوم الأضاحي فرصة ليشعر الميسورون بأحوال العائلات الفقيرة التي لا تتناولها إلا في الأعياد".

أمّا عادل محمد، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ من بين تقاليد عيد الأضحى أن "يشتري من يستطيع أضحية للعيد ويوزّع لحمها على المحتاجين"، لكنّه يشير إلى أنّ "ذبح الأضاحي صار قليلاً، في الحقيقة". يتابع أنّ "من قام بذلك هذا العام هم ميسورو الحال، وآخرون أرسل لهم أقاربهم وأولادهم في الخارج المال اللازم لشراء الأضاحي". ويقرّ محمد بأنه "من جهتي لم أتمكّن كما حال كثيرين من ذبح أضحية، إذ إنّ راتبي التقاعدي لا يكفيني لتلبية احتياجات منزلي. لكنّني سعيد بتشارك لحوم الأضاحي".

المساهمون