السوريون ينتظرون التحويلات الخارجية لشراء أضاحي العيد

السوريون ينتظرون التحويلات الخارجية لشراء أضاحي العيد

27 يونيو 2023
ارتفاع أسعار الأضاحي يزيد من تعقيدات الحياة عند السوريين (فرانس برس)
+ الخط -

رجّح تاجر الأغنام في ريف دمشق، رضوان محمد، أن يتبدل السوق بين عشية وضحاها وتتغيّر الأسعار قليلاً نحو الارتفاع، ويزيد الإقبال على شراء الأضاحي، واصفاً السوق بأنه "راكد والأقل نشاطاً خلال السنوات العشر الأخيرة".

ويوضح التاجر السوري، خلال اتصال بـ"العربي الجديد"، أن غلاء أسعار الأضاحي بالمقارنة مع إمكانات السوريين المادية يرجع لارتفاع الطلب على الخراف والأبقار بأكثر من 50% عن العام السابق، مقدراً سعر خروف الأضحية هذا العام بين 2 و2.5 مليون ليرة، بينما يزيد سعر العجل عن 10 ملايين.

ويعوّل السوق، بحسب محمد، على يوم وقفة عرفة لعودة بعض النشاط والبيع من خلال وصول تحويلات خارجية للسوريين، أو طلب المغتربين من ذويهم أن يضحوا بدلا عنهم داخل سورية، إلا أنه في جميع الأحوال يبقى السوق هذا العام راكداً رغم أن الأسعار تعادل أسعار العام الماضي أو هي أقل منها.

لكن الطلب على أضاحي العيد، بحسب رئيس جمعية لحامي دمشق محمد يحيى الخن، تراجع عن العام الماضي بنحو 75% بعدما وصل متوسط سعر خروف الأضاحي إلى 2.5 مليون ليرة.

ويضيف الخن، خلال تصريحات لـ"العربي الجديد": "سعر كيلو الخروف الحي 42 ألف ليرة، ووصل سعر العجل إلى 14 مليون ليرة"، كاشفاً لإذاعة محلية بدمشق أن نحو 90% من التجار متخوفون، وأن معظمهم أحجم عن شراء الأضاحي، مخافة عدم البيع، مشيراً إلى أن "محافظة دمشق هي الأغلى بأسعار الأضاحي، ويصل فارق سعر الكيلو للخروف الحي بين 10 و12 ألف ليرة بالمقارنة مع أسعار المحافظات الأخرى". 

وكرر الخن وجهة النظر القائلة إن تنشيط الأسواق متوقف على التحويلات الخارجية. 

وتقل أسعار الأضاحي شمال غربي سورية الخاضع للمعارضة، إذ لا يزيد سعر الخروف عن 250 دولارا، في حين يتراوح سعر البقرة بين 700 و900 دولار، على حسب الوزن والنوع، بحسب ما يقوله العامل بالشأن الإغاثي والمكلف بأضاحٍ لسوريين مغتربين، محمود عبد الرحمن.

ويضيف عبد الرحمن لـ"العربي الجديد" أن الأسعار هذا العام أقل من أسعار العام الماضي، رغم ما وصفه بزيادة تحويلات المغتربين لمناطق إدلب وحلب لزوم الأضاحي، لكنه أوضح أن العرض هذا العام أكثر من الطلب.

ويرى أستاذ الاقتصاد، عبد الناصر الجاسم، أن الأضاحي وعلى أهميتها وضرورة استمرار هذه السنّة الدينية، إلا أن تأمين طعام السوريين يأتي أولاً، فـ"دخل السوريين بالداخل، في مناطق المعارضة والنظام، لا يمكنهم من شراء الأضاحي، بل إن تناول اللحوم بات أمنية بالنسبة للسوريين بمناطق الأسد، رغم تخفيض التسعيرة بآخر نشرة رسمية"، كما يقول الجاسم.

وكانت محافظة دمشق قد حددت أسعار جديدة للحوم الحمراء، بحيث لا يزيد خروف عواس حي عن 32 ألف ليرة للكيلو، ولحم خروف عواس كامل بعظمه بـ60 ألف ليرة للكيلو، وهبرة غنم عواس نسبة الدهنة 25% بـ70 ألفاً للكيلو، ومسوفة لحم غنم 50% دهن بـ60 ألفاً للكيلو، وليّة زهرة بـ50 ألفاً للكيلو.

ويضيف الاقتصادي الجاسم أن "السوريين، ومنذ أعوام، يعتمدون في سد الفجوة بين الإنفاق والدخول على التحويلات الخارجية التي تزيد خلال المناسبات عن 5 ملايين دولار يومياً، ولولا تلك التحويلات لرأينا نسب الفقر والجوع مرعبة، كما أن الأضاحي تعتمد على مستوى التحويل وطلب المهاجرين أن يضحى لهم داخل سورية".

وتراجعت الثروة الحيوانية بسورية إلى النصف خلال سنوات الثورة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وعزوف مربين عن المهنة، والدمار الذي لحق بالأراضي الزراعية وقطعان الماشية، بحسب ما يفيد المهندس الزراعي يحيى تناري "العربي الجديد"، مشيرا، خلال اتصال من محافظة إدلب، إلى فقدان الثروة الحيوانية في سورية بنحو 40% إلى 50%، نظراً لاستمرار ارتفاع الأعلاف وزيادة التصدير إلى دول الخليج العربي.

وبحسب بيانات الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة في حكومة النظام، تقدر الثروة الحيوانية في سورية اليوم بما يقرب من 832 ألف رأس بقر، ونحو 15.4 مليون رأس أغنام، ولا يزيد عدد المزارع المرخصة المنتجة للدواجن عن 6.9 آلاف مزرعة.

المساهمون