حلاقة مجانية للأطفال الأيتام في إدلب السورية

خصّص الشاب عبد السلام مصطفى يوماً في صالون الحلاقة الذي يملكه في بلدة معرّة مصرين بريف إدلب، شمال غربي سورية، لاستقبال أطفال أيتام وحلاقة شعرهم مجاناً. بالنسبة إليه، من المفيد تعميم هذه المبادرة في المنطقة، من دون أن تقتصر على الحلاقين فحسب.

ومصطفى نازح سوري يقيم في معرّة مصرين وهو صاحب صالون "جار القمر" للحلاقة، ويخبر "العربي الجديد" أنّ "الهدف من هذه الفكرة أن يشعر الطفل اليتيم بالتقدير وأنّ ثمّة من يهتمّ به". يضيف: "من هنا، رحت أخصّص يوم الثلاثاء من كلّ أسبوع كيوم حلاقة مجاني للأطفال"، مؤكداً "سوف أواصل العمل بهذه المبادرة".

ويشير مصطفى إلى أنّه "عندما يأتي الطفل إلى الصالون ويحصل على حلاقة مجانية يشعر بنوع من الفرحة. وفرحة الطفل تنعكس عليّ كحلاق. وأنا أتمنّى أن يُعمَّم هذا الأمر على التجّار كذلك، فيخصّصوا مبادرات للأيتام". ويتوجّه الشاب إلى "الحلاقين وأصحاب المهن"، داعياً كلّ واحد منهم إلى "مساعدة خمسة أطفال أيتام. ولا شكّ في أنّ هذا الأمر سوف ينعكس على واقع الأيتام المهمَلين في المنطقة".

وفي السابق، كان هذا النوع من المبادرات يقتصر على البرامج الخيرية التي تطلقها منظمات محلية ودولية وتستهدف الأطفال الأيتام في المخيّمات خصوصاً والأطفال النازحين عموماً، من بينها مبادرة أطلقتها متطوّعات في شهر إبريل/ نيسان الماضي في مخيمات إدلب، حيث قدّمنَ حلاقة مجانية للصغار فيها.

بيئة

التحديثات الحية

حملة لحلاقة شعر الأطفال السوريين في المخيمات استعداداً للعيد

يرى عبد السلام الباشاط أنّ "الفكرة جميلة وقابلة للتطبيق"، وهو حلاق من مدينة بنّش. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّه "في الإمكان مساعدة الأطفال الأيتام بقدر المستطاع، من خلالها". يضيف الباشاط أنّه "بالنسبة إليّ كحلاق، لا مشكلة لديّ إزاء هذا النوع من المبادرات. فأنا أستطيع تخصيص يوم للأيتام، أستقبل الأطفال فيه. وفي إمكان أيّ حلاق أن يفرّغ يوماً في الأسبوع لأمر مماثل، بحسب طبيعة عمله والضغوطات لديه".

من جهته، سبق أن شارك الحلاق يزن السيّد بمبادرة حلاقة للأطفال الأيتام في المخيّمات، لافتاً لـ"العربي الجديد" إلى أنّ ذلك "كان له دور كبير في إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال". ويشدّد السيّد على أنّ "المبادرة جيدة جداً، والأطفال الأيتام يترقّبون هذا اليوم الذي يستطيعون فيه أن يحلقوا شعرهم مجاناً"، موضحاً "عملت على حلاقة مجانية لنحو 50 طفلاً في أحد المخيّمات بمنطقة ريف إدلب، وكانت فرحتهم لا توصف".

تجدر الإشارة إلى أنّ المبادرات السابقة في هذا السياق كانت تقوم في المخيّمات وتقتصر على مدّة زمنية مرتبطة بمناسبة، من قبيل المبادرات قبل الأعياد أو في شهر رمضان. أمّا المبادرة الحالية فهي تمنح الأطفال الأيتام اهتماماً إذ يُخصَّص لهم يوم في الأسبوع، وكذلك هم غير مضطرين إلى ترقّب المبادرات المرتبطة بالأعياد أو المحدّدة بزمن معيّن.