تونس تنفي تعرض لاجئين معتصمين لانتهاكات حقوقية

تونس تنفي تعرض لاجئين معتصمين لانتهاكات حقوقية

28 ابريل 2022
لاجئون معتصمون أمام مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة بتونس (ياسين جيدي/الأناضول)
+ الخط -

استنكرت وزارة الخارجية التونسية، الخميس، ما يروج له عدد من المُعتصمين من معلومات "مضلّلة وادعاءات باطلة بتعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، معبّرة عن رفضها رفضاً قاطعاً الإساءة إلى تونس والزجّ بها من أجل الضغط على مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين باتجاه إجلائهم أو إعادة توطينهم في دولة أخرى.

ويأتي ذلك مع استمرار اعتصام طالبي لجوء أمام مقر المفوضية، احتجاجاً على ما وصفوه بقصور الخدمات التي تقدّمها المفوضية في تونس، وطرد مئات منهم من مراكز الإيواء وحرمانهم من المساعدات، في وقت تواجه المفوضية الأممية مطالبهم بالصمت وسياسة غلق الأبواب.

وقالت الوزارة في بيان لها، مساء اليوم الخميس، إنها "في إطار متابعة وضعية اللاجئين وطالبي اللجوء المعتصمين أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تعلم وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بأنها على تواصل مستمر مع مكتب المفوضية وجميع الجهات التونسية المتدخلة لمتابعة تطورات الوضع والوقوف على خلفية الاعتصام".

وأوضحت الوزارة أن "الاعتصام متواصل منذ 10 فبراير/شباط الماضي، ولم يتم التعرض لأي من المعتصمين أو التضييق عليهم أو مصادرة رأيهم في حرية التعبير".

وتابعت: "غير أنه لا يمكن القبول بتوظيف مناخ الحرية الممنوح للاجئين وطالبي اللجوء ليعمد البعض منهم إلى تشويه صورة تونس بأي شكل من الأشكال، في الوقت الذي استقبلتهم فيه، بعدما تم إنقاذ حياتهم إثر غرق مراكبهم في البحر، ووفرت لهم بالتعاون مع مكتب المفوضية جميع الإمكانيات المتاحة من سكن وإعاشة وحماية؛ تنفيذا لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي للجوء والقانون الدولي الإنساني رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجهها بلادنا".

وذكّرت الوزارة بأن "صفة لاجئ أو طالب لجوء لا تمنح الحصانة لارتكاب أية تجاوزات، وأن الامتثال للقوانين والتشريعات الوطنية مسؤولية الجميع". وأكدت أن" الوضع الصحي لا يزال هشّاً في ظل وباء كوفيد-19، وأن استمرار الاعتصام يهدد الوضع الصحي العام بالبلاد".

وشددت على أن "تونس ملتزمة بتعهداتها الدولية لحماية اللاجئين وطالبي اللجوء، في إطار احترام سيادتها الوطنية وأمنها القومي والصحي وسلمها الاجتماعي، ومن هذا المنطلق، وحفاظا أيضا على حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء، ولا سيما النساء والأطفال منهم، فإن الوزارة تدعو المعتصمين إلى التوجه نحو مراكز الإيواء الموضوعة على ذمتهم من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى حين البتّ النهائي في وضعيتهم".

وأكدت الوزارة أن "تونس لن تسمح بأن تتحول أراضيها إلى منبر للتهجم على المنظمات الدولية المعتمدة بها ومنعها من القيام بمهامها، أو تهديد موظفيها التي تقع مسؤولية حمايتهم أيضا على الدولة التونسية. كما لن تسمح بترويج الادعاءات المغرضة والإساءة إلى صورة تونس وسمعتها كدولة تحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وفي تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، قال المتحدث الرسمي باسم المهاجرين المعتصمين عبد الرسول إبراهيمي إنّ "معظم المعتصمين يعانون من مشكلات صحية، وقد زارهم أخيراً متخصصون في منظمة أطباء العالم، وعاينوا ما يمرّون به مع وجوب العلاج"، مشيراً إلى أنّهم "يحذّرون من أيّ محاولة تستهدفهم كالاحتجاز، لأنّ هذا يُعَدّ اعتداءً وجريمة في حقّ اللاجئين وطالبي اللجوء".

وأوضح إبراهيمي، في مؤتمر صحافي، أمس، أنّ ظروفهم صعبة جداً وسيّئة وهم معرّضون للموت البطيء، وأنّ ثمّة نساء يحتجن إلى تدخّل صحي عاجل، لافتاً إلى أنّ نداءهم الموجّه اليوم إلى المفوضية يدعوها إلى الالتفات للمعتصمين المتضررين.

المساهمون