تغيّرات أحوال الطقس خطر بيئي يرهق أجسادنا ويزيد الرجال عدوانية

طبيب: تغيّرات أحوال الطقس خطر بيئي يرهق أجسادنا ويزيد الرجال عدوانية

15 اغسطس 2023
ارتفاع درجات الحرارة وراء زيادة عدوانية بعض الذكور (دارن رودجرز/ Getty)
+ الخط -

حذّر الطبيب التركي المتخصّص في الأعصاب سنان جانان من مخاطر تغيّرات أحوال الطقس المتطرّفة على صحّة الدماغ البشري، وعلى عمل النظام الهرموني لدى الإنسان وتوازنه. وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال جانان إنّ عمل الدماغ يعتمد على ضوء الشمس، لذلك فإنّ التغيّرات في أحوال الطقس قد تتسبّب في ما يسمّى "الاكتئاب الموسمي".

وأوضح جانان أنّ التغيّرات المتطرّفة في درجات الحرارة (التي يربطها خبراء خصوصاً بتغيّر المناخ) هي وراء زيادة عدوانية بعض الذكور وكثرة حالات الانهيار العصبي بين الجنسَين، بسبب اختلالات الهرمونات التي تنتج عن الحرّ.

وعن الاكتئاب الموسمي، قال جانان إنّ هذا النوع من الاكتئاب قد يعانيه البشر "خلال أشهر الخريف والشتاء، وكذلك مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية في أشهر الصيف". وأضاف أنّ "الجسم يفرز هرمون ميلاتونين بعد غروب الشمس، ليهيّئ الشخص للنوم، لذلك فإنّ أيّ خلل يطرأ على آلية عمل هذا الهرمون يؤثّر في الصحة النفسية".

وأكّد المتخصص في طبّ الأعصاب أنّ الهرمونات في جسم الإنسان تتأثّر بتغيّرات أحوال الطقس. وشرح أنّ "النظام الهرموني يعمل كقائد أوركسترا، وفي حال قام هذا النظام بتغيير الإيقاع فإنّ تغيّرات تطرأ على كلّ الإيقاعات في الجسم".

وأضاف جانان أنّه على الرغم من قدرة البشرة على "التكيّف" مع جزء كبير من تغيّرات الطقس، فإنّ ثمّة تغيّرات متطرّفة يصعب التأقلم معها، لا سيّما التي تحدث من جرّاء العيش في بيئات غير مألوفة بالنسبة إلى الجنس البشري". وبيّن أنّ "في الحالات المتطرّفة، يواجه النظام الهرموني صعوبات في التكيّف، الأمر الذي يؤدّي إلى مشكلات في وظائف الأعضاء، ونشوء مجموعة من المشكلات النفسية، من بينها الاكتئاب".

وتابع الطبيب أنّ النوع الأكثر شيوعاً من الاكتئاب الموسمي مرتبط بفصل الخريف، عندما يبدأ الطقس بالتحوّل إلى بارد، وينحجب ضوء الشمس بسبب الغيوم. وفي مثل هذه الحالة، ينخفض هرمون سيروتونين في الدماغ، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور عدد من الأعراض. وفصّل جانان أنّ من بين تلك الأعراض حالة من عدم الرضا، ومشكلات في النوم، وأخرى في الشهية، بالإضافة إلى الإحجام عن المشاركة في الحياة الاجتماعية، وتدهور العلاقات والرغبة في العزلة.

وفي هذا الإطار، قال جانان إنّ في مثل هذه الحالات، تبدأ معاناة الجسم البشري بسبب عدد من المشكلات الجسدية، بالإضافة إلى أخرى نفسية، ومن بين أكثر المشكلات شيوعاً "التهاب المعدة، والقرحة، وأمراض التمثيل الغذائي، وخلل جهاز المناعة". ووصف هذه المشكلات العضوية بأنّها "ردود فعل يطوّرها الجسم في البيئات العصيّة على التكيّف".

وأشار المتخصص في طبّ الأعصاب إلى أنّ "العالم يشهد منذ فترة تغيّرات ملحوظة في أحوال الطقس ودرجات الحرارة، فلا الشتاء بات يشبه فصول الشتاء التي اعتدنا عليها قديماً، ولا الصيف بات مثل أشهر الصيف التي اختبرتها أجسامنا".

وأكمل أنّ هذه التغيّرات المتطرّفة تنتج عنها "تفاعلات إضافية في داخل الجسم، الأمر الذي يعزّز إمكانية حدوث الاكتئاب". كذلك فإنّ درجات الحرارة المرتفعة "تتسبّب في فقدان المياه من الجسم بصورة مفرطة، وتزيد بالتالي حرارته".

وفي السياق نفسه، ركّز جانان على التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة في التوازن الهرموني والسلوك البشري، لا سيّما لدى الذكور. وشرح أنّ ثمّة تأثيرات متعدّدة للهرمونات الناتجة عن الطقس الحار على كلا الجنسَين، مشيراً إلى "عدوانية زائدة، خصوصاً لدى الذكور، الأمر الذي يفسّر سبب شيوع العنف في أشهر الصيف".

وقد حذّر جانان من أنّ التغيّرات المتسارعة في أحوال الطقس، لا سيّما درجات الحرارة، قد تسبّب لدى أشخاص "انهيارات عصبية وكذلك جسدية خطرة، تسهّل ظهور أمراض معيّنة".

ورأى أنّ طرق مكافحة الاكتئاب الفضلى هي من خلال ممارسة رياضة المشي لمدّة نصف ساعة يومياً على الأقلّ، بالإضافة إلى تغيير العادات الغذائية بتقليل تناول السعرات الحرارية، مع استهلاك مصادر دهون صحية، وكميات كربوهيدرات متوازنة.

لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.

(الأناضول)

المساهمون