تحذير أممي من أزمة غذائية وشيكة في أعقاب إعصار موكا
حذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن مساعدات قليلة للغاية تصل إلى المناطق التي ضربها الإعصار في ميانمار، وأن البلاد قد تواجه أزمة غذاء كبيرة في القريب العاجل إذا لم يتمكن المزارعون من زراعة المحاصيل.
ضرب إعصار موكا ولاية راخين الغربية والمناطق المجاورة الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وإلحاق أضرار بآلاف المساكن.
قال تيتون ميترا، ممثل الأمم المتحدة في يانغون، أكبر مدينة في ميانمار: "الدمار هائل حقاً.. والرياح العاتية أطاحت بأبراج الاتصالات، وكسرت أعمدة خرسانية إلى نصفين، واقتلعت حتى أشجاراً عمرها 100 عام".
تضرر ما يقدر بنحو 700 ألف منزل وتسببت الأمطار، إلى جانب هبوب العواصف، في إحداث دمار في قطاع الزراعة والثروة السمكية، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة.
من بين الأكثر تضرراً أفراد أقلية الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات نزوح مزدحمة منذ أن فقدوا منازلهم في حملة وحشية لمكافحة التمرد قادتها قوات الأمن في ميانمار عام 2017.
إضافة إلى ذلك، فإن الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء زيادة الأمراض، مثل الزحار (التهاب معوي يصيب القولون)، بسبب النفايات التي تلوث المجاري المائية.
قالت المنظمة العالمية، إنه بينما قدمت الحكومة العسكرية في ميانمار بعض المساعدات، هناك الكثير مما يتعين تقديمه.
صرح ميترا: "يجب أن يُمنح المجتمع الدولي وصولاً واسع النطاق إلى المجتمعات المتضررة... هذا مطلب عاجل للغاية. وتوفير الإغاثة في حد ذاته لا يكفي".
وأضاف أنه بالإضافة إلى الاحتياجات العاجلة، هناك أيضاً خطر حدوث مجاعة كبيرة لأن الطرق والجسور التي تربط المزارعين ومصائد الأسماك بالأسواق قد جرفت، وفقد مخزون البذور.
قال ميترا في إحاطة بجنيف للصحافيين في اجتماع تابع للأمم المتحدة: "إذا لم تتم الزراعة على الفور وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، فقد نشهد أزمة غذائية كبيرة تظهر في الأشهر القليلة المقبلة... نتوقع، ما لم يكن هناك استجابة فعالة، أن توافر الغذاء والقدرة على تحمل التكاليف سيصبحان قضايا ضخمة".
وأضاف: "هذا حقاً هو الوقت المناسب لنزع الطابع السياسي ونزع السلاح من المساعدات، لأن الاحتياجات هائلة للغاية"، مشيراً إلى أن حوالي 1.6 مليون شخص بحاجة إلى الدعم.
وشدد: "نحن بالفعل نرى حياة الكثيرين غير مستقرة على المحك، ونخاطر أيضاً بإدامة حلقة لا تنتهي من المعاناة".
(فرانس برس)
