النظام السوري يمنع دخول المواد الغذائية إلى مخيم الركبان

النظام السوري يمنع دخول المواد الغذائية إلى مخيم الركبان.. سياسة تجويع ممنهجة

11 مايو 2022
قافلة مساعدات سابقة إلى نازحين سوريين (Getty)
+ الخط -

ما زالت قوات النظام السوري تُمارس الضغط على المحاصرين في مخيم الركبان، الواقع على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، وتسمح بدخول جزء يسير من المواد الغذائية ثمّ تمنعها لأسابيع، إمعاناً منها في ممارسة التجويع على السكان الذين يرفضون الخروج إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، خوفاً من الاعتقال والملاحقة الأمنية واقتياد الشبان إلى الخدمة العسكرية الإلزامية.

وقال مدير شبكة الركبان مصطفى أبو شمس، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام منعت، أمس الثلاثاء، الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية من الدخول إلى المخيم، وأخضعتها حواجزها لتفتيش دقيق بحثاً عن المواد الغذائية أو الطبية، وصادرت جميع المواد الغذائية والخضار التي كانت داخلها.

هدف النظام من تشديد الحصار على السكان هو إجبارهم على الخروج من المخيم وإجراء تسويات أمنية

وأضاف أنّ المحلات التجارية في المخيم باتت خالية من كافة أنواع الخضار، ما عدا تلك التي تتم زراعتها بنسب قليلة قرب الخيام، وتعتمد عليها العائلات في تأمين جزء بسيط من حاجتها الغذائية.

بدوره، أوضح عضو الشبكة المقيم في المخيم محمد عادل لـ"العربي الجديد"، أنّ أسعار المواد التموينية ارتفعت خلال اليومين الأخيرين إلى حدّ مرهق للسكان، إذ وصل سعر كيس الطحين إلى 145 ألف ليرة سورية، وكيلو السكر إلى 4500 ليرة، والأرز إلى ستة آلاف، والسمن النباتي إلى 20 ألفا. (الدولار يساوي 3,895 ليرة سورية).

وأشار إلى أنّ الزيت النباتي والدجاج مفقودان بالكامل في محلات المخيم التجارية، ووصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 25 ألف ليرة وكيلو لبن الغنم إلى 8500 ليرة.

وأكّد المتحدث، أن هدف النظام من تشديد الحصار على السكان هو إجبارهم على الخروج من المخيم وإجراء تسويات أمنية من دون وجود أي ضمانات يمكن من خلالها وصول تلك المناطق دون تعرّضهم للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية والعسكرية، كما حدث مع كثيرين غادروا المخيم في وقت سابق، واقتيد بعضهم للخدمة العسكرية.

ويرغب قاطنو المخيم في فتح طريق للشمال السوري، كما يطالبون بوضعه تحت وصاية ورعاية التحالف الدولي، وإنشاء قرية نموذجية تحت تلك الرعاية، حتى يتم إيجاد حل سياسي في سورية يضمن لهم العودة الآمنة لمدنهم، بينما يسعى النظام من خلال هذا الحصار المستمر منذ سنوات إلى إجبار السكان على الخروج من المخيم وفرض المصالحة عليهم، في الوقت الذي يغيب أي دور للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة أكثر من سبعة آلاف نازح يعيشون داخل المخيم الذي يقع داخل المثلث الحدودي ضمن منطقة الـ 55 التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

المساهمون