اللاجئ الأفغاني قلبدين خان يسعى لمستقبل أولاده في باكستان

اللاجئ الأفغاني قلبدين خان يسعى لمستقبل أولاده في باكستان

26 يونيو 2023
لا يفكر قلبدين خان بالعودة إلى أفغانستان (العربي الجديد)
+ الخط -

في عام 1994، وصل اللاجئ الأفغاني قلبدين خان إلى باكستان مع أسرته فراراً من الحرب، وسكن في مدينة بشاور (شمال غرب)، تعلم حتى الثانوية، ولكنه لم يكمل الدراسة بسبب الأحوال المعيشية، وتوجه إلى سوق العمل مبكراً، ليمارس مهناً مختلفة من أجل لقمة العيش، قبل أن يتوجه إلى العاصمة إسلام أباد ليمارس عملاً جديداً.
يقول قلبدين خان لـ"العربي الجديد" إن أمل حياته الأول والأخير كان الدراسة، وإنه كان يحب أن يكون طبيباً، لكن الأحوال المعيشة الصعبة حالت دون ذلك، وإنه حاول مراراً أن يلتحق بالمدرسة ليكمل الثانوية على أقل تقدير، لكن مع تقدمه في العمر وزيادة الأعباء أصبحت الدراسة حلماً مدفوناً لا طائل من ذكره.
يضيف: "لدي ثلاثة بنين وثلاث بنات، وزوجت اثنين من الأبناء وابنة واحدة، ولديهم جميعاً أولاد، ما يعني أني أصبحت جدّاً، وعليّ أن أفكر في مستقبلهم، ومع الأسف الشديد، أولادي جميعاً لم يتعلموا، وكانوا يعملون معي في مصنع لنسج السجاد، لكن أملي الوحيد حالياً هو تعليم أحفادي، علنا نعمل لهم شيئاً يغير حياتهم من خلال التعليم".
انتقل اللاجئ الأفغاني قبل عشرة أعوام من مدينة بشاور إلى إسلام أباد، وأنشأ في منزله بضواحي العاصمة مصنعاً صغيراً للسجاد بالقرب من مدينة راولبندي، يشتغل فيه جميع أفراد أسرته، كما يشتغل معه عدد من الشباب في أوقات مختلفة من النهار، وهو يكسب جيداً من العمل، لكنه لا يستطيع أن يؤسس حياته بشكل كامل كونه لاجئاً، وليست لديه أوراق باكستانية تمكنه من شراء الأرض أو المنزل.
يقول خان: "حياتي في باكستان جيدة من الناحية المالية، فعملي جيد، وجميعنا نعمل في المصنع الصغير، لكن المشكلة الأساسية أننا نعيش في حالة قلق دائم لأن وضع اللاجئين غير مستقر في البلاد، ولا نعرف ماذا سيحدث لنا في الأيام القادمة، فنحن نعيش في منزل بالإيجار رغم أننا قادرون على شرائه، لكن لا نستطيع ذلك، كما أريد أن أشتري أرضاً للمصنع، لكن قانوناً لا يمكننا فعل ذلك، وإذا اشتريته باسم أي باكستاني من زملائي ففي هذا مخاطر كبيرة. ملاحقة الشرطة أيضاً مشكلة كبيرة، ونعيش مع هاجس الخوف من الشرطة، ولا يمكننا أن نعمل بشكل جيد".

وحول العودة إلى أفغانستان، يقول: "كيف أترك عملي بعد أن بذلت فيه كل طاقتي، وأعود إلى أفغانستان حيث لا توجد فرص عمل. الوضع المعيشي هناك صعب، وبالتالي لا يمكن لنا العودة في الوقت الحالي حتى نتيقن أن الوضع هناك تحسن، وأنه يمكننا العمل، لأن العمل شيء أساسي من أجل استمرار الحياة".

المساهمون