العراق: تحركات لإعادة أهالي مدينة جرف الصخر

العراق: تحركات لإعادة أهالي مدينة جرف الصخر

30 مارس 2022
يعاني النازحون المهجَّرون في العراق (صباح عرار/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت السلطات المحلية في محافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، عن وجود تحركات وصفتها بـ "عالية المستوى" لإعادة أهالي مدينة جرف الصخر شمالي المحافظة، بعد أكثر من سبع سنوات على تهجيرهم منها، حيث تسيطر مليشيات مسلحة على المدينة منذ طرد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" منها، وتمنع عودة أهلها البالغ عددهم نحو 180 ألف نسمة.

وقال نائب محافظ بابل رعد جون إن "الأمانة العامة لمجلس الوزراء وقيادة العمليات المشتركة وجهت لجنة دعم وإغاثة النازحين في المحافظة باتخاذ الإجراءات لعودة النازحين في مدينة جرف الصخر بشكل طوعي". وهذا أول إعلان رسمي من نوعه يتحدث عن ملف إعادة أهالي المدينة منذ عام 2014.

يتابع قائلاً: إن تحركات عالية المستوى تريد ضمان العودة للنازحين الذين تثبت سلامة موقفهم الأمني من أربع جهات، وهي الاستخبارات والأمن الوطني، بالإضافة إلى ما يعرف بـ "أمن الحشد الشعبي". ويشير إلى أن عودة النازحين حالياً تقتصر على سكان مناطق الإسكندرية والمسيب (ضواحي جرف الصخر)، لافتاً إلى "مفاتحة وزارة الهجرة والمهجرين لغرض تسجيل عدد من النازحين غير مسجلين رسمياً". 

ويوضح جون أن "محافظ بابل صدّق على محضر خاص بأسماء النازحين بعد تدقيقهم أمنياً، ونحن بانتظار التعليمات التي تصدر عن قيادة العمليات المشتركة، إذ ستكون العودة على مرحلتين: الأولى للمناطق الآمنة، والثانية عندما تكتمل الخدمات في المناطق التي تعاني من مخلفات حربية". ويوضح أن "العبوات الناسفة مزروعة بشكل كبير في جرف الصخر، والحكومة خصصت أموالاً من صندوق إعادة إعمار المناطق المحررة لإزالتها، وتأهيل الطرقات، وقد فاتحنا وزارة البيئة بذلك". 

وتعدّ بلدة جرف الصخر، التي تزيد مساحتها على 50 كيلومتراً مربعاً، واحدة من البلدات العراقية التي تستولي عليها الفصائل المسلّحة منذ أكثر من 7 سنوات، وتمنع أهلها من العودة، على الرغم من محاولات سياسية وحكومية لإقناعها بالانسحاب منها.  

ولم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة، ومن ضمنها الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، من استعادة السيطرة على جرف الصخر التي يسيطر عليها خليط من المليشيات. وما زال مئات آلاف النازحين ممنوعين من العودة إلى مناطقهم، ضمن محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى وبابل والأنبار، إذ تسيطر فصائل مسلحة على تلك المناطق.

وقال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة بابل حافظ الشجيري، إن "أكثر من 2400 أسرة تهجرت من جرف النصر منذ عام 2014"، مؤكداً أن عودتهم تشترط وجود موافقة أمنية. 

ويقول أحد الزعماء القبليين النازحين من جرف الصخر حول التطور الجديد بقضية عودة السكان، حامد الجنابي، إن "الحديث عن إعادة سكان البلدة سمعوا به من وسائل الإعلام، ولم نلمس شيئاً على أرض الواقع لغاية الآن". يضيف أن "أهالي جرف الصخر مشردون في المخيمات منذ سنوات وبظروف إنسانية سيئة، ولم يصل أحد إليهم وقد أبلغوا بتسجيل أسمائهم للعودة من عدمه". ويسأل عن حال المدينة وإمكانية العودة إليها مع تفجير المليشيات المنازل والمدارس والمنشآت الخدماتية فيها بوقت سابق.

المساهمون