التجنيد الإجباري للمدرسين يهدّد العملية التعليمية شرق سورية  

التجنيد الإجباري للمدرسين يهدّد العملية التعليمية شرق سورية  

28 ديسمبر 2020
تعاني المدارس من نقص في الكوادر التدريسية (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

 

لا تستثني قوات سورية الديمقراطية "قسد"، المعلّمين من حملات التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، على الرغم من الحاجة الماسة لهم ودورهم الأساسي في بناء العملية التعليمية، في الوقت الذي لا حاجة فيه لديها لزيادة أعداد العسكر.
قبل أيام، وتحديداً في 21 ديسمبر/ كانون الأول، احتجّ تلاميذ ومعلّمون في مناطق الحوايج والرغيب في ريف محافظة دير الزور، على مواصلة "قسد" حملات التجنيد الإجباري للمعلّمين، مؤكدّين أنّ هذه الممارسات ستكون لها نتائج كارثية، قد تؤدي إلى انهيار التعليم في دير الزور، في الوقت الذي تعاني فيه المدارس من نقص في الكوادر التدريسية.
وفي ما يخصّ قرار التجنيد الإجباري للمعلّمين، قال معلّمو بلدتي الحوايج والرغيب في بيان لهم، إنّهم يرفضون أيّ محاولة لتجنيد معلّمي دير الزور تجنيداً إجبارياً قسرياً، لا يخدم واقع التعليم في المنطقة، فالتجنيد الإجباري حسب بيانهم الذي زوّدوا العربي الجديد بنسخة منه، يزيد من حالة تفشي الجهل بين أطفال المنطقة.
وعبّر المعلّمون عن رفضهم إدراج معلّمي البلدتين بشكل خاص، ومعلّمي دير الزور بشكل عام على قوائم التجنيد الإجباري، رافضين طريقة الإلتفاف على المعلّمين وإخضاعهم قسراً وتهديدهم بالفصل والعقاب، مهدّدين بإغلاق المدارس في حال استخدام أيّ من أساليب الإخضاع ضدّ المدرسين.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

وأرسلت قوات سورية الديمقراطية، قوائم بأسماء المعلّمين المطلوبين للخدمة الإجبارية في صفوفها، للمجمّعات التربوية في دير الزور، الأمر الذي قوبل بموجة رفض واستهجان من قبل المعلّمين والأهالي على حدّ سواء. 
وفي هذا الخصوص، أكّد المعلم محمد العلي، لـ"العربي الجديد" أنّ العديد من المدرّسين في المجمّعات التربوية في دير الزور، عبّروا عن رفضهم لقرار التجنيد الإجباري في صفوف "قسد"، ومنهم المدرّسون التابعون لمجمّع الفرات التربوي الذي يضمّ قرى وبلدات أبو حمام والكشكية والبحرة وغرانيج. كما استمرّ رفض معلّمي بلدة الجرذي للقرار، واحتجّ معلّمو بلدة الحوايج لمدة أربعة أيام.
وقال العلي: "أنا بصفتي مدرساً أرفض التهديد بالسوق للتجنيد الإجباري في صفوف قوات سورية الديمقراطية. هناك تهديد واضح للمعلّمين في الوقت الحالي، وكلّ مجمّع تربوي في دير الزور وصلته قوائم عليها بين 25 إلى 30 اسماً لمدرّسين مطلوبين للخدمة الإجبارية في صفوف "قسد"، وهؤلاء المدرّسون مهدّدون بالفصل من وظائفهم بحال عدم التحاقهم، بينما تعاني مدارس دير الزور في الأساس، من نقص كبير في المعلّمين".
ويوم أمس الأحد، أكّد معلّمو ناحية الصورة، رفضهم قرار قوات سورية التجنيد الإجباري للمدرّسين في دير الزور، مؤكّدين أنّ المدارس هي مكان المعلّمين وليس ساحات القتال.
بدوره أكّد مدرّس اللغة العربية، خضر العواد، لـ"العربي الجديد" أنّ التجنيد الإجباري للمدرّسين أمر مرفوض، سواء في دير الزور أو الحسكة أو أي منطقة من مناطق سيطرة "قسد"، كون النقص كبيراً في الكوادر التدريسية، وهناك تراجع في مستوى التعليم لعدّة أسباب، منها تفشّي فيروس كورونا والمناهج التي فرضتها الإدارة الذاتية.
كما أنّ المعلّمين الذين يُعيّنون من قبل الإدارة الذاتية في كثير من المناطق، هم من غير ذوي الكفاءة كما يوضح العواد، وليس لديهم الخبرة والقدرات الكافية للتعامل مع الطلاب. وأضاف: "بدلاً من إجبار المعلّمين على ترك المدارس وإرغامهم على الالتحاق بصفوف العسكر، يمكن العمل على تأهيل مدرّسين جدد، وتطوير العملية التعليمية ورفدها بالخبرات، وليس العكس، أي العمل على تخريب ما تبقى منها".
وفي مدينة البصيرة وحدها هناك قوائم بأسماء 107 مدرّسين مطلوبين للخدمة الإجبارية في صفوف قوات سورية الديمقراطية، تحت مسمى "واجب الدفاع الذاتي".

المساهمون