الأمراض تستوطن العالم بسبب "السياسات الظالمة"

الأمراض تستوطن العالم بسبب "السياسات الظالمة"

24 نوفمبر 2021
الحرمان يؤثر في أمراض الناس (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

من وجهة نظر طبية، يرتبط الالتهاب بمجموعة كبيرة من الأمراض، لكن المحاضرين في جامعتي كاليفورنيا وتكساس الأميركيتين، روبا ماريا وراج باتيل، يوسعان في كتاب نشراه بعنوان اسم "ملتهب" دراسة الالتهاب إلى ما وراء المجال البيولوجي والتشريحي من أجل تحديد أسبابه الجذرية ومظاهره في البيئة الطبيعية والثقافية والسياسية التي تحيط بالناس منذ الولادة. ويعتبر الكتاب الذي يعرض تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" استنتاجاته أن "العناصر الكيميائية والاجتماعية والنفسية والبيئية والتاريخية والسياسية والبيولوجية تحدد إذا كانت خلايا الشيخوخة ستصبح محركات للالتهاب الجهازي المزمن". ويخالف هذا النهج ثنائية الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت التي تفصل بين الجسد والعقل، علماً أن الكتاب يخصص فصلاً لتفاعل الجهاز التنفسي مع الجهاز المناعي الذي نوقش كثيراً خلال جائحة كورونا، لكن من خلال التطرق إلى تأثير العوامل غير الطبية على تعديل المناعة البيولوجية الكامنة وراء نتائج الوباء في طبقات اجتماعية مختلفة، من أجل تفسير لماذا يعاني أشخاص بخلاف آخرين من المرض لفترة طويلة، ولماذا يصاب بعض الناس به بلا أعراض، فيما يموت آخرون. ويربط الكتاب ذلك بالحرمان الذي يرى أنه يتسبب في تعديلات جينية تؤثر في شكل مباشر وغير مباشر على النتائج.

واللافت أن فصول جهاز الدورة الدموية والجهاز الهضمي التي يتناولها الكتاب تربط حدوث اضطرابات في ضخ الدم ووظيفة الدورة الدموية باضطرابات الاقتصاد السياسي التي يقارنها باضطرابات النظام البيئي التي تؤثر على تكاثر سمك السلمون، وبالتالي بدورة الحياة المحيطة. ويرى المؤلفان أن "التمييز الجنسي والسياسي والعرقي والقمع والاستيلاء على الأراضي، فضلاً عن التلوث وتعطيل النظام البيئي المشترك، ذات تأثير ملموس وطويل الأمد على الكروموزومات الموجودة في الخلايا، والتي تتسلل إلى عدد من المؤشرات الحيوية والعمليات البيولوجية، وتحدث ما يشبه صدمات تترك بصماتها داخل الجسم". ويؤكد الباحثان أن "الالتهاب مستوطن في كل أنحاء العالم الحديث"، في حين يعرضان مثالاً على الظلم العنصري في الولايات المتحدة الذي يصفاه بأنه "اضطهاد تاريخي طويل الأمد يؤثر في صحة الأجيال القادمة من خلال حبسها في دائرة من الحرمان والنتائج السلبية من الولادة". ويستنتجان عدم إمكان تغاضي الطب عن الأبعاد السياسية للمرض، "ما يحتم تطبيق نهج أعمق وأكثر جدوى للشفاء يدرك التأثيرات العميقة للظلم والصدمات على الأنظمة الجسدية".

المساهمون