اكتئاب الربيع.. أسبابه وأعراضه وكيف تتعاملون معه

اكتئاب الربيع.. أسبابه وأعراضه وكيف تتعاملون معه

12 ابريل 2024
يمكن أن يؤثر اكتئاب الربيع على نمط حياة الشخص المصاب (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اكتئاب الربيع هو اضطراب عاطفي موسمي يؤدي إلى حزن، قلق، تغيرات المزاج، وصعوبات في النوم، مع تأثير سلبي على نمط حياة المصابين، رغم جمال الربيع وطبيعته الخضراء.
- الأعراض تشمل مزاجًا منخفضًا وانخفاض الاهتمام بالأنشطة، مع أسباب محتملة كتعطيل الساعة البيولوجية بسبب زيادة ضوء النهار وخلل في توازن المواد الكيميائية بالدماغ.
- العلاج يتضمن العلاج السلوكي المعرفي، الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائي، وتقنيات التكيف لتجنب الاكتئاب الربيعي والحفاظ على الصحة العامة والرفاهية.

يعتبر اكتئاب الربيع أحد الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD)، التي يسود فيها الشعور بالحزن والقلق وتغيّرات المزاج بالتزامن مع صعوبات في النوم والأرق، مما يؤثر سلباً على نمط حياة المصاب بهذا الاضطراب المعروف أيضا باسم "الحزن العكسي".

ورغم أنّ الربيع من الفصول المعتدلة التي تكتسي فيها الأرض حلّتها الخضراء وتتفتّح فيها الزهور، وتبتهج فيها الأنفس فرحاً بقدومه عند معظم الناس، إلا أنه قد يكون سبباً في دخول فئة أخرى حالة خاصة قد تختفي تدريجياً مع اقتراب الصيف، أو قد تتطلب علاجاً للتغلّب عليها.

في ما يلي نتعرف على أهم  العلامات الرئيسية والأسباب المحتملة للاكتئاب الربيعي، بالإضافة إلى بعض النصائح للتعامل مع الأعراض والعلاجات.

أعراض اكتئاب الربيع

يفيد موقع "صحتك" بأنّ اكتئاب الربيع يتضمن العديد من العلامات والأعراض نفسها التي يعاني منها مريض الاكتئاب الشديد، فمع طول أيام الشتاء واقتراب فصل الربيع قد تلاحظ ما يلي:

  • مزاج عام منخفض، قد يتضمن مشاعر مستمرة من الحزن واليأس.
  • اهتمام أقل أو عدم اهتمام بأنشطتك المعتادة.
  • صعوبة في الحصول على الدافع للقيام ببرنامجك اليومي المعتاد.
  • التغيرات في الطاقة، بما في ذلك الخمول أو الأرق وصعوبات النوم الأخرى.
  • مشكلة في التركيز أو تذكّر المعلومات.
  • الانفعالات غير العادية وفقدان الشهية ونزول الوزن.
  • مشاعر الغضب أو العدوانية.
  • عدم القدرة على الاستقرار في أي نشاط.
  • اليأس دون أي سبب واضح.

 أسبابه

يرى خبراء أن اكتئاب الربيع أقل شيوعًا من اكتئاب الشتاء، ولا يعرفون على وجه التحديد أسبابه الدقيقة، لكن تتضمن بعض النظريات المحتملة زيادة ضوء النهار والدفء مما يؤدي إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية في جسمك، وبالتالي تعطيل دورة النوم والاستيقاظ النموذجية، والحصول على مقدار أقل من النوم الذي تحتاجه، مما يجعلك تعاني من الأرق، والذي يمكن أن يزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. ومن بين الأسباب المحتملة أيضاً حدوث خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ الذي ينتج عدداً من الناقلات العصبية المختلفة، أو الرسائل الكيميائية التي تساعد في تنظيم الحالة المزاجية والعواطف وغيرها من العمليات الجسدية المهمة. 

ويعتقد الخبراء أن الاكتئاب الربيعي قد يتبع النمط العكسي المتمثل في الزيادة المفاجئة في ضوء الشمس التي تحفز الجسم على إنتاج كمية أقل من الميلاتونين، لذلك ينتهي الأمر بالحصول على نوم أقل مما يحتاجه الشخص، وبالتالي فإنّ قلة النوم يمكن أن تساهم في ظهور أعراض الاكتئاب أو تفاقمها.

في فصل الربيع تزداد مستويات السيروتونين أو ما يعرف بهرمون السعادة، أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل في ما بينها، وفي حين أن القليل جدًا منه يرتبط بالاكتئاب، فإن الكثير منه يمكن أن يساهم في الشعور بالتهيج والأرق، إلى جانب انخفاض الحالة المزاجية لدى البعض. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما الذي يسبب الاكتئاب الربيعي بالفعل.

يمكن أن تتضمن عوامل الإصابة أيضاً حساسية حبوب اللقاح، وفقاً لما أورده موقع "صحتك" استناداً إلى دراسة أجريت عام 2019 وخلصت نتائجها إلى وجود صلة بين أيام ارتفاع تركيز حبوب اللقاح في الهواء وظهور أعراض الحالة المزاجية الأسوأ بين المصابين بأعراض الاكتئاب الربيعي أو الصيفي.

متى تبدأ العلاج؟

يشير باحثون إلى أن الاكتئاب الربيعي قد لا يتحسن دون دعم من أخصائي الصحة النفسية، خاصة في حال استمرار مشاعر الاكتئاب والتغيرات المزاجية الموسمية الأخرى لمدة أطول من أسبوعين، وبدء تأثير الأعراض على الحياة اليومية والعلاقات العامة، وهيمنة أفكار حول إيذاء النفس أو الانتحار، وصعوبة في التحكم في المشاعر الشديدة.

ومن بين الحلول المتاحة، العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، هو نهج يُستخدم غالبًا لعلاج الاكتئاب، ويعلّم تقنيات تساعد على تحديد ومعالجة الأفكار وأنماط السلوك غير المرغوب فيها. وقد تشمل التقنيات المستخدَمة إعادة الهيكلة المعرفية، والتي تنطوي على إعادة صياغة الأفكار غير المفيدة حول الموسم والأعراض المزاجية ذات الصلة، التنشيط السلوكي، والذي يساعد على إنشاء برنامج من الأنشطة الممتعة والعادات الإيجابية أو المجزية، تحديد استراتيجيات جديدة، وممارستها لمعالجة تلك المخاوف وأي مشاعر قد تثيرها.

كما أن الطبيب المعالج قد يلجأ إلى خيار العلاج بالأدوية عندما يرى ضرورة لذلك مثل مثبط امتصاص السيروتونين الانتقائي (SSRI) المضاد للاكتئاب، مثل فلوكستين (بروزاك)، أو سيرترالين (زولوفت)، أو باروكستين (باكسيل)، البوبروبيون المديد المفعول، والذي يبدأ تناوله في أوائل الربيع ويتوقف بمجرد انتهاء الصيف.

نصائح 

يوضح موقع "صحتك" أن اكتئاب الربيع قد لا يستمر طوال العام، ولكن من الممكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على الصحة العامة والرفاهية ونوعية الحياة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إيقاف تغير الفصول، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات لتجنب الاكتئاب الربيعي من خلال اتباع استراتيجيات التكيف والتأقلم مع تغيرات الطقس والأجواء المحيطة، والانفلات من حالة القلق وتغير المزاج.

المساهمون