إحياء ذكرى سقوط حيفا

22 ابريل 2016
يهدف النشاط لترسيخ تاريخ المدينة (العربي الجديد)
+ الخط -

أحيت حركة شباب حيفا، مساء يوم أمس، ذكرى سقوط حيفا، برفع لافتات في المدينة، داخل حي وادي النسناش وحي عباس وحي الألمانية بالشراكة مع مشروع "المدن المختلطة" المشترك بين جمعية الشباب العرب بلدنا والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان.

بدأ النشاط في تقديم محاضرات في المدارس عن تاريخ حيفا ومعالمها العربية، وسياسة طمس كل ما هو عربي إيماناً بأن جيل الشباب هو أمل الغد. وفهم السياسة السائدة ومعرفة التاريخ الحقيقي للسير نحو مستقبل افضل ولتحرير الأراضي وأيضا كوسيلة لتذكير الطلاب بهذا اليوم والتاريخ الهام.

وكانت قد سقطت حيفا بيومي 22 و 23 أبريل/نيسان في عام 1948، حسب قرار التقسيم الذي صدر في الأمم المتحدة سنة 1947، أن حيفا من نصيب الدولة اليهودية. وهجرو غالبية أهلها بعام النكبة وبقي بها ثلاثة آلاف عربي فلسطيني من أصل 75 ألفا.

وكانت منظمة الهاغانا الصهيونية قد حضرت للسيطرة على المدينة، لعدة أسباب، أولاً لوجود الميناء فيها، ثانياً وجود سكك الحديدية، وثالثاً بسبب المنطقة الصناعية.


وقال أمير طعمة، عضو في حركة شباب حيفا، "عقدنا محاضرات في مدارس حيفا صباحاً عن مدينة حيفا، قبل النكبة وعن سقوطها، وزعنا ملصقات سجل عليها نكبة حيفا، والآن نقوم في وقفات بأحياء عربية بحيفا في كل من وادي النسناس، الحليصة، الكبابير، وحي الألمانية". وأضاف، "أطلقنا قبل أكثر من أسبوع حملة على فيسبوك بعنوان لولا سقوط حيفا، وشارك بها الناس عن رأيهم كيف لو لم تسقط حيفا، كيف كانت ستكون الآن. بالطبع الهدف الأساسي من الحملة توعية وتذكير المجتمع بتاريخ سقوط حيفا".

وقالت قمر طه مركزة من جمعية "بلدنا"، "المبادرة جاءت من حركة شباب حيفا عن طريق عدة فعاليات لجيل الشاب وشملت محاضرات في المدارس وزعنا ملصقا مع صورة لحيفا من وادي الصليب، تحت عنوان لولا سقوط حيفا.  فهذا إحياء لهذه الذكرى ولكي تتفاعل معنا الناس في الأحياء العربية وليتذكروا هذا التاريخ".

وفي حديث مع المؤرخ جوني منصور، من حيفا قال إن "حيفا سقطت ضمن الخطة العامة لمواجهة فلسطين المعروفة بخطة 2 و"خطة المقص". بدأوا بقصف المدينة من منطقة هدار الأعلى تجاه الأسفل، وتقص على كل أحياء العرب وتدفعهم الى الميناء. الخطة سبقها عمليات قصف على الأحياء العربية ومدافع صوتية. ومع استمرار الحالة بدأت موجات الهجرة والرحيل حتى 17 نيسان".


وتابع منصور، عن فقدان مدينة حيفا، قائلاً، " شهدت مدينة حيفا نهضة ثقافية اجتماعية بين الحربين العالميتين نتيجة ازدياد عدد السكان والمدارس وبدأت تظهر العمق في حيفا من مجلات ومسارح ودور عرض سينما. وملاه بمستويات عالية جداً".

وظهرت في المدينة 76 جمعية، وأيضا 35 جريدة ومجلة. وجريدتان منهما واحدة باللغة الإنجليزية. وكان مخطط لإقامة كلية صناعية بمفرق "بيت أورن"، على مرتفعات جبل الكرمل مع منامات داخلية وكنيسة وجامع ومكتبة، فلدي نسخة محفوظة من المخطوط التي جهز ولم ينفذ بسبب النكبة.

أما سما توتاري، إحدى المشاركات في النشاط من حركة شباب حيفا، "هذا نشاط جداً مهم وهو جزء من حضارتنا وهويتنا، ومهم أن نكون نشيطين بيوم كهذا، وليس فقط أن نتذكره بل ننشر هذا التاريخ لكل عربي والاستمرار في الحفاظ عليه". وأضافت، "على مستوى العروض الفنية والثقافية فحضر يوسف وهبة، وفريد الأطرش وأسمهان وجورج أبيض من كبار المسرحيين. وأم كلثوم كان لها عرضان، وأيضا الراقصة المشهورة بديعة معانية. فالحياة الثقافية والاقتصادية كانت جيدة والناس بنت أحلامها وبيوتها وتوسعت وبدأت تبني بيوتها على جبال الكرمل، وكلها ذابت وانتهت بالنكبة بليلة واحدة".

ويقول الكاتب سميح مسعود، "نظرا لأهمية موقع حيفا الجغرافي كبوابة لشرقي الأردن والعراق وسورية عبر البحر الأبيض المتوسط، اختيرت من قبل حكومة الانتداب البريطاني مقراً لإدارة خطوطها الحديدية، ونقطة جغرافية بحرية ينتهي فيها خط أنابيب نفط العراق القادم من كركوك، لنقل النفط العراقي منها إلى الدول الأجنبية المستوردة للنفط، كما تم فيها أيضا إقامة إدارة ضخمة لشركة نفط العراق (أي بي سي) وإنشاء مصفاة لتكرير النفط في عام 1933 على مقربة من تخومها الشرقية مدت جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بالنفط المكرر.

وتابع "أسترجع من أيام حيفا الماضية صوراً تعيها ذاكرتي تلازمت مع انتعاشها الاقتصادي تنبض بمظاهر انتعاش اجتماعي وإعلامي وفني، تجسدت بعشرات المدارس الحكومية والخاصة والأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية والفرق المسرحية والصحف".

دلالات