أين يرمي الغزيون قمامتهم خلال العدوان؟

أين يرمي الغزيون قمامتهم خلال العدوان؟

30 نوفمبر 2023
تتراكم النفايات في كل مكان (محمد الحجار)
+ الخط -

يُحاول الغزيون البحث عن أي مكان لتجمّع النفايات في قطاع غزة لرميها بعيداً عن مراكز النزوح ومنازل أقاربهم والخيام والمحال التجارية الفارغة التي نزحوا إليها، في وقت يشهد الكثير من الشوارع تكدساً للنفايات. لكن في المنطقة المحاصرة بمدينة غزة وشمال القطاع، يكاد يكون الوضع أكثر خطورة.  
وبحسب تقديرات البلديات ومؤسسات حقوق الإنسان العاملة في غزة، تحول جنوب قطاع غزة إلى بيئة خطيرة وخصوصاً بعد نزوح أكثر من مليون و700 ألف غزي، ما يعني زيادة كمية النفايات من دون القدرة على السيطرة على تراكمها أو إرشاد الناس بشكل مستمر إلى أماكن رميها في ظل عشوائية السكن.
ويبحث الغزيون عن أي نقطة مخصصة لجمع النفايات فيها ولا يبالون إن كانت على مقربة من التجمعات في ظل حالة الطوارئ التي يعيشونها. المهم بالنسبة إليهم البقاء في مكان نظيف، كما يقول حيدر دياب، وهو نازح من مدينة غزة إلى إحدى مدارس الإيواء في مدينة رفح. يومياً، ينظف دياب ومجموعة من الرجال داخل المدرسة الواقعة في منطقة مخيم الشابورة بمدينة رفح الممرات التي يقيمون فيها. لكن النفايات مكدسة على مقربة من المدرسة. ويشهد الكثير من أحياء رفح وخانيونس تجمعات للنفايات.  
يقول دياب لـ "العربي الجديد": "أيام الهدنة، نشط عمال النظافة في البلديات في جمع النفايات، لكن ما إن أزالوا بعضها حتى تراكمت مجدداً. لدى الحصول على مساعدات، نحاول تنظيم إفراغ المحتويات. قبل بدء الهدنة، كانت النفايات تتحلل في ظل تساقط الأمطار وتنبعث منها رائحة كريهة. في الوقت نفسه، تزداد النفايات خلال أيام الهدنة لأن الناس باتت تتحرك أكثر". 

ومنذ بدء العدوان، استهدف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات النفايات الكبيرة في محافظات قطاع غزة. 
وتُحاول البلديات، وخصوصاً في جنوب القطاع، الوصول إلى أماكن تجمع النفايات التي باتت بعيدة عن مراكز تجميعها المعتادة. ولدى مرور عمال النظافة، يخرج الناس أكياس النفايات من أماكن وجودهم. لكن كل المحاولات لا تحل المشكلة في ظل الاكتظاظ الكبير وزيادة كميات النفايات، بحسب ما يشرحه محمد حسنين وهو نازح من حي الكرامة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس. ويوضح لـ "العربي الجديد": "نجمع كل يوم النفايات في أكياس أياً كان نوعها، ونضعها في زاوية الشارع، لكن القطط والكلاب تمزق الأكياس، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الحشرات والبعوض على الرغم من بدء فصل الشتاء". 

الصورة
يحاول عمال النظافة إزالة النفايات قدر المستطاع (محمد الحجار)
يحاول عمال النظافة إزالة النفايات قدر المستطاع (محمد الحجار)

في المقابل، تحاول إدارة المستشفيات فصل النفايات الطبية عن النفايات المنزلية من خلال تحديد مكان ومساحة لها. إلا أن النازحين داخل المستشفيات يرمون النفايات فوقها أحياناً على الرغم من التحذير من خطورة الأمر. يشار إلى أن مستشفيات الجنوب ووسط القطاع تضم أكثر من 100 ألف نازح. 
وفي مدينة غزة، تُرك الكثير من النفايات في مجمع الشفاء الطبي والشوارع المؤدية إليه، علماً أن المستشفى كان يضم عدداً كبيراً من النازحين والطواقم الطبية والمسعفين والصحافيين. كما تكثر النفايات أمام بعض المدارس القريبة، وقد تحول محيط وجود النازحين، والذين نزحت النسبة الكبرى منهم إلى الجنوب، إلى بؤرة لتراكم النفايات، وتحلل جزء منها وتنبعث من المكان روائح كريهة.  

خلال سريان الهدنة بدءاً من صباح الجمعة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، خرج الغزيون الذين بقوا داخل المنطقة المحاصرة بمدينة غزة وشمال القطاع لتفقد منازلهم ومنازل ذويهم، وقد لاحظوا أن القمامة منتشرة في غالبية شوارع القطاع. وعلى الرغم من عمل طواقم البلديات، إلا أنها استطاعت تنظيف القليل جداً من الشوارع الأساسية، بحسب محمد علي الموجود في حي الرمال بمدينة غزة.
والأخطر هو إحراق بعض النفايات المنتشرة في شوارع بعض المناطق بغزة، بعد تجميعها في مناطق معينة وسط الدمار، وفي محاولة للحد منها. يقول علي: "عندما هطلت الأمطار في ثالث أيام الهدنة، أصبحت الشوارع طينية تتجمع فيها الكثير من المياه وتغمرها النفايات، وباتت رائحة غالبية الشوارع كريهة. ويقول علي لـ "العربي الجديد": "نمشي في شوارع من النفايات والرمال. الدبابات الإسرائيلية دمرت العديد من الشوارع الإسفلتية وتحولت كلها إلى رمال. جميع أنواع القمامة موجودة في المكان. الأغذية العفنة وحاجيات الأطفال وحتى الأدوية والأدوات الصحية كلها ترمى فوق بعضها البعض. جميع مكبات النفايات باتت ممتلئة، فيما دمر الاحتلال مكبات أساسية".

المساهمون