أضرار ومعاناة في مخيمات النازحين بإدلب بسبب الأمطار

أضرار ومعاناة في مخيمات النازحين بإدلب بسبب الأمطار

17 ديسمبر 2020
تتفاقم معاناة النازحين في فصل الشتاء (Getty)
+ الخط -

تضرر 91 مخيما للنازحين، شمال غربي سورية، خلال الساعات الـ48 الماضية، وفق ما أكد فريق "منسقو استجابة سورية"، وذلك جراء التساقطات المطرية في المنطقة.

وقال الفريق، في بيان صدر عنه اليوم الخميس، إن أغلب المخيمات الموجودة في المنطقة تعرضت لأضرار متفاوتة، وتركزت الأضرار الكبرى في مناطق معرة مصرين ومركز إدلب ومخيمات أطمة وأجزاء من مخيمات الريف الغربي لمحافظة إدلب.

ووفقا للبيان، بلغ عدد الخيام المتضررة بشكل كلي 174 خيمة، بينما بلغ عدد الخيام المتضررة جزئيا 318، وتجاوزت نسبة الأضرار ضمن الطرق الرئيسية والفرعية في المخيمات 89 بالمائة.

وأشار البيان إلى أن نسبة احتياج المخيمات من العوازل المطرية والأرضية هي 100 بالمائة، أما التدفئة من حيث المواد والوسائل فبلغت 94 بالمائة، والمواد غير الغذائية بلغت الحاجة إليها 97 بالمائة.

وبلغت نسبة حاجة النازحين لمواد النظافة الشخصية 100 بالمائة،  بعدما بلغ عدد مصابي فيروس كورونا 2014 شخصا في المخيمات، وفق الإحصاءات الرسمية، وأكد البيان أنه لا توجد حتى الآن استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين من العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة.

ووفقا للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، توزعت الأضرار على مخيمات أطمة وحربنوش وسرمدا وكللي ومعرة مصرين وحفرسجنة وخربة الجوز، حيث تدخلت فرق الدفاع المدني وفتحت قنوات تصريف للمياه ورفعت سواتر ترابية في محيط الخيام لمنع وصول المياه إليها، في الوقت الذي يحاول فيه الفريق تحويل مجاري صرف المياه بعيدا عن المخيمات.

وقال رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، في منشور له على فيسبوك: "الواقع المأساوي لمخيمات أهلنا السوريين في الشمال السوري يفطر القلب، فيضانات تأخذ مأوى من هجّرهم سلاح النظام وحلفائه، ورياح تُعري شُحّ الدعم المُقدّم لهم، خصوصًا مع وجود فيروس كورونا الذي لا يميز بين كبير وصغير".

وأكد العبدة أن المجتمع الدولي "مُطالب بإسعافات طارئة لدعم أهلنا الذين تضرروا في المخيمات، كما أنه مُطالب باتخاذ خطوات جدية لإنهاء مأساتهم"، مردفا "نبذل كل جهودنا لإيصال معاناة أهلنا في المخيمات وخارجها، ونطالب المجتمع الدولي بأن يلتزم بجدية بالمهمة المناطة به، ودعم مطالب السوريين الحرّة، ورفع الحاجة عن المهجرين منهم".

وفي كل عام تتعرض مخيمات النازحين مع حلول فصل الشتاء لأضرار بالغة بسبب الهطولات المطرية والعواصف، التي تغرق الخيام وتقتلع بعضها متسببة للعوائل المقيمة في هذه المخيمات في مأساة جديدة.

بدوره، أكد الناشط الإعلامي مرهف الجدوع لـ"العربي الجديد"، أن أوضاع النازحين في الخيام سيئة للغاية بسبب الأمطار، وهم بلا حول ولا قوة ولا شيء يمكنهم القيام به لمواجهة الأمطار والسيول، والقادرون على شراء عوازل لخيامهم لا يستفيدون منها بالدرجة المطلوبة كون المياه تغرق الخيام، والإمكانيات ضعيفة بالنسبة لكل النازحين. وحتى الوقت الحالي لم تتدخل المنظمات الإنسانية لمساعدتهم.

وقال الجدوع إنه من الضروري استبدال الخيام بمساكن إما بجدران وعوازل فوقها أو استبدال الخيام المهترئة التي مرت على وجودها خمس سنوات أو أكثر. كما يجب تعبيد الطرقات وإيجاد قنوات لتصريف المياه كون المياه التي تغرق الخيام لا توجد آلية لتصريفها.

وأشار النازح كمال أبو محمد (43 عاما)، المقيم في مخيم بالقرب من بلدة معرة مصرين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن كافة الإجراءات التي اتخذها في فصل الصيف لم يكن لها نفع في مواجهة الأمطار، فالمياه كانت تقطر من سقف الخيمة التي يسكن فيها بسبب تمزق أجزاء منها.

وأضاف أبو محمد: من الجيد أني حفرت خندقا بجانب الخيمة، الأمر الذي حال دون دخول الأمطار للخيمة. أرجو أن تعمل المنظمات على فتح قنوات تصريف للمياه وحفر خنادق، فلا قدرة لنا على ذلك.

ويعاني نحو مليون نازح في مخيمات شمال غرب سورية من سوء الأوضاع في أكثر من 1200 مخيم، ولا قدرة لديهم على مواجهة الظروف المناخية في فصل الشتاء. 

 


 

المساهمون