شحّ المياه يزيد معاناة مخيمات نازحي إدلب وسط أزمة كورونا

شحّ المياه يزيد معاناة مخيمات نازحي إدلب وسط أزمة كورونا

10 ديسمبر 2020
طرق بدائية للحصول على المياه داخل المخيمات (Getty)
+ الخط -

يعتمد النازحون في مخيمات الريف الشمالي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية، على الصهاريج بالدرجة الأولى لتوفير حاجتهم من المياه، مع غياب شبكات مياه تخدم مخيماتهم، في الوقت الذي يقتصر فيه دور بعض الجهات والمنظمات الإنسانية على تزويد بعض المخيمات بالمياه، التي يؤدي انقطاعها إلى الكثير من المشاكل، لعدم وجود البدائل، وصعوبة توفيرها.

وبالنسبة إلى المخيمات غير المدعومة، يلجأ النازحون إلى شراء المياه من طريق الصهاريج التي تنقلها الجرارات الزراعية، ولا سيما في فصل الشتاء، حيث يصعب على السيارات العادية نقل المياه بسبب حالة الطرق، كما يبين الناشط الإعلامي أبو أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد"، إذ يشتري النازحون كميات المياه وفق حاجتهم، ويحاولون الاقتصاد في صرفها لخفض التكاليف.

ويبيّن الحمصي أنّ المعاناة الرئيسية للنازحين ناجمة عن حالة عدم الاستقرار في توفير المياه، لكونها أساسية لهم في الشرب والنظافة، وليس لدى الجميع خزانات للمياه، إذ يستخدم العدد الأكبر منهم براميل ومستوعبات بلاستيكية لحفظ المياه فيها.

ومن مخاطر نقل المياه في الصهاريج بالوقت الحالي، انتقال عدوى فيروس كورونا نتيجة الاختلاط بين النازحين وبين من يقومون بنقل المياه، إضافة إلى الطرق البدائية في إيصال هذه المياه لدورات المياه البدائية في المخيمات، وخاصة العشوائية، الأمر الذي يستدعي تجهيزها وتخديمها بشبكات.

وقال المهندس فرحان العويس، مدير برنامج المياه والإصحاح البيئي والمأوى في هيئة الإغاثة الإنسانية لـ"العربي الجديد"، إنه "بخصوص الوصول الآمن للمياه في محافظة إدلب شمال غربي سورية، نعرف جميعاً معاناة النازحين في معظم المناطق للحصول على المياه، سواء عبر الصهاريج أو غيرها".

وتعمل المنظمة على مشروع يخدم المخيمات في منطقة حربنوش، وفق ما أوضح العويس، والمشروع يخدم المخيمات في المنطقة، التي يقطنها 6000 مستفيد، أي ما يقارب 1000 عائلة، بالإضافة إلى قرابة 70 عائلة من المجتمع المضيف، "أي سكان المنطقة من غير النازحين".

وأردف العويس: "نتوقع الانتهاء من كل الأعمال وبدء الضخ من طريق شبكة المياه مع نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول 2020".

وأضاف العويس أنه "مع انتهاء هذه الأعمال ستصل المياه إلى العديد من القطاعات والمخيمات مثل مخيم الطلال، ومخيم السكة (قطاعات الخالد، التح، القطار، المعصرة)، ومخيم المدرسة (قطاعات النصر، الثانوية، وسط المدارس)".

ولفت إلى أنّ "المياه تُحلَّل دورياً من قبل تقنيي المياه في هيئة الإغاثة الإنسانية، إذ تؤخذ عيّنات من آبار المياه بتوجيه مهندس المياه والإصحاح المشرف، وتُجرى العديد من التحاليل الجرثومية والكيميائية والفيزيائية في المختبر الموجود بمكتب المنظمة. ويجري التأكد من نسبة الكلور عند المستفيدين. ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الشاملة من ناحية تكامل جزئيات العمل من تأهيل البئر وبناء خزان عالٍ وتصميم وتركيب منظومة طاقة شمسية وتجهيز وتركيب مولدة كهربائية بكامل تجهيزاتها، ويوجد مشروع مشابه في منطقة جرابلس (مخيم الجبل) أيضاً تقوم به منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية IYD".

وختم العويس: "نسعى دوماً لتقديم كل الخدمات المستدامة لأهلنا النازحين والمقيمين، ونهدف إلى العمل على تنفيذ مشاريع مشابهة توفر خدمة مستدامة وبجودة عالية، تضمن كرامة المستفيدين وتضمن الاستغناء عن تزوُّدهم بالمياه من طريق الصهاريج".

وتبيّن أم طلال سبب الحاجة لوجود شبكة مياه في المخيم الذي تقيم فيه قرب بلدة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، وتقول لـ"العربي الجديد": "اعتدت في المنزل الغسل في حوض يعلوه صنبور، أما اليوم فأنظف الأواني تحت صنبور  من برميل رفعناه ليكون عالياً قليلاً عن الأرض. كذلك أحتاج دائماً لنقل المياه في دلو من البلاستيك لدورة المياه عند مرافقة أطفالي الصغار لها، وخاصة أن لدي طفلين بعمر 3 و5 سنوات، أشعر بالانزعاج عند اصطحابهما لدورة المياه، وخاصة في الليل".

وأشارت إلى أن "الحياة صعبة بهذه الطريقة، كذلك إن كميات المياه التي نشتريها بالكاد تكفي للاستخدام اليومي، للغسل والاستحمام والشرب، ونراقب ما لدينا من مياه على الدوام، لكون انقطاعها المفاجئ مشكلة، وانتظار وصول الصهريج هو معاناة بحد ذاتها، وانقطاع المياه كارثة، لعدم وجود بديل للصهريج كبئر قريب أو مصدر مياه للنظافة. أما مياه الشرب، فيمكن شراؤها، لكنها مرتفعة الثمن".

ولفت مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، إلى أنّ "نحو 200 ألف شخص يعانون من شح حقيقي في المياه بمخيمات إدلب العشوائية"، محذراً من أنّ انقطاع المياه عن النازحين مع كمياتها القليلة قد يؤدي دوراً رئيسياً في تفشي فيروس كورونا في المخميات، نظراً لتراجع معدلات الحفاظ على النظافة الشخصية، كذلك إن طرق نقل المياه قد تسهم في انتشار الفيروس".

المساهمون