أزمات مخيم الركبان تتفاقم مع تشديد النظام السوري الحصار

24 مايو 2024
لا يملك أهالي مخيم الركبان قوت يومهم (عبد الله الشهاب)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نازحو مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية العراقية يجددون نداءهم للمساعدات الغذائية والطبية بعد تشديد الحصار من قبل النظام السوري، معاناة من نقص حاد في المواد الأساسية وأزمة إنسانية خطيرة.
- السكان يطالبون بالإجلاء لمنطقة آمنة وسط تحذيرات من مجاعة وانتشار الأمراض المزمنة، مع وجود حالات مرضية حرجة بحاجة لعمليات جراحية.
- تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل ملحوظ منذ توقف دخول المساعدات الأممية في 2019، مع توقف تهريب المواد الغذائية ويأس السكان الباحثين عن حياة أفضل لأطفالهم تحت الحصار.

جدد النازحون المقيمون في مخيم الركبان الذي يقع على الحدود السورية الأردنية العراقية مطالبة المنظمات الإنسانية والإغاثية بإدخال المساعدات الغذائية إلى المخيم بعد أكثر من 40 يوماً متواصلة على تشديد حصاره من قبل النظام السوري، وانعدام الكثير من المواد الغذائية الأساسية فضلاً عن فقدان الأدوية وحليب الأطفال. 
يقول رئيس المجلس المدني للمخيم بسام عبد الله سليمان إن مطالب سكان المخيم وُجّهت إلى العديد من الجهات والمنظمات، من بينها الأمم المتحدة، وتتمثل في ضرورة إدخال المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنه ينبغي أيضا تقديم الدعم لضمان تأمين الاستقرار في المخيم إلى حين تنفيذ القرار الأممي 2254، المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية، كما يطالب السكان بإقرار وصول أفراد تابعين للمنظمات الإنسانية والحقوقية من الجانب الأردني ضمن قوافل قوات التحالف الدولي، إلى جانب دخول أفراد تابعين للأمم المتحدة من مناطق سيطرة النظام.
يضيف سليمان: "يعيش أهالي المخيم في الوقت الحالي معاناة كبيرة مع فقدان أبسط مقومات الحياة، إذ تخلو الأسواق والمحال التجارية من جميع المواد الغذائية الأساسية، وهناك صعوبات كبيرة في الحصول على الطعام اليومي، ما يعرض جميع السكان إلى أزمة إنسانية خطيرة من جراء الحصار المفروض على المخيم. لا يتوفر إلا اللبن والخبز، وبكميات قليلة للغاية، وهما حالياً الغذاء الوحيد الذي يبقي أهالي المخيم على قيد الحياة".
يتابع: "يطالب سكان المخيم بإجلائهم إلى منطقة آمنة، وفكرة الإجلاء سببها الأساسي هو الضغوط المتزايدة على النازحين التي تفاقمت بشدة بسبب الحصار المفروض على المخيم بغرض تفكيكه، ومطلبنا هو إيجاد سبيل للنجاة من موت بطيء يعاني منه الجميع، خصوصاً الأطفال والمسنين، فلم تعد لدينا طاقة للتحمل".
بدوره، يقول مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي بمخيم الركبان محمد الفضيل لـ"العربي الجديد": "مطالب الأهالي في الوقت الحالي تتركز على إدخال المساعدات الإنسانية التي تتضمن الأغذية والأدوية، وأن يكون ذلك بشكل مستمر من دون انقطاع، أو فتح طريق آمن لهم إلى منطقة شمال غربي سورية، أو مناطق شمال شرقي سورية، حيث لا يخضعون لسلطة النظام". 

الصورة
جميع أطفال مخيم الركبان لم يغادروه يوماً (عبد الله الشهاب)
جميع أطفال مخيم الركبان لم يغادروه يوماً (عبد الله الشهاب)

ويحذر الفضيل من مجاعة تهدد حياة سكان المخيم قد يتسبب فيها الحصار المفروض عليهم منذ ستة أسابيع، ويشير إلى انتشار الأمراض المزمنة. "هناك ما يقارب 500 إصابة بمرض التهاب الكلى، إضافة إلى حالات مرضية حرجة بحاجة إلى عمليات جراحية، والكثير من أمهات المخيم يطعمن أطفالهن مسحوق النشا عوضاً عن حليب الأطفال، كما أن المواد الغذائية الأساسية، بما فيها السكر والأرز والبرغل والزيت، شبه مفقودة في المخيم".
وتشير الإحصاءات المحلية إلى وجود نحو 8 آلاف نازح في مخيم الركبان، يتوزعون على مساكن من الطين وخيام، وكان سكان المخيم يعتمدون على المواد الغذائية التي تُهرّب من مناطق سيطرة النظام السوري، قبل أن يغلق النظام طرق التهريب في إطار خطة لتجويع المخيم. 
يقول محسن التدمري، وهو أحد سكان المخيم، لـ"العربي الجديد": "الأوضاع صعبة على الجميع، وأنا من ضمن الأشخاص الذين يعتمدون على مساعدة من إخوتي المقيمين خارج سورية، ورغم توفر المال الذي يمكنني من شراء الغذاء، إلا أنه عادة غير متوفر، وإن وجد يكون بأسعار خيالية. الحياة في المخيم أصبحت صعبة للغاية، وبعد كل هذه السنوات التي قضيناها فيه لم نعد قادرين على تحمل المزيد، ونريد لأولادنا أن يعيشوا مثل أقرانهم، وأن يأكلوا ويشربوا كبقية الأطفال".

يشار إلى أن آخر قافلة مساعدات إنسانية أممية وصلت إلى مخيم الركبان في عام 2019، وبعدها توقف دخول المساعدات الإنسانية الأممية إلى المخيم الواقع ضمن منطقة المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، والذي كان يقطنه في أوقات سابقة أكثر من 60 ألف نسمة، وبدأ عدد النازحين بالتناقص مع بدء حصار النظام السوري المخيم في عام 2019.

المساهمون