ديالى العراقية... تجنب المنزلق الأمني مرهون بقرارات حكومية

14 نوفمبر 2021
مخاوف المنزلق الأمني تثير المخاوف ولا سيما مع اتساع تحركات الفصائل المسلحة (فرانس برس)
+ الخط -

 

على الرغم من تنفيذ الجيش العراقي عمليات عسكرية واسعة، في محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، إلا أن مخاوف المنزلق الأمني ما زالت تثير المخاوف سيما مع اتساع تحركات الفصائل المسلحة في مناطق وقرى المحافظة واحتمالية تنفيذ عمليات انتقامية جديدة، فيما أكد مسؤولون أمنيون أن الوضع بالمحافظة بات مرهوناً بالقرار الحكومي وإرادتها بإبعاد الفصائل المسلحة.

وتراجع الأمن في المحافظة، بعد الاعتداء الذي نفذه تنظيم "داعش"، في قرية الرشاد ببلدة المقدادية بالمحافظة، نهاية الشهر الفائت، وأسفر عن مقتل وجرح نحو 30 عراقياً، وما أعقبه من تنفيذ مليشيات مسلحة عمليات قتل وحرق انتقامية طاولت سكان عدة قرى ضواحي المدينة.

القوات العراقية وسعت بدورها عملياتها العسكرية في المحافظة للقضاء على جيوب التنظيم، وأعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية، نتائج عملياتها ليوم أمس في بلدة حمرين ومناطق العبارة والقرى المجاورة، مؤكدة في بيان أن "العملية شملت تدمير 9 أوكار للإرهابيين والعثور على عبوات ناسفة وقاذفات وصواريخ وحاويات عتاد"، مبينة أن "القوات الأمنية بمختلف صنوفها سيكون لها عمليات جديدة في مختلف قواطع المسؤولية لتجفيف منابع الإرهاب وملاحقة عناصر داعش الإرهابية".

إلا أن العمليات العسكرية المتواصلة بالمحافظة، لا تجنب الأهالي مخاطر العمليات الانتقامية، خاصة مع استمرار انتشار الفصائل ببلدات وقرى المحافظة، واتساع دائرة النزوح.

ووفقاً لنائب عن المحافظة، فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن المحافظة على حافة منزلق أمني خطير، في حال لم تتدخل الحكومة وتتخذ قرارات أمنية حازمة، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنه "بسبب الوضع المتوتر، فإن المناطق تشعر بالخطر المحدق سيما في بلدة المقدادية والقرى التابعة لها وعددها 11 قرية".

واتهم النائب الحكومة العراقية بأنها "لا تستطيع فرض القانون بالكامل بوجود الفصائل المسلحة في المحافظة"، مضيفاً أن "دائرة انتشار المجاميع المسلحة والتي تحمل أسلحة متنوعة اتسعت أخيرا، وهي تنصب حواجز أمنية في الشوارع، وبفعل ذلك تأخذ ظاهرة النزوح بالاتساع في قرى وبلدات المحافظة".

وأشار "لا توجد بوادر للاطمئنان في ديالى، هناك من يريد إعادة المحافظة إلى المربع الأول"، داعيا، رئيس الوزراء إلى "أن يتدخل بكل قوة وأن يؤمن المناطق ويعيد أهلها، ويتخذ قرارا حازما بإبعاد الفصائل المسلحة عنها، ويجنب المحافظة المنزلق الأمني الخطير".

لا توجد بوادر للاطمئنان في ديالى، هناك من يريد إعادة المحافظة إلى المربع الأول

وتابع "لا يمكن أن تكون هناك انفراجة ما لم يكن هناك قرار حكومي بمواجهة عنف المليشيات كما يتم مواجهة إرهابي داعش"، مستدركا "للأسف أجهزتنا الأمنية لم تصل إلى القوة بحيث تعتقل هؤلاء وتحاسبهم".

واستغلت الفصائل المسلحة حادثة المقدادية، لتوسيع انتشارها في بلدات وقرى المحافظة، وقال المتحدث باسم محور ديالى لـ"الحشد الشعبي"، صادق الحسيني، إن "قوات الحشد أكملت محاور إعادة الانتشار في قواطع مهمة بديالى، في إطار استراتيجية تعزيز مسك الأرض وسد الفراغات، وزيادة الضغط على البؤر التي تنشط بها خلايا داعش".

وأضاف في تصريح صحافي، أن "قوات الحشد استثمرت قدراتها القتالية في توسيع دائرة مسك الأرض، خاصة في المناطق المفتوحة والمعقدة من ناحية التضاريس، للحفاظ على المكتسبات الأمنية ومنع أي محاولات لخرق الأحزمة حول القرى والمناطق المحررة".