"الأنبار" يحمل الجيش العراقي مسؤولية "مجازر" البغدادي

"الأنبار" يحمل الجيش العراقي مسؤولية "مجازر" البغدادي

21 فبراير 2015
القوات العراقية متهمة بعدم الجدية في ملاحقة "داعش" (الأناضول)
+ الخط -

حملت الحكومة في محافظة الأنبار غربي العراق، اليوم السبت، بعض القيادات العسكرية في الجيش العراقي مسؤولية ما يحدث من "مجازر ضد الإنسانية" في ناحية البغدادي غربي المحافظة على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

واتهم رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، بحسب تصريحه إلى "العربي الجديد"، الولايات المتحدة الأميركية وبعض الجهات في الحكومة العراقية بـ "عدم الجدية" بدعم أبناء العشائر في المحافظة لمقاتلة تنظيم "داعش"، كاشفا عن شعور وفد محافظة الأنبار خلال زيارته الولايات المتحدة بـ "عدم جدية" الجانب الأميركي في دعم وتسليح عشائر المحافظة.

وأشار كرحوت إلى أن أكثر من مئتين من عناصر "داعش" تسللوا خلال اليومين الماضيين إلى الأنبار عن طريق الحدود الغربية المتاخمة لسورية، و"هذا ينذر بخطر حقيقي على الملف الأمني في المحافظة"، مطالبا الحكومة المركزية "بالعمل الجاد للسيطرة على الحدود وتأمينها لمنع تسلل عناصر داعش عبرها".

وكان شيوخ محافظة الأنبار قد حملوا قيادة الفرقة السابعة مسؤولية ما يحدث من خروقات إنسانية في ناحية البغدادي، لعدم قيامها بواجبها في دعم أبناء العشائر وتمكينهم من مقاومة عناصر "داعش" ومنعهم من محاصرة العوائل في الناحية.

وفي سياق متصل، طالبت كتلة "المواطن" المنضوية في التحالف الوطني الشيعي، الحكومة بشن عملية عسكرية لتحرير ناحية البغدادي، لأن هناك المئات من المواطنين محتجزون في الناحية.

النائب عن كتلة "المواطن" عبير الحسيني، قالت في حديث لـ "العربي الجديد" إن المئات من المواطنين محتجزون في ناحية البغدادي بمدينة الرمادي في الأنبار، "وبالتالي على الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة القيام بعملية عسكرية كبيرة لفك الحصار عن الناحية"، داعية "منظمات المجتمع الدولي لإيصال المساعدات اللازمة لأهالي الناحية".

إلى ذلك، أكدت رئاسة مجلس النواب أن استقدام قوات حفظ نظام دولية سيكون هو "الحل الأمثل لتأمين المناطق المحررة من "داعش" سواء في الأنبار أو بقية المحافظات".

مستشارة رئيس مجلس النواب لشؤون المصالحة الوطنية وحدة الجميلي أشارت في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أنه "من الصعب على الحكومة أن تسلح العشائر لصد هجمات "داعش" في ناحية البغدادي، لأنها لا تثق بهم أساسا، كما أن هنالك من لا يرغب بدخول الحشد الشعبي في محافظتي الأنبار وكركوك نظرا للخروقات التي حصلت مؤخرا، لذا فإن هذه المعطيات ستجبر السياسيين على أن يطلبوا من المجتمع الدولي إرسال قوات حفظ نظام دولية في المناطق التي شهدت احتلالا من قبل داعش لطردهم ومن ثم القضاء عليهم".

وفي السياق نفسه، أحكم "داعش" حصاره المطبق لليوم العاشر على المجمّع السكني في ناحية البغدادي غربي محافظة الأنبار، الأمر الذي يعرض مئات العوائل الى كارثة إنسانيّة.

وقال عضو المجلس المحلّي لناحية البغدادي، عمار الدليمي في اتصال مع "العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "داعش يحكم حصاره لليوم العاشر على التوالي على المجمّع السكني للناحية، وأنّ مئات العوائل بين نساء وأطفال وشيوخ، يواجهون أزمة إنسانيّة خطيرة".

وأكّد الدليمي أنّه "في حال لم يقتل الأهالي على يد داعش، فإن الجوع والعطش سيقضي عليهم"، مؤكّداً أنّ "الغذاء والماء والدواء نفذ عند الأهالي بشكل شبه كامل".

وناشد الدليمي، منظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية بـ"إغاثة أهالي الناحية وإنقاذهم من الخطر المحدق، حيث أنّ الحكومة لم تقدم شيئاً لهم ولن تقدم".

 من جهته، انتقد النائب عن تحالف القوى العراقيّة رعد الدهلكي موقف الحكومة تجاه معاناة أالي البغدادي وما يواجهونه من خطر كبير"، معتبراً ذلك الصمت "وصمة عارٍ على جبين الحكومة العراقية".