4 قتلى في البصرة خلال مواجهات عقب اغتيال قيادي في "التيار الصدري"

العراق: 4 قتلى في البصرة خلال مواجهات عقب اغتيال قيادي في "التيار الصدري"

01 سبتمبر 2022
تأهب أمني في البصرة عقب مواجهات مسلحة بشوارع المدينة (Getty)
+ الخط -

شهدت مدينة البصرة، أقصى جنوبي العراق، مواجهات مسلحة استمرت عدة ساعات في مناطق وسط المدينة، خلفت 4 قتلى و12 جريحا.

وأكدت مصادر أمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أن طرفيّ المواجهة المسلحة في البصرة هما "سرايا السلام"، المرتبطة بالتيار الصدري، ومليشيا "عصائب أهل الحق"، بزعامة قيس الخزعلي، وذلك عقب عملية اغتيال لقيادي في التيار الصدري، مساء أمس الأربعاء، فيما تم اتهام عناصر يتبعون لمليشيا "عصائب أهل الحق" بالوقوف وراء العملية.

وتركزت الاشتباكات المسلحة التي وثق جانبًا منها مواطنون بصريون في مناطق التنومة والبراضعية والقصور وشارع الجمهورية، واستخدم فيها أسلحة متوسطة وخفيفة وقاذفات محمولة على الكتف.

وقال مصدر أمني في شرطة البصرة إن 4 قتلى ونحو 12 جريحًا سقطوا بالمواجهات في حصيلة أولية، مؤكدًا، في اتصال هاتفيّ مع "العربي الجديد"، أن "جماعة سرايا السلام المرتبطة بالصدر ردت على اغتيال القيادي حسين فؤاد بعد ساعة بمهاجمة مقر لعصائب أهل الحق، وجاء هذا كله بعد وصول معلومات عن دخول المتورطين بالاغتيال إلى المبنى، وهو ما تسبب باندلاع المواجهات".

وأعلنت جماعة "سرايا السلام"، المرتبطة بالصدر، صباح الخميس، سقوط اثنين من عناصرها، وأكدت أن القتيلين "سقطا بإطلاق نار وسط البصرة"، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى.

ونقل راديو "المربد"، الذي يبث من البصرة، عن القيادي بالتيار الصدري، حيدر المنصوري، قوله إنه "يجب إخلاء منطقة القصور وملاحقة المتورطين بعمليات الاغتيال"، في إشارة إلى منطقة القصور الحكومية التي تتخذ منها فصائل مسلحة حليفة لإيران مقرًا لها.

وأضاف المنصوري أنَّ "وجود المليشيات الخارجة على القانون متخفين بالحشد الشعبي يعني عدم استقرار المحافظة، وخاصةً بعد سيطرة فصيل واحد عليه وإبعاد جميع الموظفين فيه".

وأضاف قائلا: "تنفيذ تلك العمليات الإرهابية ستكون ردود الأفعال عليها أكبر في ظل بيئة عشائرية لن تسكت عن قتل أبنائها المدنيين العزل، وعليه يجب إخلاء القصور في محافظة البصرة تمامًا من أي وجود لغير القوات الأمنية".

وأشار إلى أنّ "العبث بأمن محافظة البصرة يعني العبث بأمن العراق واقتصاده ونسيجه الاجتماعي، ويجب ملاحقة المجاميع الإرهابية التي تم كشف تورطها في عمليات الاغتيال التي حدثت، لأن القصور في محافظة البصرة باتت مقرا لانطلاق عمليات الاغتيالات منذ فترة ليست بقليلة".

وفي أول رد فعل للتيار الصدري، أصدر المقرب من زعيمه، مقتدى الصدر، والمعروف باسم "وزير الصدر"، بيانًا ندد بعملية الاغتيال، ودعا زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، إلى التبرؤ و"كبح جماح مليشياتك الوقحة".

وأضاف: "أحذرك يا قيس إذا لم تكبح جماح ميلشياتك الوقحة، وإذا لم تتبرأ من القتلة والمجرمين التابعين لك، أو تثبت أنهم لا ينتمون إليك، فأنت أيضًا وقح (...) كفاك استهتاراً بدماء الشعب أياً كانوا، فإن أعطيت لنفسك الولاية بقتل أتباعك مثل (أبا ذر)، فلا يعني أنك تنصب نفسك جلاداً لكي تغتال كلابك المسعورة (...) والحشد براء منك أيها الوقح". 

من جانبه، أصدر زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، بيانًا طالب فيه عناصر جماعته بعدم الرد على أي إساءة توجه شخصيًا له، معلنًا إغلاق كافة مقرات ومكاتب المليشيا اعتبارًا من اليوم الخميس و"حتى إشعار آخر".

وأضاف الخزعلي، في بيان له، أن "هناك من يتربص بنا ويريد تأزيم الأمور. فوتوا الفرصة عليهم وأفشلوا مخططهم بالسكوت".

ووصفت السلطات العراقية الاشتباكات بأنها ناجمة عن جريمة قتل، دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى، لكنها وصفت الأوضاع في البصرة صباح الخميس بـ"المسيطر عليها".

من جانبه، قال محافظ البصرة، أسعد العيداني، إن "الوضع في البصرة تحت السيطرة، والقوات الأمنية منتشرة".

وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين من مقتل نحو 30 شخصًا وإصابة نحو مئات آخرين في المنطقة الخضراء وسط بغداد، في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان زعيم التيار الصدري "اعتزاله" العمل السياسي، وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي، وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

المساهمون