فرنسا: هل تنتزع المغربية الأصل عمراني مقعد فالس البرلماني؟

هل تنتزع المغربية الأصل عمراني مقعد فالس بالانتخابات الجزئية الفرنسية؟

19 نوفمبر 2018
يحاول ميلانشون استغلال الانتخابات على الصعيد الوطني(Getty)
+ الخط -
تحاول حركة "فرنسا غير الخاضعة"، في شخص المرشحة فريدة عمراني، وهي من أصول مغربية، الحصول على المقعد الـ18 في مجلس النواب، في الدورة الثانية من الانتخابات الجزئية التي تعرفها الدائرة الأولى في منطقة "إيسون" (التي تضم مدنَ وبلدات إيفري وكورباي - إيسون وكوركورون ولِيسْ وبوندُولْف وفِيلابي)، في الضاحية الباريسية، بعد استقالة مفاجئة لنائبها، ورئيس الحكومة الاشتراكي الأسبق، مانويل فالس، الذي قرر خوض معركة بلدية برشلونة في إسبانيا، مستفيداً من جنسيته الإسبانية. 

وكانت عمراني قد واجهت فالس في الانتخابات البرلمانية قبل أكثر من سنة، والتي حسمت بفارقٍ بسيط (139 صوتاً)، وهو ما أكده المجلس الدستوري، الذي التجأت إليه مرشحة "فرنسا غير الخاضعة".

وقد جرت الدورة الأولى من هذه الانتخابات الجزئية أمس الأحد، وشهدت تدفقاً كبيراً للمرشحين، ما شتّت عمليات التصويت، يضاف إليه ضعف المشاركة، حيث لم يتحرك سوى 18 في المائة من المسجلين في القوائم (كانت النسبة 44 في المائة في انتخابات يونيو/حزيران 2017)، مفضّلين البقاء في منازلهم ومتابعة أنشطة إضرابات "السترات البيضاء"، ومعبّرين عن نوع من التعب والملل من جمود الأوضاع في هذه المنطقة.

وكان من أبرز المرشحين فرنسيس شْوات، عمدة مدينة إيفري، ورجل مانويل فالس القوي والمدعوم من "الجمهورية إلى الأمام"، والذي جاء فالس من برشلونة للتصويت لصالحه. وعرفت النتيجة تأهل مرشحين اثنين، هما فرنسيس شوات، المدعوم من "الجمهورية إلى الأمام"، الذي حصل على نسبة 30 في المائة، وفريدة عمراني، التي حصلت على نسبة 17,8 في المائة، فيما حصل مرشح "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، غريغوري سيّول، على نسبة 13,7 في المائة. وحلّت المرشحة الإيكولوجية، إيفا ساسْ، رابعة بنسبة 10,5 في المائة، ثمّ مرشح "الجمهوريين"، فرانسوا بايْل، بنسبة 10,2 في المائة، ثم المرشح الشيوعي، ميشيل نُوَاي خامساً، بنسبة 8,4 في المائة. 

وإذا كان المرشح المدعوم من حركة إيمانويل ماكرون، سارع للتعبير عن ابتهاجه بنتيجة 30 في المائة في الدورة الأولى، ساخراً من محاولة تقديم ما جرى باعتباره صراعاً بين زعيم "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد اعتبرت فريدة عمراني، التي حظيت بحملة انتخابية شارك فيها ميلانشون شخصياً، أنّ صعودَها للدور الثاني هو "رسالة واضحة" للجميع، ودعت مجموع القوى التقدمية للتجمع من حولها. كما حذرت من صعود نجم "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، في هذه الجهة من فرنسا، داعية إلى "التصويت المفيد"، الذي بواسطته "يمكن محاربة سياسة إيمانويل ماكرون، بلا هوادة".

وإذا كانت أحزاب اليسار والحزب الإيكولوجي، باستثناء حركة "أجيال"، التي يترأسها الاشتراكي السابق بُونْوا هامون، توجهت في الدور الأول متفرقة ومتنافسة، فقد أعلنت أنها لن تصوّت على مرشح ماكرون، وهو ما يجعل كثيراً من أصواتها تذهب لمرشحة "فرنسا غير الخاضعة".         

وتعيب بعض أحزاب اليسار على "فرنسا غير الخاضعة" محاولة فرض هيمنتها على باقي المكونات، وهو ما حذّر منه بونوا هامون في أكثر من مناسبة، ويؤكده أحد المقربين منه، النائب البرلماني الأوروبي، غيوم بَالاَسْ، بالحديث عن "ضرورة إحداث نقاش مع فرنسا غير الخاضعة حتى تُبرِزَ لنا قدرَتَها على أن تفهم بأن اليسارَ متعددٌ. وليس فقط المجيء والقول إنه لدينا استراتيجيتنا، وإننا قدمنا كل الحلول ولديكم الحق في دعمنا. إنه فهمٌ خاص عن السياسة".

وفي ما يخص أحزاب اليمين، فإذا كان أنصار "التجمع الوطني" لن يصوتوا للمرشح المدعوم من طرف ماكرون، فإن العديد من المتعاطفين مع "الجمهوريين"، لن يجدوا حَرَجاً في منح أصواتهم لمرشح ماكرون، بسبب تحالفات عقدها المرشح شْوَات مع معظم عمدات المنطقة، وهم من اليمين، والذين سيقدّم لهم بلدية إيفري، حتى يكرّس نفسه للولاية البرلمانية في حال فوزه.

إذاً، ومثلما كان التشويق في انتخابات يونيو/حزيران 2017 على أشده بين مانويل فالس وفريدة عمراني، فهو مرشح للتكرار الأحد المقبل. 

ويعرف المرشحان، فرنسيس شوات، الذي تقلب كثيراً بين الحزبين الشيوعي والاشتراكي، قبل أن يجرّب "بركة" ماكرون، وفريدة عمراني، أن الفيْصل يبقى المشاركة، فإذا ضعفت فاز شوات، وإذا اشتدت فازت عمراني، وبالتالي ميلانشون الذي لا يخفي استغلال الأمر، وطنيّاً. 

وقديماً قيل: "اشتدي … تنفرجي"!.