أميركا ألقت ذخائر لمقاتلي المعارضة السورية

أميركا ألقت ذخائر لمقاتلي المعارضة السورية

12 أكتوبر 2015
أسلحة نوعية ستصل إلى مقاتلين معارضين في الرقة (Getty)
+ الخط -

 

 

كشفت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، عن إلقاء ذخائر جواً ، أمس الأحد، لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم "الدولة الإسلامية" شمال سورية، تزامناً مع إعلان، أحد قياديي المعارضة، أن أسلحة أميركية جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها (داعش).

وأشار المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، الكولونيل باتريك رايدر، في بيان، نشرته وكالة (فرانس برس) إلى أن "هذه العملية الجوية الناجحة باسم التحالف، وفرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة (رويترز) عن المتحدث باسم جبهة "ثوار الرقة"، أبو معاذ، قوله إن "الولايات المتحدة أبلغت المعارضة العربية المسلحة أن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع حلفائهم الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف القيادي الذي ينطق باسم، تجمع يضم مقاتلين من عشائر عربية أغلبهم من منطقة الرقة: "اجتمعنا مع الأميركيين، وتمت الموافقة على هذا وأبلغونا أن الأسلحة الجديدة، ومنها أسلحة نوعية، في الطريق".

المعارضة تتقدم بريف القنيطرة

ميدانياً، أعلنت قوات المعارضة السورية، عن سيطرتها على مواقع للنظام بريف القنيطرة جنوب غربيّ البلاد، في وقت حقق فيه مقاتلوها تقدّماً جديداً خلال المعارك المستمرة بين الطرفين بريف حماه.

وقال جيش الإسلام، عبر حسابه الرسميّ على تويتر، إنّ "فصائل غرفة عمليات (وبشّر الصابرين) سيطرت اليوم، على المزارع القريبة من سرية الكتاف في ريف القنيطرة".

وجاءت هذه السيطرة، وفق مصادر ميدانية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام ومليشيات موالية لها، أوقعت قتلى وجرحى في صفوفها، سبقها قصف مدفعيّ عنيف طاول تجمعاتها في سرية الأكتاف.

وأضافت المصادر، أنّ قوات المعارضة، استهدفت بالأسلحة الثقيلة اليوم، مواقع النظام في مدينة البعث وخان أرنبة، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى بين عناصره.

أمّا في حماه، فأوضح مصدر من مركز حماه الإعلاميّ، أنّ "مقاتلي المعارضة نفّذوا عصر اليوم، هجوماً معاكساً، استطاعوا خلاله السيطرة على دوّار المغير في ريف حماه الشماليّ، والذي يبعد نحو 600 متر عن بلدة المغير".

وبحسب المصدر، فإنّ "عناصر قوات النظام، أوقفوا هجوماً كانوا قد شنوه على قرية سكيك في ريف حماه الشرقيّ، ليتراجعوا إلى مواقع سيطرتهم في التلّ الذي يحمل اسم القرية".

كما استعادت قوات المعارضة سيطرتها على قرية جب الأحمر في ريف اللاذقية، عقب معارك شرسة مع مليشيات تابعة للنظام.

وقال الصحافي سليم العمر لـ"العربي الجديد"، إنّ "مقاتلي المعارضة، استطاعوا استعادة السيطرة على قرية جب الأحمر في جبل الأكراد بريف اللاذقية، بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام، مدعومة بمليشيات موالية لها".

قصف روسي على ريف حلب

في غضون ذلك، شهدت مدينتا عندان وحيان في الريف الشمالي غارات شنّتها طائرات حربية روسية، استهدفت مواقع مدنية، وأخرى تابعة للجبهة الشامية (أحد أكبر فصائل المعارضة المسلحة في حلب)، موقعة إصابات في صفوف المدنيين.

من جانبها، دعت الجبهة الشامية جميع فصائل حلب والشمال عموماً، إلى الاستنفار وتحمل المسؤولية وبذل كل الطاقات والإمكانيات والوقوف في وجه النظام وتنظيم الدولة، اللذين اتفقا على حصار حلب والدفاع باتجاه تقويض الثورة.

كذلك، أعلن نائب القائد العام للشؤون العسكرية في الجبهة الشامية، مضر نجار اليوم، عن استقالته من منصبه، الذي يشغله، منذ نحو ستة أشهر، عقب توقيع عشرات من إعلاميي محافظة حلب على بيان، طالبوا فيه القادة بالاستقالة وإفساح المجال لغيرهم في ظل تراجعهم لحساب "داعش".

اقرأ أيضاً: هيومن رايتس ووتش: الغارات الروسية تقتل المدنيين في سورية

النظام يستفيد من هجوم "داعش"

إلى ذلك، استطاعت قوات النظام السوري، اليوم دخول مواقع عدة شمال مدينة حلب.

وأوضح الناشط الإعلاميّ، ماجد عبدالنور، أنّ "قوات النظام، سيطرت اليوم، على المنطقة الحرة وقرية كفرطونة ومحيط تل عنتر في ريف حلب الشماليّ، بعد يومين على انسحاب فصائل المعارضة منها، على خلفية قيام تنظيم الدولة بقطع طرق الإمداد عنها إثر هجوم واسع على المنطقة".

وتكمن خطورة هذا التقدم، وفق المصدر، في "اقتراب النظام من حصار مدينة حلب، وتمكينه من فتح طريق إمداد نحو بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين، واللتين تقطنهما غالبية شيعية، إذ تقطع عنهما المعارضة أي طريق نحو مناطق النظام، باستثناء واحد يربطهما بمدينة عفرين الحدودية مع تركيا".

ورأى عبدالنور، أنّ "ما جرى بين النظام والتنظيم لم يكن صفقة تسليم، إلّا أنّ لكلّ منهما مصلحة بعدم التعرّض للآخر، فالتنظيم لم يسيطر على المنطقة الحرة ولم يدخلها، إنّما حاصر المعارضة ودفعها لتنسحب منها، قبل أنّ يدخلها النظام ويسيطر على قسمها الجنوبيّ، بعدما كان على أسوارها، دون أي مواجهات مع التنظيم".

وبحسب الناشط الإعلاميّ، فإنّ "المعارضة تواصل معاركها ضد تنظيم الدولة على محور تل جبّين، في وقت تخوض فيه مواجهات عنيفة ضد النظام، على جبهة قرية باشكوي المجاورة".

اقرأ أيضاً: واشنطن وموسكو ستجريان مباحثات جديدة حول المجال الجوي السوري