هوكشتاين يبدأ جولته اللبنانية: استقرار الجنوب أولوية

هوكشتاين يبدأ جولته اللبنانية: استقرار الجنوب أولوية

30 اغسطس 2023
يلتقي هوكشتاين عدداً من المسؤولين اللبنانيين (حسين بيضون)
+ الخط -

بدأ مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، عاموس هوكشتاين، اليوم الأربعاء، جولته اللبنانية، التي يلتقي فيها عدداً من القادة السياسيين والعسكريين. ويرتقب أن يزور هوكشتاين خلال جولته الجنوب للقاء قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل)، عشية تجديد مهامها في لبنان، لسنة أخرى، كما ومنصّة الحفر، بالتزامن مع بدء أعمال التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، في المياه اللبنانية الإقليمية.

وقال بيان للسفارة الأميركية في بيروت، اليوم، إنّ "كبير مستشاري الرئيس بايدن، عاموس هوكشتاين، يزور لبنان من 30 إلى 31 أغسطس/آب الجاري، لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي، الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وسوف يبحث أيضاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي".

وعلم "العربي الجديد" من مصدر دبلوماسي في السفارة الأميركية، أنّ "الهدف الأساسي لزيارة هوكشتاين هو الإشراف على أعمال التنقيب عن النفط في البلوك رقم 9 بعد الدور الذي لعبه في حلّ النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل قبل نحو 10 أشهر، وهو أمرٌ كان متفقاً عليه مسبقاً، لمواكبة العملية، والتأكيد على أهمية الاستقرار جنوباً في هذه المرحلة التي ستكون دقيقة كما ومهمّة جداً لبنانياً".

وحسب المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، "سيتم التطرق إلى ملف الترسيم البري، من بوابة استطلاع الآراء بشأنه، والنقاط التي لا تزال عالقة وهناك خلاف حولها، ولا سيما بعد التوترات الأمنية الأخيرة التي حصلت بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي".

وقال المصدر، إنّ "هوكشتاين سيؤكد للمسؤولين الذين سيلتقيهم أهمية الاستقرار في لبنان على كامل أراضيه، وعدم حصول أي تصعيد لبناني إسرائيلي ولا سيما أنه سيؤثر على أعمال التنقيب وينعكس سلباً على الشركات المعنية وذات الصلة الطامحة للاستثمار، والتي تبحث عن مناخ آمن للعمل، وسيشدد على ضرورة التنسيق الكامل بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل جنوباً لتعزيز هذا الاستقرار، كما سيصار إلى بحث ملف الطاقة والكهرباء في لبنان".

ويشدّد المصدر ذاته على أن "لا علاقة لزيارة هوكشتاين بالملف الرئاسي اللبناني، الذي تتابعه الولايات المتحدة، وتبدي دائماً دعوتها للقادة اللبنانيين لإيجاد حلّ للأزمة بأسرع وقتٍ ممكن نظراً لخطورة التأخير الذي ستكون له ارتداداته على الكثير من الملفات ومن ضمنها ملف النفط، الذي يحتاج إلى أجواء مستقرة وسليمة ومؤسسات كاملة الشرعية والصلاحية".

اجتماع "ممتاز" مع بري

استهلّ هوكشتاين جولته اللبنانية بلقاء رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي استمرّ لنحو ساعة، وصفه كبير المستشارين الأميركي بعد مغادرته بـ"الإيجابي"، مكتفياً بالقول، إن "الاجتماع استكمل متابعة ملف ترسيم الحدود البحرية، ومسائل أخرى، وكالعادة، كان الاجتماع ممتازاً، والنقاشات إيجابية".

من جانبه، أكد رئيس البرلمان نبيه بري خلال لقائه هوكشتاين أن "جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدّمها الصندوق السيادي، كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وشدد بري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمام الموفد الأميركي على "ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) منذ عام 1978 وحتى الآن، وأن لبنان حريص جداً على المحافظة على الاستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني".

كما التقى بعد ذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دون تفاصيل حتى الآن.

وفي 22 أغسطس/آب الجاري، أعلنت شركة "توتال إنرجيز" وشريكاها "إيني" الإيطالية، و"قطر للطاقة"، في بيانٍ، إطلاق أنشطة الاستكشاف في الرقعة رقم 9 في لبنان، في حين تتجه الأنظار إلى نتائج هذه الأعمال المتوقع أن تظهر خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، وسط تفاؤل بوجود حقل نفطي، يقابله تخوّف شعبي من إهدار الطبقة السياسية ثروة البلاد النفطية، وسوء إدارتها لها.

وقال المدير العام للشركة الفرنسية في لبنان، رومان دو لامارتينيير، إنه "بعد الترسيم السلمي للحدود البحرية، التزمت توتال إنرجيز مع شريكيها إيني وقطر للطاقة بحفر بئر استكشافية في الرقعة رقم 9 في أقرب وقت ممكن في العام 2023"، لافتاً إلى أن "البئر الاستكشافيّة ستسمح لنا بتقييم الموارد الهيدروكربونيّة وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة".

وبحسب البيان، فإن الشركة الفرنسية هي المشغّل للرقعة رقم 9 في المياه اللبنانية مع حصّة 35%، إلى جانب شريكيها إيني الإيطالية، 35%، وقطر للطاقة 30%.

وزير الخارجية الإيراني في زيارة مهمّة تستبق جولة لودريان

وبالتزامن مع وجود هوكشتاين في بيروت، يزور اليوم أيضاً، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بيروت، وعلى "جدول أعماله محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين حول موضوعات ذات اهتمام مشترك"، وفق تعبير السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني.

يأتي ذلك في وقت وصف مصدرٌ مقرّبٌ من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لـ"العربي الجديد"، هذه الزيارة بـ "المهمّة"، خصوصاً أنها تأتي بعد جولة قام بها عبد اللهيان إلى المملكة العربية السعودية، وستُبحَث ملفات العلاقات الدبلوماسية والسياسية والإقليمية وتلك المرتبطة بالمنطقة.

وتستبق هذه الزيارة الجولة الثالثة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في سبتمبر/أيلول المقبل، الذي حتى الساعة لم يتلقَّ بعد أجوبة جميع النواب اللبنانيين الـ38، عن سؤالين طرحهما في رسالته لهم، حول مواصفات رئيس الجمهورية وأولويات عهده الجديد، علماً أن المهلة التي أعطاهم إياها، تنتهي غداً في 31 أغسطس.

وعلى الرغم من الامتعاض الذي أبدته القوى السياسية في لبنان من رسالة لودريان، والتي اعتبرت أنها تخرق أبسط الأصول الدبلوماسية المتعارف عليها بين بلدين مستقلين ذوَي سيادة، وتلويحها بأنّ التصرّف هذا قد يؤثر على مهمة الموفد الفرنسي، خصوصاً من جانب النواب المعارضين لحزب الله وفريقه السياسي، بيد أن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأخير، الذي لمح فيه إلى عرقلة إيرانية للرئاسة اللبنانية، أعاد لهؤلاء النواب حماستهم للدور الفرنسي.

المساهمون