هوكشتاين في بيروت مع بدء أعمال التنقيب عن النفط

هوكشتاين في بيروت مع بدء أعمال التنقيب عن النفط

29 اغسطس 2023
تأتي الزيارة عشية اجتماع مجلس الأمن للتصويت على قرار تجديد ولاية قوة اليونيفيل (Getty)
+ الخط -

تترقّب الساحة اللبنانية في الساعات المقبلة زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، بالتزامن مع دخول لبنان مرحلة حفر البئر الاستكشافية في البلوك رقم 9 في المياه اللبنانية الإقليمية، على بعد حوالى 120 كلم من بيروت، بعد تسوية النزاع البحري مع إسرائيل قبل نحو عشرة أشهر، وذلك وسط تفاؤل سياسي بوجود حقل نفطي، وتخوّف شعبي من وضع الطبقة الحاكمة يدها على ثروة البلاد النفطية.

وتأتي هذه الزيارة عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي، للتصويت على مشروع قرار تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لسنة أخرى.

وتنتهي ولاية القوة الأممية أواخر الشهر الجاري، في ظلّ اعتراض لبناني رسمي على الصيغة المتداولة القاضية بتوسعة حركة القوات من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ومطالبة بيروت في سياق ثانٍ، بتغيير اسم شمال بلدة الغجر إلى خراج بلدة الماري، تأكيداً للبنانيتها.

وقال مصدرٌ مقرّبٌ من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لـ"العربي الجديد"، إنّ من المفترض أن يعقد الأخير غداً الأربعاء لقاءً مع هوكشتاين، لبحث المستجدات الراهنة على صعيد ملف النفط والغاز، ومسألة التجديد لليونيفيل، ومطلب لبنان تغيير اسم شمال بلدة الغجر. وأضاف: نحن متمسكون بكل شبر من الأراضي اللبنانية، وقد بدأت أعمال جدية بهذا الإطار، منها إطلاق ورشة تعبيد طريق كفرشوبا قبل أيام.

وأشار المصدر إلى أن "زيارة هوكشتاين لا علاقة لها بالجولة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في سبتمبر/أيلول المقبل، للمساعدة في إيجاد حلّ للأزمة الرئاسية.

وقال: "لا شكّ أنها (الزيارة) تكسر الجمود الحاصل لبنانياً، ومن الطبيعي أن يجري التطرق خلال المحادثات إلى ملف انتخابات الرئاسة، خصوصاً أنّ أميركا طرف في اللجنة الخماسية، إلى جانب قطر، ومصر، والسعودية، وفرنسا، وموقفها معروف من ضرورة انتخاب رئيس للبنان بأسرع وقتٍ ممكن وتشكيل حكومة جديدة وإتمام الاستحقاقات الدستورية، لعودة الانتظام إلى عمل المؤسسات".

وفي وقتٍ قال فيه متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا شيء لدينا حتى الساعة لنعلنه عن زيارة هوكشتاين لبيروت وبرنامجها"، تردّد أن هوكشتاين قد يزور الجنوب اللبناني، لتفقد قوات اليونيفيل، وللإشراف على أعمال الحفر مع إطلاق عمل منصة التنقيب عن النفط والغاز، ومتابعة ترتيبات عمليات الاستثمار في البلوكات النفطية جنوباً عند إطلاق دورة التراخيص للشركات.

وقد يبحث هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين ملف ترسيم الحدود البرية، بعدما لعب دور "عرّاب" حلّ النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل، ولا سيما عقب التوترات الأخيرة التي سجلت بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي، في ظل الأشغال على الحدود اللبنانية والصراع الأخير القائم حول بلدة الغجر.

وكان لافتاً في السياق، إعلان وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، (ينتمي إلى حزب الله)، السبت، إطلاق ورشة عمل تعبيد طريق (كفرشوبا - بركة بعثائيل - السماقة) في تلال كفرشوبا، على وقع استنفار لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني، وكذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن "العمران على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة سيتواصل ولن نأخذ إذناً من أحد".

في هذا الإطار، تقول لوري هايتايان، الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة هوكشتاين مرتقب أن تكون للتهنئة ببدء أعمال الحفر، كما أن الأميركي هو الراعي والضامن الأساسي لعملية ترسيم الحدود البحرية، وما يتبعها من أنشطة بترولية، وردت في سياق الاتفاقية".

وتلفت هايتايان إلى أن جزء من المفاوضات التي قادها هوكشتاين تناولت عمليات الاستثمار وتوزيعها بين الشركات، مبينة أن من ضمن شروط لبنان لقبول الترسيم، عودة تحالف الشركات للقيام بالأنشطة الاستكشافية، الذي أصبح يضم اليوم إلى جانب توتال إنرجيز الفرنسية (35%)، وإيني الإيطالية (35%)، شركة قطر للطاقة (30%).

أما على صعيد ترسيم الحدود البرية، فترى الخبيرة أن الموضوع إذا أثاره هوكشتاين، فسيكون من بوابة جسّ النبض وسماع آراء الإفرقاء اللبنانيين، خصوصاً أن هناك إشكاليات وعوائق سياسية تحول دون إتمام الاتفاق أو التطرق إليه وبدء مشاورات فيه، كما حصل بالملف البحري.

وتلفت هايتايان إلى أن ملف ترسيم الحدود البرية لا يقتصر على لبنان وإسرائيل، "فهناك جزء أساسي منه يستدعي التشاور مع السوريين، أي بما يخصّ شبعا"، مضيفة: "هل الحكومة الأميركية مستعدة للقيام بمفاوضات مع السوريين حالياً؟ لا اعتقد أن الأمر سهل، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية".

وتابعت: "رأينا كيف حصلت معركة ضروس من الجمهوريين على الديمقراطيين، عندما فُتح موضوع إيصال الغاز المصري إلى لبنان من طريق سورية، ولم تتمكن أميركا من إعطاء ضمانات للمصريين والأردنيين بعدم فرض عقوبات عليهما لتعاملهما مع النظام السوري، مع الإشارة، في المقابل، إلى أن الديمقراطيين قد يلعبون ورقة الترسيم قبل الانتخابات من بوابة تعزيز أمن إسرائيل، لكن ذلك أيضاً مستبعد".

وترجح هايتايان أن الإسرائيليين لا يريدون فتح هذا الملف في المرحلة الراهنة، خصوصاً في ما يتعلق بالجولان وشبعا.

أما على صعيد حزب الله، فتقول الخبيرة إن الحزب يربط سبب وجوده وسلاحه بتحرير كامل الأراضي اللبنانية، متسائلة: "هل من صالحه بتّ هذه القضية بشكل نهائي، خصوصاً اليوم في ظلّ الضغط الذي يعانيه الحزب، ولا سيما داخلياً ضد سلاحه؟".

وتلفت: "هذه كلها علامات استفهام يمكن التعويل عليها لاستبعاد وضع الترسيم البري على طاولة المفاوضات بشكل جدّي، إلا إذا كان هناك شيء يُبحث تحت الطاولة أصبح في مرحلة متقدمة".

المساهمون