مصر وجنوب السودان يتفقان على بناء سدّ جديد بأحد روافد النيل

26 يونيو 2021
يأتي الاتفاق في وقت تتصاعد فيه حدّة الخلاف بشأن سدّ النهضة (أندريه بونغوفشي/فرانس برس)
+ الخط -

اتفق كلّ من مصر وجنوب السودان، اليوم السبت، على بناء سدّ جديد، ضمن التعاون المشترك بين البلدين بشأن مياه نهر النيل، في وقت تتصاعد فيه حدّة الخلاف بين مصر والسودان، وإثيوبيا، بسبب سدّ النهضة وإصرار أديس أبابا على الملء الثاني للسدّ من دون التوقيع على اتفاق ملزم بشأن الملء والتشغيل.

ووقّع مسؤولو وزارتي الري في كلّ من مصر وجنوب السودان، على بروتوكول تعاون فني في مجال الموارد المائية، يتضمن إعداد دراسات جدوى إنشاء "سد واو"، المتعدد الأغراض بجنوب السودان.

ويقع المشروع على نهر سيوي، أحد فروع نهر الجور الرئيسي بحوض بحر الغزال، الذي يُعدّ أحد روافد نهر النيل ويقع على مسافة 9 كيلومترات جنوبي مدينة واو بجنوب السودان، ويهدف لتوليد 10.40 ميغاوات من الكهرباء، وكذلك توفير مياه الشرب لنحو 500 ألف نسمة، والاستفادة من المياه في الري التكميلي لمساحات تتراوح بين 30 و40 ألف فدان.

وذكرت وزارة الري المصرية، في بيان لها، أنها أعدت الدراسات الفنية والاقتصادية المتكاملة للمشروع، بالاستعانة بخبراء المركز القومي لبحوث المياه، لإعداد الدراسات الهيدرولوجية والهيدروليكية والأعمال المساحية والخرائط الكنتورية لموقع السد وبحيرة التخزين، وكذلك الدراسات الجيولوجية والجيوتكنيكية، والإنشائية والبيئية وأعمال التصميمات المبدئية للسدّ والمنشآت التابعة له.

وأضافت أنه جرى التعاقد مع وزارة الكهرباء والطاقة لإسناد أعمال التصميمات الخاصة بالمحطة الكهربائية وملحقاتها، ودراسة الجدوى الاقتصادية لها من خلال إحدى الشركات المتخصصة التابعة لها، والتي تعاونت مع أحد المكاتب الاستشارية الكبرى لإعداد الدراسات المطلوبة.

وأشارت وزارة الري المصرية إلى انتهائها من جميع الدراسات الفنية والاقتصادية، وتسليمها إلى الجانب الجنوب سوداني، في ورشة عمل ضخمة عقدت بمدينه واو بحضور المسؤولين الحكوميين والفنيين، وممثلي المجتمعات المدنية بالولاية وبعض الشركات الاستثمارية في فبراير/شباط 2015.

ولفتت الوزارة إلى أن مصر أسهمت في إنشاء عدد من السدود بدول حوض النيل، مثل سد أوين في أوغندا، وخزان جبل الأولياء في السودان، كما أنشأت العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية، مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات.

وأنشأت مصر أيضاً العديد من المزارع السمكية والمراسي النهرية، بالإضافة لما تقدمه مصر في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.

وأكدت وزارة الري أن مصر مستمرة في "دعم أشقائها من الدول الأفريقية، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات على الأرض بهدف خدمة المواطنين، وتحقيق الاستقرار للأهالي من خلال حلّ مشاكل مياه الشرب وحماية الأهالي من أخطار الفيضانات، مثل التعاون بين مصر وتنزانيا لإنشاء سد روفينجي".

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه نائب وزير الخارجية بجنوب السودان دينق داو دينق، عن أن بلاده تخطط لبناء سد كبير على نهر النيل، لتوفير الكهرباء ومنع الفيضانات المدمرة، مضيفاً، في تصريحات صحافية: "سنأخذ في الاعتبار، عند بناء السد، الأثر البيئي والعامل الهيدرولوجي الخاص بالمياه الجوفية واستدامة ذلك، والأضرار والمشكلات المتوقعة".

المساهمون