مصر تشكر قطر على إنجاح اجتماع "سد النهضة" بالدوحة

اجتماع وزراء الخارجية العرب: مصر تشكر قطر على إنجاح اجتماع "سد النهضة" بالدوحة

09 سبتمبر 2021
اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية الـ( 156) (Getty)
+ الخط -

وجهت مصر، اليوم الخميس، الشكر لدولة قطر على إنجاح اجتماع "سد النهضة" بالدوحة، وذلك خلال اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية الـ156 على مستوى وزراء الخارجية العرب، برئاسة دولة الكويت الرئيس الحالي للمجلس، بمشاركة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش.

ويبحث وزراء الخارجية العرب عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، حيث تأتي القضية الفلسطينية في مقدمة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، إلى جانب آخر المستجدات على الساحة الليبية، إضافة إلى تطورات الوضع في سورية، واليمن، والجمهورية اللبنانية، كما يشمل جدول الأعمال أمن الملاحة، وإمدادات الطاقة، في منطقة الخليج العربي.

كما يتضمن مشروع جدول الأعمال، بنوداً تتعلق بدعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، ودعم الجمهورية الصومالية الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، ومسيرة التعاون العربي الأفريقي، والحوار العربي الأوروبي.

ومن بين البنود أيضاً العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية، والتعاون بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، ومنظمات دولية أخرى، ودعم النازحين.

وفي كلمته أمام الدورة العادية 156 لمجلس جامعة الدول العربية، وجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الشكر إلى وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على إنجاح اجتماعات الدورة 155 وإدارة المجلس "بحكمة مشهود لها"، وكذلك إنجاح الاجتماع التشاوري في الدوحة والدورة غير العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم 15 يونيو/حزيران، الماضي حول ملف سد النهضة الإثيوبي.

وقال الوزير المصري في كلمته إن "التدخلات السافرة في محيطنا العربي أفضت إلى استنزاف وإرهاق للمقدرات العربية، ودفعت إلى استقطابات وخصومات بين الأشقاء آن لها أن تنتهي". وأضاف: "إننا في مصر نرحب بما شهدته الفترة الأخيرة من مراجعات ومصالحات عربية نأمل لها أن تكتمل على خلفية الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وإعلاء روح العمل المشترك، ودعم الدول الوطنية في المنطقة، وتقديم مساحات الاتفاق على نقاط الاختلاف. ونعمل بصدق مع باقي الدول الشقيقة على أن نضع مرحلة وراءنا لنخطو جميعاً إلى مرحلة جديدة عنوانها التضافر والتعاضد والعمل من أجل صالح الشعوب ورفاهيتها".

وأضاف شكري أن "مصر –حكومة وشعباً – لا تدخر جهداً لتقديم كافة سبل الدعم للتوصل لتسوية عادلة وشاملة ومُستدامة للقضية الفلسطينية – القضية المركزية، وستظل كذلك لكل العرب – وسنستمر في العمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي على إعادة الحقوق المشروعة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمُبادرة العربية للسلام".

كما قال الوزير شكري إن مصر "ستظل داعمة للأشقاء اللُبنانيين في أزمتهم الراهنة والمتفاقمة، وسنسير مع اللبنانيين إلى أن يتجاوزوا – كعهدهم دائماً – أزمتهم".

وتابع "إننا ندعو هنا مجدداً المسؤولين اللبنانيين إلى الإسراع باتخاذ الخطوات اللازمة التي من شأنها إنقاذ لبنان، وأولها تشكيل حكومة لُبنانية قادرة على إدارة شؤون البلاد، وفق المعايير الواردة بالدستور اللبناني واتفاق الطائف، وذلك لإنهاء حالة الفراغ التي يدفع ثمنها المواطن اللبناني من حاضره ومستقبله، والعودة للانخراط اللبناني مع محيطه العروبي الحاضن له، والابتعاد عن محاولات اختطاف لبنان إلى دوائر نفوذ وتأثير غير عربية لا ينتمي إليها، وعلى نحو يعطي دفعة حقيقية للتعاون مع الأشقاء العرب في كافة المجالات التي يمكن أن تنهي التأزم الحالي، وعلى رأسها قضية الطاقة وتوليد الكهرباء، والتي أثقلت كاهل الدولة اللبنانية على مدى سنوات".

وفي ملف سد النهضة، قال الوزير المصري: "اسمحوا لي أن أعيد التأكيد على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، وأن أشدد على أن الحلَ يكمُن في اتفاق مُلزم وعادل يصون حق إثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره، ولكن لا يأتي بأي شكل من الأشكال خصماً من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل، فاعتماد قواعد ملء وتشغيل السد عبر اتفاق الأطراف المعنية اتفاقاً قانونياً ملزماً سيجنب انزلاق المنطقة إلى مشهد أكثر تعقيداً لا يحمد عقباه، ولا نرغب في الذهاب إليه".

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، إن "الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني فى مواجهة آلة الاحتلال الإسرائيلي مايو/أيار الماضي، أثبتت أن القضية الفلسطينية ما زالت حية نابضة، وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية".

وفي سياق مختلف، أشار أبو الغيط، خلال كلمته ضمن فعاليات الدورة 156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري  بمقر الجامعة، إلى أن المنطقة العربية "من أكثر الدول تضرراً من آثار التغير المناخي المختلفة"، لافتا إلى أن "مصر تنتظر استضافة قمة المناخ العام القادم "COP27"، مضيفا أن الإمارات تقدمت بترشيح لاستضافة قمة المناخ التالية "COP28".

كما أشار أبو الغيط إلى أن هذه الدورة من مجلس جامعة الدول العربية، وتحت رئاسة الكويت، تجرى ولأول مرة دون أوراق، حيث تم الانتقال إلى النظام الإلكتروني بالكامل، وهي نقلة مطلوبة في عمل الأمانة العامة للجامعة. كما تابع أن "العالم العربي ما زال يعيش حال الأزمة، سواء الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كورونا، وتبعاتها المختلفة على معدلات النمو وحركة التجارة والنشاط الاقتصادي، أو غير ذلك من الأزمات السياسية والأمنية المستمرة في عدد من الدول العربية، من دون إرادة للحل، وبكلفة مروعة على جميع الأصعدة".

وعقد على هامش اجتماع الدورة، اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي.

وجرى خلال الاجتماع إدانة وشجب الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، والعدوان الإسرائيلي على فلسطين، كما جرى مناقشة "تعزيز العمل والجهود المشتركة على كافة الأصعدة، لوقف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة، لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي". وطالب اجتماع اللجنة العربية، المجتمع الدولي بـ"الوقوف بشكل حازم أمام الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي للأعراف والقوانين الدولية".

وبحث اجتماع اللجنة العربية تكثيف الجهود المبذولة في المنظمات الدولية والإسلامية والعربية، لوقف العدوان الإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني.