كاراباخ... إيران "لن تحتمل" سقوط صواريخ بأراضيها وبومبيو ينتقد تركيا

كاراباخ... إيران "لن تحتمل" سقوط صواريخ بأراضيها وبومبيو ينتقد "تدخل" تركيا

16 أكتوبر 2020
شظايا النزاع بكاراباخ تمتد إلى إيران (Getty)
+ الخط -

مع استئناف المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان خلال الأيام الماضية، تجدد سقوط قذائف وصواريخ داخل الأراضي الإيرانية، لتصعد طهران لهجتها خلال اليومين الأخيرين، مؤكدة أنها "لن تحتمل" استمرار هذا الوضع، وبأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي"، من دون الإعلان عن مصدر الصواريخ، فيما انتقد وزير الخارجية الأميركي "تدخل" تركيا في الصراع.

وكشف علي أميري راد، حاكم قضاء "خداآفرين" الإيراني على الحدود مع دولة أذربيجان، أمس الخميس، عن سقوط 10 صواريخ داخل أراضي قروية في القضاء، مشيرا إلى أنها سقطت في غضون خمس ساعات، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً.

وأضاف أميري راد، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء، أنّ الصواريخ أصابت قريتي كدخدالو وقلي بيغلو ودمرت منزلاً سكنياً، فيما أصيب مواطن إيراني بجروح نتيجة الدمار الذي خلفته الصواريخ.

واليوم الجمعة، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ "القوات المسلحة الإيرانية تحافظ على أمن المواطنين بما فيهم سكان المناطق الحدودية في شمال غرب البلاد"، مضيفاً أنه "في حال استمرار سقوط القذائف فلن تقف الجمهورية الإسلامية مكتوفة الأيدي".

وأمس الخميس، اعتبر خطيب زادة، في بيان مقتضب، أنّ الأنباء عن سقوط صواريخ داخل الأراضي الإيرانية "مقلقة وهذا غير مقبول بتاتاً"، نافياً صحة "شائعات عن التعامل بالمثل من قبل القوات الحدودية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

إلى ذلك، سقطت قذائف أخرى داخل الحدود الإيرانية خلال المواجهات المستمرة بين طرفي النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ خلال الأسابيع الأخيرة، لكن لم يسبق أن تسقط هذه الكمية من القذائف والصواريخ خلال يوم واحد، كما حدث يوم الخميس.

كما أعلن التلفزيون الإيراني، الثلاثاء، عن سقوط طائرة مسيرة أجنبية في مدينة "بارس آباد" في محافظة أذربيجان الشرقية على الحدود مع دولة أذربيجان، مشيراً إلى أنّ "المصادر الأمنية الموجودة في المنطقة ترى أن الطائرة من طراز الطائرات التجسسية".

وقال التلفزيون الإيراني إنّ الطائرة تعود لأحد طرفي النزاع في ناغورنو كاراباخ، لافتاً إلى أنها سقطت داخل أراض زراعية من دون أن يخلف الحادث إصابات بين المواطنين الإيرانيين.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد حذر، في وقت سابق، من سقوط قذائف داخل الأراضي الإيرانية أثناء المواجهات العسكرية، قائلاً إنّ ذلك "غير مقبول بتاتاً".

بومبيو ينتقد "تدخل" تركيا

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، إنّ تدخل تركيا في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان زاد الخطر في المنطقة، ودعا مجدداً لحل الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية.

ولقي عدة مئات حتفهم في هذا القتال، وهو الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ وأودت بحياة 30 ألف شخص.

وطبقاً للقانون الدولي، يتبع إقليم ناغورنو كاراباخ أذربيجان، لكن يسكنه ويحكمه الأرمن. وأثارت الاشتباكات القلق من احتمال أن تنجر إلى دائرة الصراع تركيا وروسيا، خاصة أنّ كلاً منهما يدعم أيضاً طرفاً مختلفاً في الصراعات الدائرة في سورية وليبيا.

وتتهم تركيا أرمينيا باحتلال جزء من أراضي أذربيجان وتعهدت بتقديم الدعم الكامل لباكو. ودعت أنقرة مراراً مجموعة مينسك بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، والتي تشكلت للتوسط في الصراع، إلى حث أرمينيا على الانسحاب من المنطقة.

وقال بومبيو، في مقابلة مع محطة "دبليو.إس.بي" أتلانتا: "لدينا الآن الأتراك الذين تدخلوا وقاموا بتزويد أذربيجان بالموارد، ما يزيد من الخطر ويزيد من حدة القتال في هذا الصراع التاريخي".

وأضاف، بحسب ما نقلته "رويترز"، أنّ "حل هذا الصراع ينبغي أن يكون عبر المفاوضات والمناقشات السلمية لا من خلال القتال، وبالتأكيد ليس من خلال دخول طرف ثالث بتقديم قوته النيرانية لمكان هو بالفعل برميل بارود".

وضغطت روسيا بدورها دبلوماسياً في الأيام الأخيرة، حيث استضافت موسكو محادثات مكثفة بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان بمشاركة نظيرهما الروسي سيرغي لافروف، أسفرت عن التوصل إلى اتفاق تطبيق الهدنة الإنسانية اعتباراً من 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. إلا أنّ الطرفين سارعاإلى تبادل الاتهامات بخرق هذه الهدنة.

يُذكر أنّ الإقليم الواقع في أذربيجان، والذي تقطنه أغلبية أرمينية، شهد منذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي مواجهات مسلحة بين يريفان وباكو جرت باستخدام سلاح المدفعية والطيران والدبابات، وسط تعرض بلدات سكنية للقصف وسقوط قتلى بين العسكريين والمدنيين على حد سواء.

الاشتباكات مستمرة

واليوم الجمعة، أعلنت باكو مقتل 47 مدنياً وإصابة 222 آخرين في القصف الأرميني على المناطق السكنية الأذربيجانية.

جاء ذلك في بيان للنيابة العامة الأذربيجانية حول الخسائر في صفوف المدنيين جراء اعتداءات أرمينيا، منذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي وحتى 16 أكتوبر/ تشرين الأول، وفق ما أوردته "الأناضول".

ولفت البيان إلى أن 1669 منزلاً، و84 عمارة سكنية، و301 مبنى حكومي، باتت غير قابلة للاستخدام بفعل القصف الأرميني بقذائف المدفعية والصواريخ.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع في الإقليم، اليوم الجمعة، بحسب ما نقلته "رويترز"، إنّ 29 جندياً قتلوا لترتفع حصيلة القتلى بين قواتها إلى 633 منذ اندلاع القتال مع قوات أذربيجان في 27 سبتمبر/ أيلول.

والقتال الدائر في الوقت الراهن هو الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال التسعينيات وأودت بحياة 30 ألفاً.

المساهمون