توافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال قمة ثلاثية عقدت اليوم الأربعاء، في مدينة العقبة الأردنية، على "الرفض القاطع لأية مساعٍ أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم".
وتزامنت القمة مع جولة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شملت عدة دول في المنطقة، ومع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ96.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، إن القمة تأتي "في إطار اللحظة الفارقة التي تواجه المنطقة العربية، حيث حرص السيد الرئيس على تنسيق المواقف مع شقيقيه الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة".
وأضاف المتحدث أن السيسي استعرض خلال القمة الجهود التي تقوم بها مصر لـ"فتح الحوار مع كافة الأطراف بهدف وقف إطلاق النار الفوري في غزة"، مشيراً إلى "حرص مصر على تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع، وهو ما نتج عنه إدخال آلاف الأطنان من الوقود والمواد الإغاثية، واستقبال أعداد كبيرة من المصابين لعلاجهم بالمستشفيات المصرية".
وشدد فهمي على أن "ما تم تقديمه ليس كافياً لحماية أهالي القطاع من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها، والتي تتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولي للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والذي يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالي القطاع، ونزع فتيل التوتر في المنطقة".
وبين أن المجتمعين توافقوا على "الرفض القاطع لأية مساع أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، كما تم تأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".
كما حذر المجتمعون من "خطورة الأعمال العدائية في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الدينية، والتي تزيد من الاحتقان في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة". وأكدوا "الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بما يسمح لها بالقيام بمهامها في حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات التي يتعرض لها في الأراضي الفلسطينية كافة".
وشدد السيسي والملك عبد الله الثاني وعباس على "رفض أية محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية، وتأكيد أن الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع في الإقليم، وحمايته من توسيع دائرة الصراع وخروج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، يتمثل في تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، على أن تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر، عدوانا مستمرا على قطاع غزة، خلّف حتى يوم أمس الثلاثاء أكثر من 23 ألف شهيد، وأكثر من 59 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، إضافة إلى التسبب في نزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان غزة (85% من نسبة السكان)، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.