قائد "فيلق القدس" يلتقي زعماء فصائل مسلحة ببغداد في زيارة غير معلنة

قائد "فيلق القدس" يلتقي زعماء فصائل مسلحة ببغداد خلال زيارة غير معلنة

27 يوليو 2022
عقد قاآني اجتماعاً مع قادة الإطار التنسيقي فور وصوله إلى بغداد (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، عن وصول قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، في زيارة غير معلنة، عقد خلالها لقاءات عدة مع عدد من زعماء كتل سياسية وقادة مليشيات مسلحة.

وجاءت زيارة قاآني غير المعلنة إلى بغداد بعد يوم من إعلان تحالف الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية المدعومة من إيران، عن ترشيح القيادي السابق في حزب الدعوة محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، وبعد ساعات من إعلان التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر رفض هذا الترشيح والتلويح بورقة التظاهرات الشعبية.

وقالت المصادر إنّ "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني وصل إلى بغداد، صباح اليوم، وعقد فور وصوله اجتماعاً مع قادة الإطار التنسيقي، وبحضور عدد من قادة الفصائل المسلحة، وبحث إكمال عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد الاتفاق على مرشح رئاسة الوزراء، الذي حظي بدعم طهران، وفق الرسالة التي حملها قاآني إلى قادة الإطار".

وبيّنت المصادر أنّ "قاآني شدّد خلال اجتماعه مع قادة الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة على ضرورة عدم حصول أي احتكاك بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، إذا ما قرر النزول إلى الشارع لرفض السوداني"، وأكد أنّ إيران "ستضغط على الصدر من أجل تهدئة الأمور وعدم التصعيد في الشارع خلال المرحلة المقبلة".

وأضافت المصادر أنّ "قاآني أكد خلال الاجتماع ضرورة مضيّ الإطار التنسيقي بعملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، رغم كل الضغوطات التي تمارس بالضد من هذا العمل، سواء من قبل قوى سياسية عراقية أو أطراف خارجية، فطهران داعمة لتشكيل حكومة يقودها الإطار خلال المرحلة المقبلة، وفق ما قال قاآني خلال اجتماعه مع قادة الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة".

وتابعت أنّ قاآني، وبعد انتهاء اجتماعه مع قادة "الإطار التنسيقي" والفصائل المسلحة عقد اجتماعاً منفصلاً مع رئيس حزل "الاتحاد الوطني الكردستاني" بافل طالباني وبحث معه حل الأزمة الكردية - الكردية بخصوص مرشح رئاسة الجمهورية.

وأوضحت أنّ قاآني شدّد على ضرورة "الوصول إلى حلول مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، لمنع حصول أي معرقلات تؤخّر تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أنّ قوى الإطار التنسيقي سوف تدعم أي قرار يتخذه الاتحاد ولا تراجع عن هذا الأمر نظراً لوقفته معه في منع تمرير مشروع التحالف الثلاثي خلال الفترة الماضية".

إلى ذلك، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "إيران أخفقت سابقاً في الضغط على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أجل دخوله مع الإطار التنسيقي في الكتلة الكبرى بالبرلمان، وهذا الصراع هو الذي أدى إلى انسحاب الصدر من العملية السياسية".

واستبعد أن يكون لزيارة قاآني إلى العراق حالياً أثر على إيقاف التيار الصدري من التصعيد الشعبي ضد "الإطار التنسيقي" ومرشحه لرئاسة الوزراء، موضحاً أنّ "قاآني يمكن أن يؤثر على بعض قادة الإطار والفصائل، لكن لا تأثير له على الصدريين".

وأضاف الشريفي أنّ "تدخل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني في ملف تشكيل الحكومة في هذا التوقيت ربما تكون له نتائج عكسية، خصوصاً أنّ الصدريين دائماً ما يرفعون شعارات ضد التبعية والأخذ بقرار الخارج، ولهذا التصعيد الصدري قادم، وزيارة قاآني تأتي لترتيب وضع الإطار للمرحلة المقبلة"، وفق قوله.

وسبق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2019، التحفظ على ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة العراقية عقب استقالة عادل عبد المهدي، ووافق على اختيار مصطفى الكاظمي، وهو ما يجعل من المشهد السياسي في البلاد غير مكتمل، إذ يرى البعض أن الصدريين سيصعدون ضد السوادني باعتباره قادماً من مدرسة حزب الدعوة، فيما يعتقد آخرون أنّ موافقة القوى السياسية العربية السنية والكردية على الاسم تبقى رهناً بتمريره في البرلمان.