شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الإثنين، على الالتزام الكامل بالمضي قدماً في إجراء الانتخابات حسب المواعيد التي أعلن عنها وفق المراسيم الرئاسية، على أن تجري هذه الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة، بما فيها القدس، ترشحاً ودعايةً وانتخاباً.
وتأتي تصريحات عباس وتأكيده على إجراء الانتخابات لليوم الثاني على التوالي، بعد تصريحات مماثلة أدلى بها خلال ترؤسه اجتماعًا آخر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم أمس الأحد.
وقال عباس، خلال ترؤسه مساء الإثنين، اجتماعًا للجنة المركزية لحركة "فتح"، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله: "إننا نجري اتصالات مكثفة مع العديد من الدول، وتحديداً الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بالاتفاقيات الموقعة بيننا فيما يخص العملية الانتخابية، وتحديداً بأن تكون الترشيحات والدعاية والانتخابات داخل المدينة المقدسة، ولغاية الآن لم يصلنا أي رد من الجانب الإسرائيلي حول ذلك".
من جانب آخر، جدد عباس التأكيد على أهمية الإسراع بعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة الأطراف الدولية ذات العلاقة تحت مظلة الأمم المتحدة، كمخرج للأزمة التي وصلت إليها العملية السياسية.
وجرى خلال الاجتماع بحث آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، حيث أطلع عباس مركزية فتح على الاتصالات التي تقوم بها القيادة مع الأطراف الدولية، خاصة اللجنة الرباعية الدولية، "بما يضمن إطلاق عملية سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، على أساس حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967"، وفق قوله.
في هذه الأثناء، أكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في بيان صادر عنها عقب الاجتماع، على ضرورة قيام المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وكل الأطراف ذات العلاقة، بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ التزاماتها الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية في ما يتعلق بإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة، بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقالت اللجنة المركزية: "إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأن يكون هناك أي فيتو للاحتلال بأي شكلٍ من الأشكال على العملية الانتخابية، وتحديداً مشاركة أبناء شعبنا المقدسي ترشحاً ودعايةً وانتخاباً فيها"، مؤكدة أن القدس وأهلها خط أحمر لن يقبل المساس به أو التلاعب فيه.
واستنكرت مركزية "فتح" قيام قوات الاحتلال بمنع تنظيم أية فعالية لمرشحي القوائم الانتخابية والاعتداء عليهم بوحشية واعتقالهم، مشددة على أن هذه المحاولات الإسرائيلية لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وإصرار قيادته على أن تكون القدس هي القلب النابض للعملية الديمقراطية، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وأشادت اللجنة المركزية بصمود أهل مدينة القدس ووقفتهم البطولية أمام همجية الاحتلال، وتمسكهم بالمشاركة في الانتخابات كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، داعية القوى الوطنية والإسلامية للتوحد في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس أمام هذا المحتل.
ورحبت اللجنة المركزية لحركة "فتح" بقرار الإدارة الأميركية استئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وخاصة تقديم دعم مالي لوكالة "الأونروا".
وقالت مركزية فتح إن هذا القرار الأميركي يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو استئناف العلاقات الفلسطينية – الأميركية بما يضمن العودة لعملية سلام حقيقية تقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وأكدت مركزية فتح أن الجانب الفلسطيني على استعداد للعمل مع الأطراف الدولية، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية للوصول إلى حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.