شيخ الأزهر يوجه التحية للشعب الفلسطيني على صموده

شيخ الأزهر يوجه التحية للشعب الفلسطيني على صموده

27 ابريل 2022
شيخ الأزهر أحمد الطيب (Getty)
+ الخط -

وجه شيخ الأزهر أحمد الطيب، اليوم الأربعاء، التحية إلى الشعب الفلسطيني تقديرًا لصموده وتصميمه على حراسة المسجد الأقصى والدفاع عنه.

وأضاف الطيب، في احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بليلة القدر: "دعاءً من أعماق قلوبنا في هذه المناسبة المباركة أن يحق الله الحق، وينصر أهله وأعوانه، ويبطل الباطل، ويخذل أهله وأشياعه"، داعياً الله تعالى أن "يحفظ مصر، وشعبها من كل مكروه وسوء، وأن يرفع شأن الأمة العربية والإسلامية بين الأمم، ويحقق لها أمنها، واستقرارها".

وأعرب الطيب عن أمنياته بإعادة السلام والأمن والاستقرار إلى اليمن والعراق وسورية وليبيا ولبنان، وبتخليص العالم كله من ويلات الحروب، وموجات الكراهية، وانتشار الأوبئة والأمراض.

ودافع عن الفتوحات الإسلامية قائلاً إنها "لم تكن أبداً استعمارية، أو تعتمد أساليب النهب والسيطرة والهيمنة، وترك البلاد خراباً، ولم تكن من قبيل السيطرة على الشعوب، ولكنها كانت فيضاً جديداً من حياة عارمة يتدفق علماً وعدلاً وحرية ومساواة في عروق تلك الشعوب".

وواصل الطيب: "كثير من علماء العرب فطن إلى السبب الحقيقي في ترحيب الشعوب بهذه الفتوحات، واستقبال المسلمين استقبال المنقذين المخلصين، لتطبيق قيم العدل والمساواة وحرية الاعتقاد، وتحريم الظلم، وإحلال مبدأ التعارف بديلاً لمبدأ النزاعات والصراعات والحروب، وغير ذلك من القيم التي تضمن للناس حياة فاضلة. ولا مفر من المسلمين اليوم لصنع حياة جديدة وجيدة لهم، وذلك باتباع تعاليم القرآن الكريم".

وأكمل بقوله: "القرآن قد أتبع وأكمل بمجموعة من الأحاديث، وكأنها ترد على محاولات الهجوم على السنة النبوية، تلك الفتنة التي تطل برأسها اليوم، وهي ليست جديدة أو بنت هذا العصر. النبي محمد (ص) نفسه حذرنا من ضلالها منذ 15 قرناً".

من جهته، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "يجب استلهام روح شهر رمضان الفضيل في ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، لنحيا كما أراد الله لنا أمة القيم، ومكارم الأخلاق"، كما توجه بالتحية والتقدير للعلماء من رجال الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف"، معرباً عن تطلعه لرؤية "جيل واعد من شباب العلماء والأئمة المفكرين، الذين يساهمون في معالجة قضايانا الراهنة، في إطار فهم واقع العصر، ومستجداته، وتحدياته، مع الحفاظ على ثوابت الشرع للدين الحنيف".

وأضاف السيسي مخاطباً شباب الأئمة: "واصلوا جهودكم الجادة، ومساعيكم المحمودة، من أجل نشر صحيح الدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يحمل كل معاني الرحمة، والتسامح، والتعاون، والعمل، والبناء، وإعمال العقل في فهم النص ومنهاج الله عز وجل في تسيير هذا الكون الفسيح، بما يسهم في عمارة الأرض".

وتابع: "لا شك أن الخطاب الديني الواعي المستنير يعد أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذلك فإننا نأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن، في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا، وللأجيال القادمة، بما يعزز من هدفنا الأساسي وهو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، إدراكاً لمخاطر الفكر المتطرف من جهة، وحجم التحديات من جهة أخرى".

السيسي يتفقد أعمال التطوير والتجديد لمسجد الحسين في قلب القاهرة

في موازاة ذلك، تفقد السيسي أعمال "التطوير" والتجديد لمسجد الحسين في قلب القاهرة، والتي أثارت حالة من الغضب بين جموع المصريين بسبب القضاء على الهوية التاريخية للمسجد، من خلال تغيير شكل القبة ودهانها مع المئذنة بصورة متنافرة مع باقي المبنى، عدا عن وضع سور ضخم أمام البوابة يفصله عن الساحة الواسعة أمامه ليفقد عنصر البراح، ويفصل المسجد عن المنطقة المحيطة به.

ورافق السيسي عدد من قيادات الهيئة الهندسية التابعة للجيش المسؤولة عن عملية التطوير المزعومة لمسجد الحسين، وسلطان طائفة البهرة في الهند مفضل سيف الدين، وبعض أشقائه وأنجاله، وممثله في مصر مفضل محمد حسن.

الصورة
السيسي يتفقد أعمال التطوير والتجديد لمسجد الحسين في قلب القاهرة (فيسبوك)
السيسي يتفقد أعمال التجديد لمسجد الحسين في قلب القاهرة (فيسبوك)

واستمع السيسي إلى شرح مفصل من رئيس الهيئة الهندسية اللواء إيهاب الفار، بشأن أعمال "تطوير" مسجد الحسين، والتي شملت الحوائط والأسقف وترميم وإعادة دهانات بمساحة 4 آلاف متر، إلى جانب تغيير شبكة الكهرباء داخل المسجد، وتغيير إنارته الداخلية، وتزويده بتكييف مركزي، اخترقت فتحاته قبة المسجد في مشهد منفر.

ويقع مسجد الإمام الحسين بن علي في القاهرة القديمة، في حي الجمالية، وفي مقابله يوجد المسجد الأزهر، وبجواره "خان الخليلي" الشهير، وهو أحد المزارات الدينية الشهيرة في القاهرة، ويتوافد عليه المئات يومياً للصلاة والزيارة.