رسالة من إسرائيل لـ"الجهاد" و"حماس" عبر مصر

رسالة من إسرائيل لـ"الجهاد" و"حماس" عبر مصر

12 نوفمبر 2020
هدّد الإسرائيليون بقصف غزة (الأناضول)
+ الخط -

في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين حركة "حماس" ومصر توتراً ملحوظاً، كشفت مصادر مصرية خاصة عن تحميل الجانب الإسرائيلي رسالة إلى مصر، لنقلها إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بشأن الوضع الأمني في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة. وأفادت المصادر لـ"العربي الجديد" أن المسؤولين في إسرائيل طالبوا بنقل رسالة في المقام الأول إلى حركة "الجهاد الإسلامي". ونُقلت الرسالة بعد بروز معلومات بشأن استعداد الحركة تنفيذ أعمال ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ومستوطنات غلاف غزة، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال قائد "سرايا القدس" بهاء أبو العطا، على يد إسرائيل العام الماضي، في عملية استهدفت خلالها منزل أسرته.


تخشى إسرائيل عملية عسكرية تنفذها حركة الجهاد الإسلامي في مناسبة ذكرى اغتيال أبو العطا

وبحسب المصادر فإن الجانب الإسرائيلي لجأ إلى القاهرة خصيصاً كونها الطرف الموثوق به بالنسبة له، والتي تمتلك علاقات جيدة مع "الجهاد الإسلامي". وأوضحت في الوقت ذاته أن الجانب الإسرائيلي طالب المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية بنقل تحذير شديد اللهجة للأطراف الفلسطينية في قطاع غزة، في حال تمّ إطلاق أية صواريخ أو تنفيذ أي أعمال صوب مستوطنات غلاف غزة، مؤكدة أن تلك الممارسات من شأنها العودة لسياسة الاغتيالات مجدداً وليس العكس.

وبحسب المصادر فإن الحكومة الإسرائيلية تبحث في الوقت الراهن عن تحرّك من شأنه توحيد الجبهة الداخلية، وذلك في ظلّ الحذر الشديد بعد خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصراع الانتخابي أخيراً لصالح جو بايدن. فالرئيس المنتخب يُعدّ أقل تجاوباً مع التصورات الإسرائيلية، وأكثر حذراً من ترامب الذي حقق لإسرائيل أهدافاً لم تكن تحلم بها، وفي مقدمتها الإعلان عن "صفقة القرن" (خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية)، والقضاء على حل الدولتين، والتطبيع العربي الذي انطلق أخيراً.

واعتبرت المصادر أنه "على الرغم من أن هناك استياءً مصرياً من حركة حماس في الفترة الماضية يخيّم على العلاقات بين الجانبين، إلا أن مصالح القاهرة الاستراتيجية ما زالت تتمثل في منع اندلاع أية مواجهات على حدودها الشرقية". وكشفت في الوقت ذاته أن القاهرة لوّحت أخيراً بتعطيل دورها في الوساطة الخاصة بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة، وذلك نظراً لما يصفه المسؤولون المصريون بالتجاهل المتعمّد من جانب حركة "حماس" لدور القاهرة، وكذلك علاقة الحركة بقطر فيما يتعلق باحتياجات غزة والوساطة مع إسرائيل في ملفات التهدئة والأوضاع الإنسانية بالقطاع.


الحكومة الإسرائيلية تبحث في الوقت الراهن عن تحرّك من شأنه توحيد الجبهة الداخلية

وأشارت المصادر إلى أنه في الوقت الراهن ربما تكون العلاقة بين القاهرة وقيادة "الجهاد" أكثر قوة من مثيلتها مع "حماس"، وذلك على الرغم من محاولات الحركة تلطيف الأجواء مع مصر، بسلسلة من التصريحات الصادرة عن قيادتها. في المقابل، قدمت مصر مجموعة من المطالب خلال زيارة وفد الحركة أخيراً، واعتبرت أن التجاوب مع تلك المطالب سيكون بادرة حسن النية في حال تنفيذها. ولفتت القاهرة إلى أن المطالب لا تتمثل في تنسيق ثنائي بين الطرفين، بل في أمور ذات أبعاد إقليمية.

وأشارت المصادر إلى أن وشاية إسرائيلية كانت السبب الرئيسي في حالة الغضب المصرية، بعدما أبلغ الجانب الإسرائيلي القاهرة رصدها نفقاً على المثلث الحدودي بين مصر والأراضي المحتلة، وهو ما شدّدت إسرائيل على أنه أمر يمسّ الأوضاع الأمنية في سيناء. وذكرت المصادر أن مصر وجّهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى "حماس"، مؤكدة أن هذا يخالف الاتفاقات الأمنية والتنسيق المشترك بين الحركة والقاهرة بشأن الحدود. مع العلم أن وفد "حماس" أنهى قبل فترة قصيرة زيارة إلى القاهرة، وصفتها مصادر مصرية، وفلسطينية، بأنها "كانت ساخنة وشهدت مناقشات موسعة على أكثر من صعيد".