"دلال" إسرائيل على عباس واستهدافها "حماس" لن يعيدا مستوطنيها

"دلال" إسرائيل على عباس واستهدافها "حماس" لن يعيدا مستوطنيها

19 يونيو 2014
متطرفون يهود يحرقون علم فلسطين (مناحم كاهانا/فرانس برس/getty)
+ الخط -

تتعامل إسرائيل مع أزمة اختفاء مستوطنيها الثلاثة، عبر عدّة اتجاهات باتت واضحة كالشمس منذ وقوع الحادث فجر الجمعة الماضية؛ حملة أمنية موسعة وعشوائية ضدّ قواعد حركة "حماس" في الضفة الغربية، استغلال الحادث لإضعاف الحركة والمصالحة الفلسطينية، والتعامل بفتور مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدفعه نحو المزايدة أكثر بموضوع التنسيق الأمني، كما فعل عند إلقاء كلمته يوم أمس، أمام وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامية في جدة ـ السعودية.

غير أن أياً من هذه الاتجاهات لن يعيد لها مستوطنيها، في ظل عدم وجود أي معلومات عنهم حتى اللحظة، وفي ظل عدم خروج أي جهة فلسطينية للإعلان عن تبنيها عملية أسر.

وقد أصدر ديوان رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو عقب كلمة عباس أمس بياناً وصفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأنه فاتر للغاية. ونقلت عن البيان أن "تصريحات أبو مازن توضع على محك الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لإعادة المستوطنين المختطفين بسلام". أما الامتحان الرئيسي، بحسب مصادر في ديوان نتنياهو، فهو في إلغاء عباس لاتفاق المصالحة مع حركة "حماس".

ونشرت الصحف الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، تقارير أجمعت على وجود فرصة جديدة لكل من نتنياهو وعباس للعودة إلى التنسيق الأمني المشترك، وإلى بناء الثقة بينهما، وتكرار تجربة العلاقات التي توثقت عراها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت وعباس في العام 2007، بعد انهيار اتفاق المصالحة في مكة، وإطلاق مفاوضات مؤتمر أنابوليس، بحسب ما ذهب إليه براك رابيد في "هآرتس". 

ولا تخفي إسرائيل تطلعاتها وآمالها بانهيار المصالحة الفلسطينية، منذ توقيع الاتفاق وإعلان المصالحة؛ فإلى جانب الحرب الكلامية التي شنّها نتنياهو ضد عباس متهماً إياه بأنه اختار صنع السلام مع "حماس"، على السلام مع إسرائيل، أشار أكثر من مصدر إسرائيلي إلى أن المصالحة بين الطرفين لن تصمد طويلاً، ودعا بعضهم إلى انتظار التطورات وانهيار الاتفاق.

وكان عدد من قادة "فتح" قد أعلنوا مراراً أنه في حال رفضت "حماس" نزع سلاحها، فإن ذلك سيكون نهاية المصالحة الفلسطينية، وهو ما كرّره عدد من الفلسطينيين تحدثوا مع صحف إسرائيلية، دون الكشف عن هويتهم.

في هذه الأثناء، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت أمس حملة دعاية جديدة، هدفها إثبات أن حركة "حماس" وقادتها أعدّوا لعملية الاختطاف قبل وقوعها بعدّة أسابيع من خلال إيحاءات وتصريحات أعطت الضوء الأخضر لعناصر الحركة وخلاياها ببدء التخطيط لعمليات أسر جنود ومستوطنين بهدف مقايضتهم بأسرى فلسطينيين.

وتبرز إسرائيل في هذا السياق خطاب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في الدوحة، وقوله ردّاً على رسالة الأسير حسن سلامة: "أقول للأسرى رسالتكم وصلت، ويا حسن سلامة رسالتك وصلت، وستلقون جواباً من أبطال القسام والمقاومة الذين يعرفون طريق تحريركم".

وقالت "يديعوت"، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية عممت على كافة سفاراتها بياناً تضمن اقتباسات مختلفة من تصريحات زعماء في حركة "حماس" دعت إلى أسر الجنود والمستوطنين، خصوصاً اقتباسات من تصريحات لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية والقياديين صلاح البردويل وباسم نعيم.

من جهة ثانية، أشار الكاتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، إلى أن عملية الأسر الحالية تحمل في طياتها مخاطر سياسية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي لا يزال يعاني من آثار صفقة "وفاء الأحرار" في صفوف اليمين الإسرائيلي. غير أنه قال إن العملية وفرت لنتنياهو فرصة للانتقال من حالة الدفاع ضدّ اتهامه بإفشال المفاوضات إلى حالة الهجوم على "حماس" والسلطة الفلسطينية، وركوب موجة إنزال ضربة قاسية ضد "حماس"، لتحسين صورته أمام اليمين في إسرائيل، وتغيير الأجندة السياسية وجدول الأعمال.

مع ذلك يرى هرئيل أن من شأن استمرار العمليات والهجوم على "حماس" أن يقود إلى فشل الحملة العسكرية، خصوصاً أن المئات من أنصار "حماس" الذين تم اعتقالهم لا علاقة لهم بالعملية، ولو توفرت لدى الشاباك والأجهزة الأمنية معلومات تثبت صلتهم الحقيقية أو أن لهم علاقة، مهما كانت، بالعملية لتم اعتقالهم في وقت سابق، وليس في سياق توسيع نطاق العمليات في أنحاء متفرقة ومختلفة من الضفة الغربية.

وقال إن على إسرائيل اتخاذ جانب الحذر، مع مرور الوقت في ظل عدم قدرة الشاباك الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على رسم صورة حقيقة وأكيدة لما حدث مع من وصفهم بالمختطفين الثلاثة ومصيرهم، فيجب عدم بناء توقعات عالية لأن عدم صدور أي بيان أو مطالب من قبل الخاطفين، بعد مرور كل هذا الوقت ليس مؤشراً إيجابياً.