خريطة انتشار القوات التركية في العراق: 80 موقعاً و5 آلاف جندي

27 مايو 2024
جنود أتراك في دهوك، يونيو 2022 (أزكان بيلغين/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تركيا تخطط لإنشاء معسكر جديد في العراق لمنع تسلل المسلحين، ضمن استراتيجيتها لإقامة منطقة حدودية عازلة، مع وجود حوالي 80 قاعدة عسكرية تركية متنوعة على الحدود العراقية.
- القوات التركية تنتشر بعمق يصل إلى 40 كم داخل الأراضي العراقية، مجهزة بمدفعية ومهابط طيران، وتقوم بعمليات عسكرية يومية دون اتفاقات أمنية رسمية مع الحكومة العراقية.
- الحكومة العراقية تواجه تحديات في التعامل مع الوجود العسكري التركي، والمفاوضات بين بغداد وأنقرة لم تسفر عن اتفاق شامل بشأن الملف الأمني، مما يعكس التعقيدات السياسية والأمنية في المنطقة.

يعود الحديث عن خريطة انتشار القوات التركية في العراق بعد حديث لمسؤول عراقي كردي وشهود عيان في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، ضمن إقليم كردستان شمالي العراق، أخيراً، عن بدء إنشاء الجيش التركي معسكراً جديداً له على قمة جبل كيستة، داخل الأراضي العراقية، إثر نجاحه عسكرياً في شهر إبريل/نيسان الماضي في طرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من الجبل والقرى المجاورة له. وتسعى القوات التركية لإنشاء منطقة حدودية عازلة داخل الأراضي العراقية لمنع تسلل مسلحي "الكردستاني" إلى أراضيها.


جبار الياور: القوات الاتحادية بعيدة جداً عن الخط الصفري الحدودي

انتشار القوات التركية في العراق

في السياق، يقول جبار الياور، وزير البشمركة السابق في حكومة إقليم كردستان بين عامي 2014 و2022، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن "عدد القواعد العسكرية التركية الموجودة شمالي العراق يبلغ نحو 80 قاعدة، وهي متنوعة بين معسكر كبير وصغير، وموزعة بين إربيل ودهوك ونينوى، على طول الحدود العراقية ــ التركية". ويوضح الياور أن "قسماً من القواعد العسكرية التركية، منتشر بعمق 10 كيلومترات في بعض الأراضي العراقية، وبنحو 40 كيلومتراً في مواقع أخرى، على امتداد 200 كيلومتر على طول حدود البلدين". وبحسب الياور، فإن "عديد القوات التركية في العراق لا يقل عن 5 آلاف جندي، في قواعد يحوي بعضها آليات عسكرية مختلفة من المدفعية والمدرعات وغيرها، وبعضها الآخر يمتلك مهابط للطيران المروحي، وأماكن مخصصة للطائرات المسيّرة".

ويلفت إلى أنه بحسب "آخر المعلومات التي لدينا، فإن القوات التركية فتحت طرق برية جديدة على الحدود التركية العراقية باتجاه بعض قواعدها العسكرية، وتقوم بعمليات عسكرية برية بشكل يومي في تلك المناطق، إضافة إلى العمليات الجوية بالطيران أو القصف المدفعي". ويؤكد الياور أن "لا وجود لأي اتفاق أمني أو عسكري بين حكومة إقليم كردستان وتركيا بشأن بناء تلك القواعد أو دخول القوات التركية الأراضي العراقية". ويعتبر أن "ملف الحدود وحمايتها من مهام القوات الاتحادية (القوات العراقية المرتبطة ببغداد)، لكن هناك مناطق حدودية لم تصل إليها القوات العراقية لغاية الآن، بسبب الانتشار العسكري التركي، إضافة إلى وجود حزب العمال الكردستاني والقتال المستمر، بالتالي، ما زالت القوات الاتحادية بعيدة جداً عن الخط الصفري الحدودي. إنه فراغ أمني كبير يستغله الجيش التركي في دخوله وخروجه من العراق".

من ناحيته، يتحدث برهان شيخ رؤوف، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة السليمانية، لـ"العربي الجديد"، عن معلومات مقاربة لمعلومات الياور، مشيراً إلى أن "هناك ما بين 65 و70 قاعدة ومعسكراً داخل العراق، أغلبها بين محافظتي أربيل ودهوك، وبعضها قواعد عسكرية كبيرة وفيها معدات عسكرية مختلفة، لكن عدد الجنود غير معلوم وهو متغير بشكل يومي". ويرى شيخ رؤوف أن هناك "تنسيقاً" بين القوات التركية في العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، معتبراً أنه "لغرض تسهيل مهمة تلك القوات في الدخول إلى الأراضي العراقية وبناء القواعد العسكرية، كما أن هناك قاعدة عسكرية كبيرة للجيش التركي وهي عبارة عن مطار عراقي في منطقة بامرني بمحافظة دهوك يُعدّ من أكبر القواعد العسكرية بعد قاعدة بعشيقة، التي تنتشر فيها القوات التركية في العراق وتحديداً في شرق مدينة الموصل". ويرى أن "إخراج القوات التركية من شمال العراق من مهام الحكومة العراقية ببغداد".


سيف رعد: المفاوضات الأخيرة بين بغداد وأنقرة بشأن الملف الأمني لم تكن كاملة

حسابات بغداد

أما سيف رعد، الخبير في الشأن الأمني والسياسي العراقي، فيكشف لـ"العربي الجديد" أن "المفاوضات الأخيرة بين بغداد وأنقرة بشأن الملف الأمني لم تكن كاملة، بسبب وصف العراق حزب العمال الكردستاني بالمنظمة المحظورة، لا بالمنظمة الإرهابية". ويستفيض بالقول إن "المحظور يعني عدم التعامل معه، بينما إعلان الحكومة العراقية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية يعني أن القوات العراقية ستشارك القوات التركية في العراق بقتال هذا الحزب وطرده بشكل كامل من الأراضي العراقية، وهذا الأمر لا تريده الحكومة ولا أطراف داخلية ولا خارجية". ويعتبر رعد أن "الحكومة العراقية ليست صاحبة القرار الوحيدة في التعامل مع حزب العمال الكردستاني، الذي تنتشر فصائله في سنجار ومناطق أخرى قريبة من إقليم كردستان، وهذا كله بدعم من إيران وأطراف سياسية ومسلحة داخل العراق، ولهذا فإن قرار بقاء هذا الحزب في العراق ليس قراراً عراقياً صرفاً، بل قرار خارجي وبضغط إيراني".

ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار ومسلحي حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، تحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان الواقعة بغالبيتها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لعملياته في الداخل التركي. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، فإن مئات من مسلحي "الكردستاني" قُتلوا على يد القوات التركية خلال الفترة الماضية، فضلاً عن تدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، ما أدى إلى انحسار انتشاره الجغرافي على الحدود العراقية ـ التركية.

المساهمون