مع دخول الحرب على غزة يومها الـ109، تحتدم المعارك العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في محاور القتال بمدينة خانيونس، جنوبي القطاع، وسط حملة قصف عنيفة يشنها جيش الاحتلال على المدنيين مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى.
وتشهد المدينة موجة نزوح جديدة باتجاه رفح، المحطة الأخيرة للنازحين في أقصى جنوب قطاع غزة، بعد اضطرارهم للهرب من نيران القصف والحرب عدة مرات في رحلة مريرة نهايتها غير معلومة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل 21 ضابطاً وجندياً خلال المعارك المتواصلة في وسط قطاع غزة، ليصل بذلك عدد الجنود القتلى إلى 556، منهم 221 منذ بداية الاجتياح البري.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت، الاثنين، أن جيش الاحتلال بدأ في توسيع عمليته البرية في خانيونس. وفي وقت لاحق، وصفت تلك الوسائل يوم أمس بأنه يوم القتال الأصعب في غزة منذ بدء الحرب البرية.
من جانبها، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن حدث نوعي في محور القتال غرب المدينة، وقالت في بيان إن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف بالصواريخ دبابة من نوع "ميركافا"، ما أدى إلى سحقها بمن فيها بعد تصدي مقاتلي المقاومة لمحاولة نجدتها، عقب استهدافها في وقت سابق بقذيفة "ياسين 105".
على الصعيد الإنساني، قالت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، إنّ الوضع الصحي في خانيونس "كارثي ولا يوصف"، مضيفةً أن أعداداً كبيرة من الجرحى تفترش الأرض في مجمع ناصر الطبي.
وفي شمال القطاع، تتواصل أزمة الجوع جراء انقطاع المواد الغذائية الأساسية، مع عودة المعارك البرية العنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في عدة محاور. وقال مسؤولون إسرائيليون إن مقاتلي المقاومة يعودون إلى كل نقطة ينسحب منها جيش الاحتلال.
في غضون ذلك، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع خدمات الاتصالات مع قطاع غزة للمرة العاشرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بسبب استمرار العدوان وتصاعده على مختلف مناطق القطاع.
وعلى صعيد مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن مقترح إسرائيلي جديد يتضمن أربع نقاط رئيسية هي: إطلاق سراح الأسرى لدى حماس من غير الجنود، ووقف إطلاق النار لمدة طويلة، وانسحاب "تكتيكي" لجيش الاحتلال من مناطق عدة في قطاع غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.
تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..