تناسي جرائم الأسد

تناسي جرائم الأسد

21 مايو 2023
تظاهرة في عفرين الجمعة احتجاجاً على حضور الأسد القمة العربية (Getty)
+ الخط -

أضافت القمة العربية التي عُقدت أمس الأول الجمعة في مدينة جدة السعودية، خيبة أمل جديدة للسوريين، مع استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد في هذه القمة، وإعطائه منبراً للحديث أمام القادة العرب على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه.

استقبال الأسد في الجامعة العربية، على الرغم من عدم زوال أي من الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات معه، يعني تراجعاً عن قرار جماعي من دون زوال أسباب اتخاذه، والتغاضي عن كل جرائم النظام، والرضوخ لمطالبه. كل ذلك يُعد سابقة خطيرة برضوخ كل المنظومة العربية لابتزاز نظام تبقى جرائمه بحق الشعب موثقة من قبل المنظمات الدولية، كما يعتمد في اقتصاده على تجارة المخدرات التي تغزو الدول العربية، فيكون الرد على إجرامه بتكريمه.

كما جاء البيان الختامي لقمة جدة مجموعة من العبارات العامة التي لا تعني أي شيء عملي يمكن أن يساهم في حل القضية السورية، من قبيل "تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سورية على تجاوز أزمتها". ولم يتضمن البيان أي مطالبة بمعرفة مصير عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام، والذين وثقت منظمات دولية موت الآلاف منهم تحت التعذيب.

وقابل الشارع السوري المعارض، وخصوصاً في الشمال السوري، استقبال بشار الأسد في قمة جدة بتظاهرات حاشدة شملت كل مدن وبلدات الشمال، نددت بالتطبيع العربي مع النظام، ورفعت شعار "الأسد مجرم لا يمثل السوريين". كما انتشر الشعار نفسه كوسم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولقي تفاعلاً كبيراً من السوريين وحتى النشطاء العرب الذين وجدوا في القمة العربية شرعنة للإجرام، واستهجنوا مواقف الحكام العرب، الذين تميز بينهم الموقف القطري بمغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاجتماع قبل إلقاء بشار الأسد كلمته. هذا الأمر لاقى ترحيباً شعبياً سورياً لافتاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما يحمله من شجاعة في الانحياز للإنسانية ومناصرة للمظلومين.

تسابق أنظمة عربية للتطبيع مع نظام المجرم بشار الأسد، من دون أن يقدّم هذا النظام أي مقابل، ليس له أي تبرير سوى التغاضي عن الوحشية التي مارسها الأسد بحق الشعب السوري، واستطاع بمساعدة حليفيه إيران وروسيا، أن يبقى في الحكم على الرغم من كل ما خلفه من قتل ودمار، وربما يكون تعويمه رسالة إلى شعوبهم تمنعهم عن التفكير بأي احتجاج.