تطورات جبهة لبنان | احتدام المواجهة العسكرية تزامناً مع مساع للتهدئة

تستمر وتيرة الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، في ظل مخاوف من توسع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة لتمتد إلى حرب مفتوحة على جبهة لبنان.

وفجر اليوم، الثلاثاء، أغار طيران الاحتلال على منزل مؤلف من طابقين في منطقة طوفا، جنوب شرق بلدة ميس الجبل، ما أدى إلى تدميره بالكامل، من دون تسجيل إصابات، فيما استهدف قصف إسرائيلي لاحق أطراف بلدتي الناقورة وحولا جنوباً.

وفيما دوّت صفارات الإنذار في "مارغليوت"، شمالي فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله استهدافه ثكنة راميم الإسرائيلية بصاروخي "بركان"، مؤكداً إصابتها بشكل مباشر.

يأتي ذلك في وقتٍ تترقب الساحة اللبنانية زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى بيروت، للقاء المسؤولين اللبنانيين في إطار الجولة التي يجريها في المنطقة لمحاولة الدفع باتجاه هدنة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تنسحب بدورها إلى وقف المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال. 

ودعا وزير الخارجية الفرنسي، أمس الاثنين، إلى وقف إطلاق النار لإنهاء ما وصفها بـ"مأساة في غزة"، إضافة إلى وقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.

كما دعا في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة إلى "تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب"، مؤكداً أنه "من دون حل سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".

وعلى صعيدٍ متصل بالتسويات، واستمرار التهديدات الإسرائيلية بسلوك الخيار العسكري في حال لم يحل الصراع في جنوب لبنان بالتفاهمات الدبلوماسية، قال مصدرٌ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إنّ "موقف الحزب واضح، ومُكرَّر، لا حل دبلوماسياً، ولا بحث في أي مسار قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والكلام الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي عبر وسيطه لا يعنينا".

وأضاف المصدر أنّ "المفاوضات غير المباشرة مع العدو وبالوساطة الأميركية الأممية تقوم بها الدولة اللبنانية وهذا قرارها في مرحلة لاحقة، لكن اليوم الحلّ الوحيد جنوباً متصل بوقف العدو جرائمه بحق الفلسطينيين وأهالي غزة، وعلى الموفدين الدوليين أن يصبّوا جهودهم على دفع العدو لوقف عدوانه".

وكان حزب الله قد أعلن، أمس الاثنين، استهدافه عدداً من المواقع بالأسلحة الصاروخية، وقال إنه حقق فيها إصابات مباشرة، منها موقع السمّاقة ورويسات العلم، في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وثكنة "يفتاح".

والأحد، أشار حزب الله إلى أن عدد المستوطنات الإسرائيلية المخلاة بلغ 43، في حين بلغ عدد المستوطنين النازحين الفعلي 230 ألفاً.

في المقابل، أفاد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، أمس الاثنين، بأنّ نحو 100 ألف شخص نزحوا من جنوب لبنان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غداة الحرب على قطاع غزة.

وأتت تصريحات بو حبيب خلال استقباله رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر كيت فوربس، في مكتبه بالعاصمة بيروت، وأكد بو حبيب خلال اللقاء أنّ النازحين من جنوب لبنان نتيجة "الأحداث الأخيرة والاعتداءات الإسرائيلية هم بأمسّ الحاجة إلى العناية والمساعدة".

وأشار إلى أنّ كلّ مساعدة ممكنة تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر "مرحّب بها".

إلى ذلك،  قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، إنه يأمل "التوصل إلى حل سياسي مع حزب الله" اللبناني، مؤكداً أنه "غير معني بالوصول إلى حرب"، وإنما يسعى إلى "ضمان أمن سكان الشمال"، على حد تعبيره.

وأضاف غالانت أنّ حرباً مع حزب الله ستترتب عليها "أثمان على إسرائيل"، مهدداً بأنّ هذه الحرب "ستكون أصعب على لبنان".

تطورات الحرب على الجبهة اللبنانية يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..