تحركات مصرية-إماراتية لاحتواء فوز المنفي ودبيبة في ليبيا

08 فبراير 2021
يمكن لمصر والإمارات استخدام مليشيات حفتر لعرقلة الحكومة (Getty)
+ الخط -

على الرغم من بيانات الترحيب الصادرة عن عدد من العواصم العربية، بانتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، ضمن العملية التي أشرفت عليها الأمم المتحدة، وانتهت بفوز القائمة التي ضمت محمد المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، وموسى الكوني وعبد الله اللافي نائبين له، وعبد الحميد دبيبة رئيساً للوزراء، إلا أن هناك تحركات من جانب تلك العواصم، في محاولة لاحتواء الموقف، بعد خسارة القوائم التي راهنوا عليها لتأمين مصالحهم في ليبيا. وفي هذا السياق قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن خسارة القائمة التي كانت تدعمها القاهرة، والتي كان يقودها رئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح، وتضم معه قائد المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، بعد خسارة نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق في التصويت الفردي، كانت بمثابة الصدمة للدوائر المصرية المعنية بملف الأزمة الليبية، خاصة بعد وصول شخصيات تميل في توجهاتها إلى تركيا.

هناك حالة من الغضب داخل مؤسسة الرئاسة المصرية بعد فوز قائمة المنفي ودبيبة

وأكدت المصادر أن هناك حالة من الغضب، داخل مؤسسة الرئاسة بعد فوز قائمة المنفي ودبيبة. وأوضحت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبر ما حدث بمثابة انتصار كبير للسياسات التركية في ليبيا، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن القاهرة ما زال في يديها أوراق، من شأنها ترويض السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا. وأكدت أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وقواته ما زالا ورقة ضغط كبيرة بالنسبة لكل من مصر من جهة والإمارات من جهة أخرى، لعرقلة الحكومة الجديدة حال أبدت مواقف معادية، أو متشددة تجاه مصالح الدولتين، أو أبدت انحيازاً واضحاً للمصالح التركية على حساب مصالح البلدين. مع العلم أن المتحدث باسم مليشيات حفتر، أحمد المسماري، رحب، أول من أمس السبت، بنتائج التصويت في ملتقى الحوار، وقدم التهنئة إلى "الشخصيات الوطنية التي تم انتخابها". كما أن السيسي نفسه أعلن دعمه للحكومة الانتقالية. وقال في تصريحات تلفزيونية في وقت متأخر مساء السبت، إن انتخاب أعضاء السلطة الجديدة "خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً "نحن ندعمهم ومستعدون للتعاون معهم من أجل تعافي ليبيا والتحضير للانتخابات" المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ أكد أن القاهرة تُرحب بنتائج التصويت على اختيار السلطة التنفيذية. وأعرب عن التطلع إلى العمل مع السلطة الليبية المؤقتة خلال الفترة المقبلة، وحتى تسليم السلطة إلى الحكومة المُنتخبة، بعد الانتخابات. ودعا الليبيين إلى الاستمرار في إعلاء المصلحة العليا لبلادهم، وكذلك كافة الأطراف الدولية والإقليمية إلى دعم هذا المسار السلمي لتسوية الأزمة، بما يُسهم في استعادة الاستقرار في ليبيا، ويفضي إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤونها، وخروج كافة المقاتلين الأجانب وفرض سيادة ليبيا على أراضيها. بدورها، رحبت الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي يوم الجمعة الماضي، بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معربة عن أملها في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.

رجحت مصادر مصرية أن تكون نتائج الانتخابات الجديدة دافعاً قوياً لتطوير العلاقات مع تركيا

من جهة أخرى، رجحت المصادر المصرية أن تكون نتائج الانتخابات الجديدة دافعاً قوياً لتطوير العلاقات المصرية التركية، واتخاذها خطوات جديدة للأمام، ضمن محاولات القاهرة تأمين مصالحها، في وقت تقاطعت فيها تلك المصالح، مع مصالح الحليف الإماراتي، الذي ما زال يدعم حفتر للإقدام على عمل عسكري.

في غضون ذلك، قال مصدر مصري مقرب من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي، إن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة كانوا قد استبقوا التصويت على القائمتين النهائيتين، بفتح قنوات اتصال مع دبيبة، في وقت كانوا يعتبرون أن القائمة التي يدعمونها صاحبة الحظ الأوفر. وأكد المصدر أن دبيبة كان قد زار القاهرة أخيراً بدعوة من رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ضمن إطار جلسات الاستماع إلى رؤية المرشحين البارزين للمناصب التنفيذية.

المساهمون