العراق: الصدر يمنع أتباعه من مهاجمة منتقديه بعد مواجهات بغداد المسلحة

27 مايو 2024
تظاهرة لأنصار الصدر في ساحة التحرير في بغداد، 13 أكتوبر 2023 (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مقتدى الصدر يدعو أنصاره للابتعاد عن العنف ضد منتقديه، مؤكدًا على استخدام القانون والأعراف العشائرية والتصعيد الإعلامي كرد على الانتقادات، في ظل موجة عنف شهدها العراق.
- العنف الأخير في العراق يبرز التوترات العميقة والتحديات أمام السلام، حيث يسعى الصدر لإعادة تأكيد سيطرته وتوجيه أتباعه نحو استراتيجيات سلمية.
- الناشط أيهم رشاد يعتبر الانتقادات للصدر جزءًا من العمل السياسي، مشيرًا إلى أهمية تقبل الصدر لهذه الانتقادات والتوازن بين الأعراف العشائرية والقانون في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية.

دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء الأحد، أنصاره إلى عدم الاعتداء والعنف ضد من يسيء إليه وإلى والده المرجع الديني محمد صادق الصدر، بعد موجة من العنف تعرض لها عراقيون من جرّاء انتقادهم الصدر وأتباعه على مواقع التواصل، بسبب أنشطتهم السياسية وممارساتهم الاجتماعية، متوعداً باستخدام القانون والأعراف العشائرية والتصعيد الإعلامي ضد من يمسه أو يمس تياره.

ونشر صالح محمد العراقي، وهو حساب عبر منصة "إكس" يُدار بإشراف الصدر شخصياً، بياناً جاء فيه: "يمنعُ العنف والتهجم على منازل هؤلاء المندسين والحاقدين ومدفوعي الثمن من جهات خارجية أو داخلية وعدم التظاهر إلا بأمر مركزي، ويمنع ذلك على جميع مفاصل التيار المدنية و(العسكرية) بل مطلقاً". وأكمل: "بل غاية ما يمكن فعله هو اللجوء إلى القانون والعرف العشائري والتصعيد الإعلامي ضدهم، بما يرضي الله، ومن دون اتهامات لجهات أياً كانت، فهذا ما يريدونه، فلا تفرحوهم ظناً منكم أنكم تؤذونهم. وكل من يخرج عن هذه التوصيات فنحن براءٌ منه، فهو يسيء لقائده وللتيار الوطني الشيعي جهلاً أو عمداً فهو إما مندس أو جاهل".

والأسبوع الماضي، قُتل 3 أشخاص وأصيب 4 آخرون بمواجهات مسلحة في حي العبيدي شرقي بغداد، بين اتباع الصدر ومسلحين من مليشيا أنصار الله، إثر انتقادات وجهها أحد أعضاء المليشيا إلى الصدر عبر "فيسبوك". كما يأتي هذا القرار بعد سلسلة هجمات عنيفة وقعت في بغداد وبقية محافظات وسط وجنوب البلاد، قادها أنصار وأتباع زعيم التيار الصدري ضد عراقيين كتبوا آراءهم أو علّقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ووقعت مواجهات مسلحة عدة بسبب غضب الصدريين تجاه كل من ينتقد الصدر أو تياره.

وسبقت هذه الحالة حالات عدة تمثلت بحلق شعر رأس العشرات من الشبّان المعارضين حراكَ التيار الصدري في تعامله مع المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية، كما أقدم أنصار الصدر في أكثر من مناسبة على ضرب ناشطين بالعصي بطريقة وحشية، ما أدى إلى جروح بليغة وتكسير في العظام. ويُنتقد التيار الصدري على عنفه في التعامل مع المعارضين أو المنتقدين سياسةَ الصدر وقراراته، أو تدخله في شؤون كثيرة، لكن الانتقادات عادة ما تواجه بالتعنيف، وخلال الأعوام الماضية، اضطر عراقيون إلى مغادرة مناطقهم، وشمل هذا الترحيل الإجباري حتى النساء، بما في ذلك والدة الشاب مهند القيسي الذي قتل في مجزرة "ساحة الصدرين" التي كانت ميدان تجمع متظاهري مدينة النجف، جنوبي البلاد، في فبراير/ شباط 2020، وراح ضحيتها نحو 15 متظاهراً وجرح العشرات بهجوم شنه أنصار الصدر على الميدان.

وقال الناشط العراقي أيهم رشاد إن "الصدر شخصية سياسية عامة تُعرف بأنها جدلية، بسبب مواقفه وحضوره السياسي، وبالتالي فإن انتقاده أمر طبيعي، وكان عليه أن يعرف أن الدخول في العمل السياسي يعني أنه سيكون عرضة للانتقاد، لكن أنصاره كانوا يواجهون من ينتقده بعنف قاسٍ"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "بيان الصدر يمثل حالة لتقوية الدولة من حيث اعتماد القانون في محاسبة المسيئين، لكنه في الوقت نفسه تبنى الرجوع إلى الأعراف العشائرية التي تتعارض أحياناً مع القانون".