العراق: أخذ تعهدات خطية من سكان بغداد بالإبلاغ عن مطلقي الكاتيوشا

العراق: أخذ تعهدات خطية من سكان بغداد بالإبلاغ عن مطلقي الكاتيوشا

13 أكتوبر 2020
أخذ تعهدات من سكان مناطق شهدت تنفيذ هجمات ضد المنطقة الخضراء (فرانس برس)
+ الخط -

 

كشفت مصادر أمنية عراقية في بغداد، اليوم الثلاثاء، عن أخذ تعهدات خطية من سكان أحياء قريبة من المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، بالإبلاغ عن مطلقي صواريخ الكاتيوشا وأي تحركات مشبوهة، وذلك في خطوة جديدة تشير إلى عدم ارتياح الحكومة العراقية للهدنة التي أعلنت عنها مليشيات موالية لإيران بشأن وقف استهداف المصالح الأميركية في العراق.

وبحسب مسؤول عسكري عراقي في قيادة عمليات بغداد، فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وافق في وقت سابق، على مقترح أخذ تعهدات خطية من سكان أحياء ومناطق عدة قرب المنطقة الخضراء ومطار بغداد بإبلاغ الأمن عن مطلقي صواريخ الكاتيوشا أو أي تحركات مشبوهة لأفراد المليشيات في تلك المناطق عبر الخط الأمني الساخن، أو أقرب نقطة أمنية في المنطقة. 

ولفت المسؤول العراقي إلى أنه تم فعلاً أخذ تعهدات خطية من سكان الكرادة والنهضة وحي الجهاد وحي العامل والرضوانية وحي الحسين والعلاوي والصالحية ومناطق أخرى شهدت تنفيذ هجمات ضد المنطقة الخضراء ومطار بغداد، مؤكداً أن التعهد يقضي بأنه في حال لم يتم إبلاغ الجهات الأمنية فإنه سيتم إخضاع جميع سكان المنطقة القريبين من مكان إطلاق الصاروخ للمساءلة. 

وأوضح أن "الجهات الأمنية المختصة سيّرت دوريات مكثفة في غالبية مناطق الكرخ في بغداد، من أجل دفع المواطنين للتوقيع على هذا التعهد، وخصوصاً المناطق التي فيها ساحات فارغة، فهي دائما ما تكون قواعد لشن الضربات الصاروخية".

وأضاف أن "بعض المواطنين أبلغونا خشيتهم من الإبلاغ عن خلايا الكاتيوشا خوفاً من ملاحقتهم أو الاعتداء عليهم أو حتى تصفيتهم جسديا من قبل عناصر المليشيات، خصوصاً أن بعض المواطنين ليست لديهم ثقة تامة بسرية تعامل القوات الأمنية مع المعلومة، وهذا ما يشكل خطورة حقيقية على حياتهم، لكن المواطنين في مناطق التجاوز أجبروا على هذا التعهد، بعد التهديد بإزالة منازلهم في حال الرفض".

ويعيد الإجراء العراق إلى سنة 2005 وما تلاها، حينما  كانت قوات الأمن تطلب من المواطنين التوقيع على تعهدات بالإبلاغ عن أي مخطط لعمليات إرهابية أو مسلحة ضد الجيش الأميركي. 

والسبت الماضي، أعلنت مجموعة من المليشيات العراقية، المدعومة من إيران، أطلقت على نفسها اسم "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، أنها قررت منح "فرصة مشروطة" للولايات المتحدة لتنفيذ قرار خروجها من العراق، مبررة خطوتها تلك بأنها جاءت استجابة للجهود التي قامت بها بعض الشخصيات في هذا الإطار.

ووفقاً لبيان تداولته وسائل إعلام محلية عراقية، صادر عما تسمى "الهيئة التنسيقية للمقاومة"، فإنه تقرر إعطاء القوات الأجنبية في العراق "فرصة مشروطة احتراما للجهود التي قامت بها بعض الشخصيات"، وأكدت "الهيئة" أن الفرصة مقرونة بوضع جدول زمني لتنفيذ قرار البرلمان بإخراج تلك القوات من العراق، محذرة في الوقت نفسه مما سمته "المراوغة والتسويف في الانسحاب". 

وطبقاً لمراقبين، فإن "الهيئة التنسيقية للمقاومة" تضم مليشيات "حزب الله" و"النجباء" و"العصائب" و"الخراساني" و"سيد الشهداء" و"الطفوف"، وفصائل مسلحة أخرى تتلقى دعماً من إيران، وتتبنى علناً التصعيد ضد الوجود العسكري الأميركي في العراق. 

واعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي بدر الزيادي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن مهمة ملاحقة وكشف خلايا الكاتيوشا من مهام القوات الأمنية وليس من مهام المواطنين، موضحاً أنه "من واجب المواطنين الإبلاغ عن أي شيء مشبوه  في الشارع، لكن دون أخذ تعهدات منهم، فهذا واجب كل مواطن من ذات نفسه، وخاصة أن هذا الأمر ربما يعرض حياة المواطنين للخطر".

وتساءل النائب العراقي: "كيف تستطيع الحكومة حماية المواطنين من السلاح المنفلت لخلايا الكاتيوشا، وهي منذ أشهر تعمل على ملاحقتهم ولم تتمكن من كشفهم أو كشف من يقف خلف تلك الجهات؟".

وختم عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن لجنته "سوف تناقش هذا الإجراء خلال اجتماع موسع وسوف تتخذ قرارات، كما ستتم استضافة الجهات الأمنية المسؤولة على هذا الملف، لتوضح لنا تفاصيل ما يجري بدقة".