الانتخابات الإقليمية الفرنسية: اليمين يتصدر ونتائج مخيبة لماكرون

الانتخابات الإقليمية الفرنسية: اليمين يتصدر ونتائج مخيبة لماكرون

20 يونيو 2021
حزب ماكرون لم ينجح بالفوز بأي إقليم(Getty)
+ الخط -

تقدّم يمين الوسط الفرنسي على التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن، الذي لم يحقق النتائج المتوقعة له في الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات الفرنسية، اليوم الأحد، وسط نسبة امتناع تاريخية عن التصويت، بينما ستعقد الجولة الثانية من هذه الانتخابات يوم الأحد المقبل.

وبحسب النتائج الأولية، نال اليمين 28.8 في المائة من نتائج الأصوات على الصعيد الوطني، في حين حل اليمين المتطرف في المرتبة الثانية بحصوله على 19.4 في المائة، أما الحزب الاشتراكي وحلفاؤه اليساريون فقد حلوا ثالثاً بـ15.6 في المائة من الأصوات.

ونال حزب الخضر المرتبة الرابعة بـ12.9، بينما حل الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" خامساً بحصوله على 10.4 في المائة، فيما حلّ حزب "فرنسا غير الخاضعة" الذي يتزعمه المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة جان لوك ميلانشون سادساً بحصوله على 5.3 في المائة.

وتمكن اليمين المتطرف من الفوز بإقليم واحد، هو بروفانس آلب كوت دازور، حيث توقعت استطلاعات الرأي أن يحسمه من الجولة الأولى، وهو ما حصل فعلاً، لكنه لم يحقق النتائج التي توقعت بها استطلاعات الرأي، حيث كان من المتوقع أن يحقق نتائج متقدمة في 5 أقاليم على الأقل.

الصفعة الأكبر في هذه الانتخابات كانت من نصيب حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، الذي لم ينجح بالفوز بأي إقليم، ما يعقّد مهمة ماكرون في طريقه إلى الترشح لولاية ثانية عام 2022، إذ لم يتمكن من إقناع الفرنسيين بالتصويت لحزبه، على الرغم من ترشيحه 3 من أبرز وزراء حكومته، وهم وزير العدل اريك دوبون موريتي، والداخلية جيرالد درمانان، ووزيرة شؤون المواطنة مارلين شيابا.

وفور صدور النتائج الأولية، عقدت زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبان مؤتمراً صحافياً، دعت فيه ناخبي اليمين المتطرف إلى الرد على هذه النتائج في الجولة الثانية.

وقالت "في مواجهة عمل هذه الحكومة الذي يقود البلاد إلى الفوضى، فإن ناخبينا لديهم واجب الرد. يجب أن تصوتوا. إذا لم تصوتوا لصالح أفكاركم، فإن أصواتكم لم تعد مهمة. كل شيء ممكن، طالما قررتم ذلك: إلى صناديق الاقتراع، أيها الوطنيون".

من جهته، ناشد زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون أنصاره إلى النزول بقوة في الجولة الثانية من التصويت، معتبراً أن اليمين المتطرف لا يجب أن يشكل تهديداً على الديمقراطية. 

وقال لأنصاره في خطاب ألقاه "لا يجب أن نضيف إلى كل ويلات ديمقراطيتنا مصيبة أخرى. يجب ألا نعطي أي منطقة إلى التجمع الوطني. يجسد هذا التكوين السياسي العنف الذي يتم التعبير عنه بشكل متزايد في البلاد".

وتابع "سنبقى ضد التلفيقات والتحالفات المشبوهة مع أطراف النظام، حاملين بفخر قيم المعارضة والجمهورية".

ولم يتأهل حزب "الجمهورية إلى الأمام" للجولة الثانية من التصويت في منطقة اوت دو فرانس، رغم أنه دفع بوزيري العدل والداخلية إلى المشاركة بالانتخابات في تلك المنطقة.

ودعا حزب "الجمهورية إلى الأمام" ناخبيه إلى التصويت في الجولة الثانية للمرشح الجمهوري كزافييه برتران، الذي اكتسح منافسه المباشر من اليمين المتطرف سيباستيان شينو بـ42.1 في المائة من الأصوات، ما جعله مؤهلاً بأريحية للجولة الثانية حتى وإن لم يحصل على أصوات ناخبي "الجمهورية إلى الأمام".

ومع انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية، تتشكل صورة أولية عن الانتخابات الرئاسية المقبلة ربيع عام 2022، حيث يبدو كزافييه برتران، وزير الصحة اليميني في عهدي الرئيسين السابقين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في مارس/آذار الماضي، أكثر المرشحين الجاهزين لخوض هذا السباق، في مواجهة ماكرون، الخارج مع وزرائه بهزيمة كبيرة، ولوبان التي خانتها نتائج استطلاعات الرأي، ويسار مفكك حل ثالثاً ولم يستطع تجاوز اليمين المتطرف رغم ضعف نتائجه.

وانهارت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت الأحد، في فرنسا لاختيار أعضاء مجالس المناطق.

ولم تتخط نسبة المشاركة 26,72%، بفارق كبير عن 40% من المشاركة سجلت في الانتخابات المحلية السابقة عام 2015.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لهذه الانتخابات التي أرجئت ثلاثة أشهر بسبب الأزمة الصحية، وتجري على أساس نسبي في دورتين في 20 و27 يونيو/حزيران.

ودعي نحو 48 مليون ناخب لاختيار أعضاء مجالس المناطق الفرنسية الـ15 وبينها اثنتان من أراضي ما وراء البحار، لولاية مدتها ست سنوات، وتشمل صلاحيات مجالس المناطق القضايا التي تمس المواطنين بشكل مباشر مثل النقل العام والكليات الجامعية والمدارس الثانوية أو إدارة الأراضي.

ولا تجذب هذه الانتخابات المحلية عادة حشوداً من الناخبين، وقالت الناخبة ماري كلير دياز في سان دوني بمحاذاة باريس "ما أخشاه خصوصاً هو نسبة امتناع قياسية".

من جهته، قال بيار دافيد الناخب من مرسيليا: "لا بد من القيام بهذا العمل المواطني، إنه أمر مهم، لدي الكثير من الأصدقاء الذين يرفضون الإدلاء بأصواتهم، أو لم يعودوا يعلمون، أو باتوا تائهين، باختصار يجدون كل الأعذار الممكنة لعدم التصويت".

ورغم ذلك، يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها اختبار قبل الانتخابات الرئاسية عام 2022 التي يرجح أن يخوضها الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت يزداد نفوذ اليمين المتطرف بشكل متواصل منذ سنوات.