اغتيال قيادي في "عصائب أهل الحق" جنوبي العراق وقوات الأمن تتأهب

اغتيال قيادي في "عصائب أهل الحق" جنوبي العراق وقوات الأمن تتأهب

05 فبراير 2024
توعد الخزعلي بأن لا تذهب دماء القيادي القتيل هدراً (فرانس برس)
+ الخط -

تأهبت قوات الأمن العراقية في محافظة ميسان، جنوبي البلاد، وفرضت انتشاراً أمنياً واسعاً في مناطق مختلفة من المحافظة إثر اغتيال قيادي بارز في جماعة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، وهي من أبرز فصائل "الحشد الشعبي"، على يد مسلحين مجهولين.

واغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية علي ناجي الكعبي، القيادي في الجماعة المسلحة، خلال مروره بسيارته الشخصية وسط مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، وأردياه قتيلاً.

وعلى أثر ذلك، احتشد العشرات من الجماعة في المنطقة، وحاصروا مقر قيادة شرطة ميسان، وأطلقوا النار على المقر بشكل مكثف. كما اعتدوا بالضرب على عدد من عناصر الشرطة داخل المقر.

وتتخوف الشرطة في المحافظة التي تشهد استقطاباً عشائرياً وآخر مسلحاً منذ سنوات، من عودة موجة الاغتيالات المتبادلة بين الفصائل والجماعات المسلحة، وفرضت انتشاراً واسعاً في عدد من المناطق.

 وبحسب ضابط في جهاز الشرطة بمحافظة ميسان، فإن "الوضع المرتبك أدى لاتخاذ قرار إعادة انتشار أمني وإدخال عدد من وحدات الأمن بحالة التأهب".

وتابع في حديثه لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن الأجهزة الأمنية ما زالت تنتشر في المنطقة بشكل مكثف في مسعى لمنع أي محاولات تهدد الأمن المجتمعي".

وأشار إلى أن "بصمات الحادث تؤشر إلى أنه يندرج ضمن تصفية الحسابات بين الفصائل المسلحة وعناصر في جماعة عصائب أهل الحق توجه الاتهام إلى جماعة سرايا السلام التابعة للتيار الصدري بتنفيذ عملية الاغتيال، بسبب خلافات سابقة بين الجماعتين".

وأوضح أن "التوجيهات الأمنية العليا شددت على استمرار الانتشار الأمني، وخاصة أن حالة من الغضب تسيطر على جماعة العصائب".
وشيعت جماعة "عصائب أهل الحق"، صباح اليوم الاثنين، القتيل وسط انتشار أمني وإغلاق كثير من شوارع المدينة.

وعيد بالانتقام

وتوعد زعيم جماعة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي بالانتقام، وقال في تدوينة له على "إكس": "إلى متى تبقى محافظة ميسان بيد القتلة وعصابات المخدرات وأراذل الخلق؟ أما آن الأوان لأن تنجلي ظلمات الانفلات والاستهتار عن المحافظة إلى نور القانون والنظام؟ هل تبقى المحافظة رهينة بيد القتلة القذرين؟".

وأكد على ضرورة "عدم الانجرار نحو أي تصرف مخالف للشرع أو القانون أو الأعراف العشائرية، مع التأكيد أن الدماء لن تذهب هدراً".

الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي علق على "هشاشة" الدولة في ظل نفوذ المليشيات، وقال في تدوينة له على "إكس": "عادت المليشيات إلى الانتشار في الشوارع لتقول نحن اللادولة المسيطرة على الدولة، ولا يغرنكم الاستقرار النسبي ومظاهر الدولة المسيطرة".

صراع المصالح بين "عصائب أهل الحق" وفصائل أخرى

ويدفع التنافس بين الفصائل المسلحة على النفوذ والهيمنة على المصالح في المحافظات العراقية إلى تكرار الاشتباكات المسلحة والاغتيالات بين تلك الجماعات، إذ وقعت اشتباكات بين جماعتي "عصائب أهل الحق" و"جند الإمام"، في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، أثناء احتفال نظم في إحدى بلدات البصرة لإحياء ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، ما استدعى تدخلاً أمنياً، ومن ثم اعتقلت القوات الأمنية عنصرين من جماعة جند الإمام.

سبق ذلك بـ10 أيام اشتباك مماثل بين "سرايا السلام" ومسلحين من "عصائب أهل الحق" في منطقة حي العامل، وسط بغداد، بسبب الخلاف على رفع صورة كبيرة تضم كلاً من سليماني والمهندس في المنطقة، التي تعد من أبرز مناطق نفوذ الصدريين.

وفي العام الماضي 2023 سجلت المحافظات العراقية وخاصة البصرة، عدة مواجهات، أبرزها بين جماعة "عصائب أهل الحق" وجماعة "سرايا السلام" المرتبطة بالتيار الصدري، في صراع على النفوذ غالباً، وتسببت بحرق مقرات ومكاتب للطرفين، إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى.