إياد علاوي لـ"العربي الجديد": أميركا دمّرت العراق

إياد علاوي لـ"العربي الجديد": أميركا دمّرت العراق والسوداني أحسن رئيس وزراء

09 ابريل 2024
علاوي خلال افتتاح معرض الكتاب بأربيل، إبريل 2019 (جيلان حجي/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إياد علاوي ينتقد بشدة الولايات المتحدة لتدميرها العراق عبر احتلاله وإسقاط نظام صدام، مشيرًا إلى سياسات الاجتثاث والطائفية التي أدت إلى آثار سلبية طويلة الأمد.
- يلقي الضوء على الفوضى السياسية والانقسامات بين الأحزاب الدينية والمدنية بعد 21 عامًا على الاحتلال، مؤكدًا على ضرورة الإصلاح والابتعاد عن النفوذ الأجنبي لاستقرار العراق.
- يقترح تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة لتوحيد الجيش والبيشمركة، ويعتبر حكومة محمد شيّاع السوداني الأفضل بعد الاحتلال، مستبعدًا عودة مقتدى الصدر للسياسة وينتقد الدعم الأمريكي لإسرائيل.

قال رئيس الوزراء العراقي السابق، والذي يتزعم حركة الوفاق الوطني، إياد علاوي، إن الولايات المتحدة "دمّرت العراق" باحتلاله، وبطريقة تعاملها مع إسقاط نظام صدّام حسين، والقرارات التي اتخذتها بحقّ المؤسّسات الحكومية لاحقاً. وحمّل في تصريح منه ل"العربي الجديد" واشنطن مسؤولية قرارات عدة لا يزال العراقيون يدفعون ثمنها، من أبرزها "حلّ الجيش العراقي وإصدار نهج الاجتثاث المسيس لحزب البعث، بالإضافة إلى ترسيخ مبادئ الطائفية السياسية والمحاصصة الحزبية، وجميع هذه الخطايا ما يزال الشعب العراقي يدفع أثمانها".

ودافع علاوي عن نفسه بالقول إنه "لم يكن جزءاً من غزو الأميركيين العراق"، بل كان معترضاً على فكرة الاحتلال. وأضاف "كنا نُصرّ في حركة الوفاق الوطني أن يكون تغيير نظام صدّام حسين أو إطاحته من الداخل، وقد سعينا بالفعل إلى هذا، لكننا لم نتمكّن بسبب القبضة الحديدية لنظام صدّام".

وأضاف: "دخل الأميركيون العراق محتلين ولم يدخلوا محرّرين. وأرسلت واشنطن قوات محتلة وليست محرّرة للعراقيين من نظام صدّام، والرئيس الأميركي (في ذلك الحين) بوش الابن، سمع هذا منّي (من علاوي)". ويقرّ علاوي بوقوع "انتهاكات وتجاوزات صدرت عن سلطة الاحتلال"، لكنه وفقاً لقوله كان في "خلاف دائم مع الأميركيين، بل إنه سعى إلى عدم توفير المساحة الكاملة للتصرّف من قبلهم، حتى أنه دخل أكثر من مرة بمساجلات مع القادة الأميركيين".

وعن الأوضاع السياسية والأمنية العراقية بعد 21 عاماً من احتلال البلاد، قال إياد علاوي إن "الوضع الحالي مرتبك، لكن هذا لا يعني سقوط النظام الحالي، إلا أن استمرار التلاعب بالديمقراطية يؤدّي إلى إضعاف النظام وانهيار الثقة الشعبية تجاهه بالكامل". وأفاد بأن "هذا حدث مرّتين" الأولى معه عام 2010 حين حُرِم من تشكيل الحكومة رغم أن القائمة العراقية التي تراسها كانت الفائز الأول في انتخابات ذلك العام، والثانية مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عام 2021. وقال "تؤثّر هذه الأخطاء كثيراً على الديمقراطية والحياة السياسية في البلاد".  وكشف المسؤول العراقي السابق، والذي انتسب إلى حزب البعث في طور من شبابه، إن الولايات المتحدة وإيران منعتا إمكانية تشكيله الحكومة بعد تلك الانتخابات. وقال "المسيطر حالياً على النظام العراقي هو النفوذ الأجنبي، وتحديداً الأميركي والإيراني، والصراع في العراق بين النفوذين، لأن واشنطن وطهران لا تريدان الاصطدام، فيما يقع العراقيون وحدهم ضحية الصراعات بينهما. وبالرغم من ذلك، هناك إمكانية لأن يصلح النظام نفسه، من خلال ابتعاده عن النفوذ الأجنبي، وأن يكون عراقياً خالصاً. وبالتالي، إمكانات الإصلاح متوفرة".

وبشأن مشكلة السلاح المنفلت والجماعات المسلحة والفصائل، قال رئيس الحكومة العراقية الأسبق إن "الحل يتلخّص بتشكيل القيادة العامة للقوات المسلحة، بالتفاهم مع الأطراف في بغداد، وكذلك حكومة إقليم كردستان من أجل ضمَّ البيشمركة". وأضاف "ليس من المعقول أن يحتوي العراق على ثلاثة جيوش، والدولة التي تمتلك أكثر من جيش، لن تستطيع الاستمرار".

علاوي: ليس من المعقول أن يحتوي العراق على ثلاثة جيوش

ولفت إلى أن "الوضع السياسي يشهد حالة انفلاتٍ غير عادية، سيما في صفوف الأحزاب الدينية التي تشهد خلافات كبيرة وهناك عدم تفاهم واضح في ما بينها". أما بالنسبة للأطراف السياسية التي تنشط باسم التيار المدني، فإن نصف هؤلاء بالنسبة إلى علاوي "خضع لمغريات السلطة، والنصف الآخر يعاني من استمرار القمع وغياب القيادة، ناهيك عن وجود جهات تدعي المدنية لكنها في الحقيقة واجهات لأحزاب تقليدية معروفة".

أستبعد عودة الصدر

ويعتبر إياد علاوي أن رئيس الوزراء العراقي الحالي، محمد شيّاع السوداني، أحسن رئيس وزراء بعد الاحتلال الأميركي، لأنه وريث التجربة العراقية، كما أنه تدرّج في الوظائف إلى أن أصبح في منصبه هذا، كما أنه لم يعش في الخارج كي يتأثر بالخارج وأفكاره، وهو غير متّهم بالفساد، ويتصرف بسلوك مدني. هناك بعض العيوب، لكن حكومته أفضل من غيرها". وعن غياب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن الساحة السياسية، والحديث عن احتمالات عودته، قال علاوي: "لا أعتقد أن الصدر سيعود إلى المشهد السياسي، وانسحابه كان خطأ، وكان من المفترض أن يسيطر على البرلمان بعد عرقلة مشروع حكومته، واتجاهه إلى المدرسة الدينية قد يشكّل خطورة، خصوصاً أنه شخصية ثورية".

ووصف علاوي "الكيان الإسرائيلي" بأنه "مؤامرة على المنطقة العربية، ويستهدف ويذبح المدنيين العزّل من دون أن يواجهه أحد غير مقاتلي حماس". ويلفت إلى أن الولايات المتحدة "تدعم هذا الكيان بالمطلق، وهذا يعني أنها شريكة في كل هذا الخراب والراديكالية في الوطن العربي. ولأن الدفاع عن النفس والتمترس للحماية أمرٌ طبيعي، لا بد من ترسيم العراقيين علاقة جديدة مع الأميركيين".

تقارير عربية
التحديثات الحية