أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع وبجروح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قمعت فعاليات ومسيرات ضد الاستيطان بعدة مناطق من الضفة الغربية.
وأكد الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد"، من قرية بيت دجن شرق نابلس شمال الضفة، أن مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت بعد قمع تلك القوات المسيرة الأسبوعية ضد إقامة بؤرة استيطانية على أراضي المنطقة الشمالية الشرقية من قرية بيت دجن، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي استهدفت المسيرة الأسبوعية في منطقة جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس، الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على قمة الجبل. وأصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال تصدي أهالي قرية قريوت جنوب نابلس لاقتحام المستوطنين لمنطقة النبع في القرية بحماية قوات الاحتلال.
وعلى صعيد آخر، تسلمت طواقم الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، جثامين ثلاثة شهداء من نابلس كانت محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهم عدي عثمان الشامي، جهاد محمد الشامي ومحمد رعد دبيك، قرب حاجز عورتا المقام جنوب نابلس، بعد نحو شهرين على استشهادهم واحتجاز جثامينهم.
ومع تسليم جثامين الشهداء الثلاثة، لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثامين 133 شهيداً منذ العام 2015، منها جثامين 13 من الأسرى الشهداء، و12 طفلاً وشهيدة، بالإضافة إلى 256 شهيداً في مقابر الأرقام، بحسب بيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.
في سياق آخر، أصيب 5 شبان فلسطينيين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع بينهم أطفال، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمال الضفة المناهضة للاستيطان، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، خلال اقتحامها بلدة الدوحة غرب بيت لحم جنوب الضفة.
في شأن آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها على مدينة أريحا شرق الضفة، لليوم الـ14 على التوالي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، ثمانية فلسطينيين من الخليل وجنين بالضفة الغربية، بينهم المواطن إسحق أبو هشهش ونجله مجدي، وياسر العويوي، ومحمد أبو ميالة وهم من مدينة الخليل، والشابين أسامة إبراهيم، وجمال السيد وهما من بلدة كفر راعي جنوب جنين، ويزن حنايشة من بلدة قباطية جنوب جنين، إضافة لاعتقال الشاب أحمد العموري من مخيم جنين أثناء مروره عن حاجز عسكري.
وفي القدس المحتلة، أدى نحو 40 ألف فلسطيني اليوم صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وتبعها أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء وبخاصة الشهداء المحتجزة جثامينهم من قبل الاحتلال والتي كان آخرها جثمان الشهيد خضر عدنان.
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، ضرورة التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى وكبار السن، داعياً الاحتلال إلى تأمين احتياجاتهم وإلغاء قوانين الانتداب البريطاني، مستنكراً أنظمة القمع المطبقة بحقهم، وداعياً إلى الإفراج عن جثامين الشهداء وآخرهم خضر عدنان.
وحول الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، تطرق صبري إلى تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية الأخيرة، والتي تنكرت فيها لحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، وإشادتها بما أسمته ديمقراطية الاحتلال.
وشدد صبري على أن "نكبة فلسطين لم تحصل مرة واحدة، بل سبقتها مؤامرات عديدة حاكتها بريطانيا"، فيما أكد صبري تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وإصراره على العودة لمدنه وبلداته وقراه التي هجر منها في النكبة التي وقعت عام 1948، لافتاً إلى أن عدد المهجرين يزيد اليوم عن 7 ملايين نسمة.