قيادة حزب ميركل تدعم مرشحاً "لا يحظى بشعبية" لخلافتها في المستشارية

قيادة حزب ميركل تدعم مرشحاً "لا يحظى بشعبية" لخلافتها في المستشارية

12 ابريل 2021
لدى لاشيت فرص جيدة لخلافة ميركل في المستشارية (فرانس برس)
+ الخط -

منحت إدارة حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الألماني، اليوم الاثنين، دعمها لزعيم الحزب المحافظ أرمين لاشيت، الذي لا يحظى بشعبية، للترشح لخلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشارية في سبتمبر/أيلول المقبل، إلا أن القرار لا يزال غير رسمي، خاصة أن الكثيرين يتحدثون عن أهمية الحالة المزاجية على مستوى القاعدة، التي لها دور مهم في اتخاذ قرار بشأن مرشح الاتحاد المسيحي للمنصب.

واختار المجلس الرئاسي في "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، صباح الاثنين، خلال اجتماع مغلق، دعم ترشيح رئيسه مقابل الزعيم البافاري ماركوس سودر، الذي يحظى بشعبية كبيرة.

وأكد أحد المشاركين في الاجتماع أن "المجلس الرئاسي أصدر رأياً واضحاً بعد مشاورات مفصّلة"، كي يصبح أرمين لاشيت مرشح تحالف هذين الحزبين لحملة الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال زعيم "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" في ولاية هسن فولكر بوفييه: "نعتبر أنه مؤهل بشكل استثنائي، وطلبنا منه النقاش الآن مع ماركوس سودر حول طريقة المضي قدماً".

غير أنه لفت إلى أن التوافق على شخصية لاشيت حصل من دون تصويت رسمي، مبيناً أن فكرة اجتماع اليوم هي الوصول إلى حل مشترك، وفي غضون أسبوع، حول الشخصية المناسبة.

والقرار ليس نهائياً بعد، إلا أنه مع هذا الدعم، ستكون لدى لاشيت الستيني، وهو رئيس ولاية شمال الراين فستفاليا، الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فرصا جيدة لخلافة ميركل في المستشارية، بعدما أمضت هذه الأخيرة 16 عاماً في الحكم.

ونقلت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية عن إدارة الحزب قولها إن لاشيت يجمع الآراء ويطور المواقف ويمثلها بشكل متسق، معبرة عن أملها في أنه سينجح في خوض الحملة الانتخابية للاتحاد.

وسبق أن أكد لاشيت، مساء الأحد، في حديث مع قناة تلفزيونية تابعة لصحيفة "بيلد"، أنه واثق من أنه سيحصل على موافقة إدارة حزبه ليصبح مرشح المحافظين لمنصب المستشارية.

وقال إنه واثق من تأمين دعم حزبه ليصبح مرشح تيار يمين الوسط لمنصب المستشارية، وذلك بعد أن أعلن هو ومنافسه طموحهما للظفر بخلافة ميركل.

وتهدف كتلة اتحاد يمين الوسط إلى اتخاذ قرار سريع بشأن مرشحها، بعد أشهر من منافسة بين أرمين لاشيت، رئيس حزب ميركل "الديمقراطي المسيحي"، وماركوس سودر، الذي يقود حزبه الأصغر في بافاريا فقط، الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

ويعتبر دعم لاشيت في الاتحاد الديمقراطي المسيحي عاملاً حاسماً، لأنه يمثل أكبر حزبي التحالف.

ويعمل حزب ميركل في 15 ولاية من أصل 16 ولاية ألمانية، بينما يعمل حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا فقط.

وأمام هذا الواقع المستجد، بات من المحتم على الاتحاد المسيحي حل الأمر والتوافق ودياً، وأن يكون معززاً بموقف صلب وسريع، لأن البعد يبقى بمنافسة مرشحي الخضر والاشتراكي الديمقراطي على المنصب الأول. 

وهنا، يبرز الحديث عن الأرقام التي تعطي تقدماً في استطلاعات الرأي لصالح سودر خلال الفترة الأخيرة، إذ حصل على ما نسبته 54% من أصوات الناخبين، فيما حصل لاشيت 16% فقط.

ونجح سودر في التعامل مع أزمة كورونا في ولاية بافاريا بكثير من الجدية والحنكة. في حين عانى لاشيت من الانتقادات لسياسته في إدارة أزمة الوباء بصفته رئيساً لحكومة ولاية شمال الراين فستفاليا. وفي السياق، نقلت تقارير عن لاشيت قوله إنه يعتبر الاستطلاعات مهمة، لكنها ليست حاسمة، وإن من يجب أن يقرر هو لجان وقواعد الحزب. 

من جهة ثانية، برزت بعض التعليقات التي تفيد بأن سودر ليس بحاجة لإثارة مؤامرات كبيرة وإلحاق الضرر بخصمه، فالخيارات ستبقى مفتوحة، حتى ولو قرر الاتحاد المسيحي دعم لاشيت.

وكان سودر قد قال، في وقت سابق، لشبكة "إيه آر دي" الإخبارية، إنه لن يكون هناك في أي حال من الأحوال انكسار داخل الاتحاد المسيحي.
وأكد "لا نريد اتحاداً ممزقاً بل موحداً، ولهذا السبب علينا أن نرى وخلال الأيام المقبلة كيف يمكننا التعامل مع هذه المسؤولية، ولدينا استعداد لخدمة القضية".

الأمر نفسه شدد عليه لاشيت من منطلق أن الهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الوحدة للتحالف المسيحي، لأن المخاطر كبيرة.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد المسيحي استحوذ، وقبل أقل من ستة أشهر من موعد الانتخابات العامة، على 27% من الأصوات فقط، وتراجع بذلك حوالي 10 نقاط عن شهر فبراير/شباط الماضي، بسبب التخبط في إدارة أزمة كورونا وتعثر عمليات التلقيح ضد كورونا، إلى جانب التباينات في ما خص الإغلاق العام والجزئي، ومدى تأثير ذلك على القطاعات الصناعة والتجارية، في دولة تعتبر صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا. 

كل ذلك، جعل حزب "الخضر" المستفيد الأكبر من هذه العثرات، وتتّجه الأنظار إلى الشخصية التي سيرشحها هذا الحزب يوم 19 إبريل/نيسان الحالي، والذي سينافس ولأول المرة في تاريخه، وتعطيه أحدث الاستطلاعات فرصا للمنافسة بقوة على هذا المنصب.

ويتقارب الخضر بالأرقام مع الاتحاد المسيحي، ما قد يترجم عملياً بتغيير التحالفات مستقبلاً داخل الائتلاف الحكومي الذي سيتولى الحكم بعد انتهاء ولاية ميركل الرابعة.