أحد مهندسي اتفاق أوسلو ينعيه: مات تماماً

أحد مهندسي اتفاق أوسلو ينعيه: مات تماماً

27 نوفمبر 2023
يرى إيغلاند أن الحلّ الوحيد الممكن للحرب على غزة حالياً سيأتي من الخارج (Getty)
+ الخط -

يعتبر النرويجي يان إيغلاند، وهو أحد مهندسي اتفاقات أوسلو التي كان من المفترض أن تؤدي إلى "تعايش سلمي" بين دولتين إسرائيلية وفلسطينية، أن هذه الاتفاقات لم تعد تصلح "أبداً"، وأن الحلّ للحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة يتطلّب قيادة دولية هي "ضعيفة للغاية" راهناً.

دخل يوم 13 سبتمبر/ أيلول 1993 التاريخ، عندما تصافح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في حديقة البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون.

وشكّل هذا المشهد تتويجاً لـ14 جولة من المحادثات السرية في أوسلو، شارك في تنظيمها النرويجي يان إيغلاند الذي كان وقتذاك وزير دولة في وزارة الخارجية النرويجية.

ونتجت عن ذلك بداية عملية حسّاسة، فبموجب هذه الاتفاقات، تعيّن على إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية أن تعترف الواحدة بالأخرى، وأن يُقام حكم ذاتي فلسطيني انتقالي لمدة خمسة أعوام، وهي الفترة المناسبة لوضع اللمسات الأخيرة على تسوية الملفات الأساسية، مثل وضع مدينة القدس، والمستوطنات، ومصير اللاجئين، وغيرها.

بعد 30 عاماً من إبرام هذه الاتفاقات، وفي وقت يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يرى إيغلاند (66 عاماً) أن اتفاقات أوسلو ماتت "تماماً".

ويقول خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "اتفاقات أوسلو لم تعد موجودة في ذاتها. الآن سنحتاج إلى اتفاق آخر، ويجب أن يجري تنسيقه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية".

ويرى الدبلوماسي السابق، الذي أصبح اليوم الأمين العام لمنظمة "المجلس النرويجي للاجئين" غير الحكومية، أن الحلّ الوحيد الممكن للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس سيأتي من الخارج.

ويضيف: "ليس من الممكن لإسرائيل وحماس التفاوض (وحدهما) بشأن مستقبل هذه الأراضي. لن تكون هناك أي ثقة: إسرائيل تعمل على تدمير حماس، في حين أن حماس موجودة للقضاء على إسرائيل".

ويتابع: "القادة في الجانبين ليسوا أبداً بمستوى القادة الذين كانوا في حقبة (اتفاقات أوسلو) والذين كانوا ذوي رؤية وأقوياء وقادة حقيقيين. اليوم، لدينا شعبويون في كلا المعسكرين، بالفعل".

على أحد جدران الغرفة حيث قابلته وكالة "فرانس برس"، صور يظهر فيها إيغلاند وهو يصافح ياسر عرفات والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب.

"الوهم"

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وخلالها، شن الاحتلال قصفاً مكثفاً على القطاع المحاصر يترافق منذ الـ27 من الشهر نفسه مع عمليات برية واسعة داخل القطاع. وتسبّب القصف باستشهاد زهاء 15 ألف شخص، بينهم أكثر من ستة آلاف طفل.

يقول إيغلاند: "بعد ذلك، سيكون هناك الكثير من المرارة والكراهية من الجانبين، وسيكون هناك مزيد من العنف".

ويتابع: "من الوهم أن تعتقد إسرائيل أنها تستطيع تحقيق الأمن والسلام من خلال القنابل. ومن الوهم أن نعتقد أنه من خلال القتل الجماعي لمدنيين إسرائيليين، كما فعلت (حماس)، واحتجاز مدنيين كرهائن، يمكننا حلّ مشكلة وجود إسرائيل".

لكن المجتمع الدولي ليس على مستوى هذه المهمة أيضاً، بحسب إيغلاند، إذ لديه قيادة "ضعيفة للغاية".

ويتساءل: "أين القيادة الأميركية والأوروبية والبريطانية والفرنسية للمساعدة حقاً في الدفع نحو تسوية نهائية؟ السؤال نفسه للجانب العربي".

ويضيف: "هذه هي المشكلة دائماً تقريباً: أنتم مستعدون لانتقاد عدو حليفكم لكنكم غير مستعدين لدفع حليفكم نحو التسوية". وبالنسبة إليه، من المهم جداً استئناف المحادثات بأكبر قدر من السرية.

ويوضح: "تتمتع قنوات التواصل السرية والمفاوضات السرية بميزة هائلة، هي أن الأطراف لا يتحدثون من أجل الاستعراض. ليس عليهم التعامل مع أي استفزاز أو عمل من أعمال العنف حدث بالأمس أو في اليوم السابق. يستطيعون حقاً التفاوض".

(فرانس برس)

المساهمون