تهافت عربي واستغلال أميركي

26 مايو 2017
+ الخط -
تتميز العلاقات العربية الأميركية بأنها علاقات مصالح أكبر من أنها علاقات إنسانية، بل ربما تفتقد للبعد الإنساني من الجانب الأميركي، فالسياسة الأميركية تعتمد على عائدات مادية في علاقاتها مع العرب، وفي حال توقفت هذه العائدات والمصالح فإنها مستعدة لتدمير هذا البلد العربي أو ذاك، مهما بلغت درجة التعاون بين البلدين، وحوادث التاريخ شاهدة على ذلك.
القمم التي عقدها ترامب في الرياض، وهذه الجوقة الإعلامية الكبرى لهذه الزيارة، ولهذه القمم لن تغيّر سنتيمتراً واحداً من سياسات الإدارة الأميركية القائمة على المصلحة التي تعود على أميركا مادياً، ولا يتم فيها تجاوز مصالح إسرائيل في المنطقة، إذ لا زلنا نتذكر العراق، ودعم أميركا له في مواجهة المد الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي، وكيف انقلب ذلك إلى تدمير العراق، بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية وبروز العراق كقوة عسكرية كبرى في المنطقة.
سيكون الشيء نفسه في علاقات أميركا بعرب اليوم، وكذلك المصير نفسه الذي لاقاه العراق ستلاقيه إيران، لكن في الوقت المناسب، وعندما تتبلور الذرائع بشكل يتيح لأميركا ضرب إيران، فالسياسة الإيرانية لا تختلف عن السياسة العربية في حُب الاستعراضات، ولذلك لن يختلف المصير. هناك كتلة من الغباء تحرّك السياسة العربية، إذ تتجه بوصلتهم دائماً ضد مصالحهم، فها هم في اليمن، وعلى الرغم من الفرصة التاريخية لضرب مشروع إيران في المنطقة، وخصوصا في خاصرة الخليج (اليمن)، نرى هذا التشتت، بين من يدعم الشرعية ومن يدعم تمزيق اليمن وتغذية العنصرية والمناطقية وجماعات التعصب والتطرف الديني، وهذه السياسة سوف تضرب عمق الخليج على المدى البعيد.
لدى عرب اليوم فرص كثيرة، تمضي الواحدة تلو الأخرى، وأميركا تتخذهم جسر عبور لنهضتها ولخروجها من أزماتها المالية، إذ نلاحظ تهافتاً عربياً غير مسبوق نحو أميركا بسبب الخوف وعدم وحدة القرار العربي، يقابله حُسن استغلال من الجانب الأميركي، فمتى يصحو العرب؟
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)