إلى محمد بن لامين
يتكوّر الجسد، على نفسه، يتكوّر الحبّ، على جناحي طائرٍ.
■
هاتِ ذراعكِ، ضعيها على قلبي؛ ليست زلزلةً، لا، ليست زلزلة!
■
كيف أسرق من الشجرة، ظلَّها؟ كيف أسرق من الوقت، رملَه؟
■
الشجرة، تأتي من عين الشمس، الشجرة، تأتي من إصبع شاعر.
■
الحجر، يرحل مع الكلمات، يبقى مع الكلمات؛ انثري، بذورَك يا حياة، على الحجر.
■
قوس الكأس، قوس الشاي الفرحانة؛ ها أنتِ، تأخذين الخطوة الأولى، في فمكِ، سفرجلة!
■
نسيتِ، الغزالتين، قرب الشلّال، نسيتِ، عُريكِ، فوق الجسد الملتهب!
■
تذكرين، كيف سال الليل، تحت قدميكِ؟ تذكرين، كيف أزهرت في السرير، الشهواتُ؟
■
هو، شبيه الغابة، في نفرتها، أنتِ، شبيه اللذّة، في رعشتها. هل استوى، الميزان؟
■
أخضرَ، كان الشوقُ، الجالس تحت الشجرة. أصفرَ، كان التعب، فوق كتفيك وأنت تنهضين.
■
ذاك الشقُّ، في الصخرة، مَن شقّه؟
■
حين ارتجّتِ الصخرة، كانت السحابة، فوقَنا، بلون النبيذ الأحمر.
■
تمايلتْ، أغصانُ الشجرة، فوقنا، تمايلت، سُحب السماء، فوقنا، وتمايل، تحتنا، نهرٌ دافئ، رقراق!
■
كنتِ، تعدّين، حبّات المشمش، كنتُ، ممدّداً، بجانبكِ، لا أفعل شيئاً.
■
لماذا، فكَكتِ، قيد الليل، عن ساقِ، البومة؟ لِم، تدقّين، وتَدَ النهار، في يَدَيّ؟
■
لا عليكِ! ستُمطرُ، بين سيقاننا، الأغاني، لا عليكِ!
■
أتتْ، خيلُ اللّذة، رحلتْ، خيلُ اللّذة.
■
تستسلم، الشهوة، على قطيفتكِ، الخضراء، تُشعلين، بأصابع الرغبة، بيتاً، للصلاة!
■
حين، نزلتُ، بين عينيكِ، نسيتُ، أن أُخبر، وردتك، أين، يبيت الطائر!
■
شايٌ، بنكهة الكَسْر، يقترب، من شفتيكِ، لعلّها، صيحةَ السجين، في الليل.
■
ثلاث نوافذ، لا غير، خضراء، برتقالية، وزرقاء، وراء، حَلمتيك، النافرتين.
■
كان، السؤال البهيّ، عند، عتبة الباب، كان، السؤال، مبلولاً، دافئاً.
■
لقد تركتُ، الليل ورائي، هائماً، كيف، لا تجد يدي، دقّاقة الباب؟
■
أنْ، أعبر الصحراء، أسهل، من عبور قبلتين، على شفتيك!
■
"لا عليكَ!"، قلتِ هامسة، ثمّ، التفتِّ، ناحية النافذة، الخضراء.
■
لم آتِ، من ليلٍ، موحشٍ، ولا، من نهار، هشٍّ، جئتُ، عريانَ، وحسب!
■
مثلما، يكون النسيان، ذبابةً طنّانة، يكون البحر، صُرّةَ هفوات.
■
أكاد، ألمحُ، شجرة تين، تفوح، من بعيد! أكاد ألمسُ، غيمة خضراء، قرب، الجالسات العاريات!
■
لماذا، تُطلّ السمكات، برؤوسها، تحت السفرجل، فوق، الربوة العالية؟
■
كان، الطفل، ذو الجناحين والعنق الطويل، يحلّق، في الليل، مرّة وفي النهار، مرّة.
■
امتلأ، القارب، بالخوخ والدرّاق ونسوةً، يُدحرجن، على صدورهنّ، رغبات حمراء.
■
الجسر، الذي عبرناه، كان أزرق، والوادي، يفوح، برائحة الكليل.
■
السقيفة، حيث، حطّت البومة، في أعلى الجبل، لم تكن، سوى، بيتِ الأنبياء.
■
من، غرفة الأكل، يمكن، للسيّدة، رؤية قبلات الريح، على، أوراق الشجرة.
■
ماذا، في الإبريق، وماذا، في حِجر السيّدة؟ تتساءل، السماء الزرقاء، وراء النافذة.
■
الطائران، هُما، مَن أدخلا، الزوارق، إلى غرفتها. العريشة، هي، التي حاكتْ، السكينة، في قبّعة الشاعر.
■
وراء، العتبة: بحرٌ، مزهريّة، كتابٌ، دليل الهاتف، ثمالةُ كأس، خفق أجنحة، وعجوز، يُعارك، الوقت.
■
ساعة الحائط، تدقّ، في الغرفة الفارغة، يدُ الفلاح، تلوّح، بوردة، وراء، النافذة المغلقة.
■
يحلم، الموز، بالسباحة، في حوض الماء. يحلم، الحجر، بركوب، الدرّاجة، في الطريق الترابي.
■
تذوب، أحلام السمك، على كفّ، الطفلة، تذوب، الحكايات، في فتيلة المصباح.
■
يقترب، القمر، من إبريق الماء، يقترب، الضفدع، من عين الإبرة. ليلٌ، طويلٌ!
■
سبعةُ سلالم، إلى حيث، يقف الطائر، الرفراف، سبع أغنيات، لدخول، المساء.
■
ورق، يتساقط، على طاولة العروس، ورق، خائف، بكّاء، غريب.
■
لا خيبات، على طاولة المطبخ، فقط، صيحات، طرائد الغابة.
■
استطالت، الوردة، حتى لامست، الغيمة. الولدُ، يحلم، بطيّارة ورقية.
■
قال الثعبان، كثيب الرمل لي. قالت السحلية، أنا، من يفتح، باب الريح.
■
لأن، الخطايا ترقد، على العشب، كلّ ليلة، يملأ القمرُ، جرارَه بها.
■
يقف الليل، غريباً، أمام الباب، يقف النهار، غريباً، أمام الباب.
■
هكذا، وَجدتُ النوم: طبلٌ، يطفو فوق الماء. ليت، لي صبرُ، الزنبقة!
■
الخنفساء الزرقاء، ستأخذك، إلى البحيرة. عُشبةُ المقدونس، ستكون، دليلَك، إلى الحقل.
■
سيصل الحلزون، أعلى التلّ، قبل أن، يصل الماء، صدرَ الثور.
■
ماذا أفعل، بأغنيةٍ قديمة، تأتي، من جهة البحر؟
■
وأنا، أدفع بزورقي، بين ضفّتي الوقت، ليس مهمّاً أن أتقوّل شيئاً مفيداً. سأترك الريح تفعل ذلك وأشجار السدر.
* شاعرٌ ليبي مقيم في النرويج